عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 02-04-2012, 11:05 PM
الصورة الرمزية إسلامنا نور
إسلامنا نور إسلامنا نور غير متصل
قلم فضي
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
مكان الإقامة: & بقلبى بين ربوع الشام &
الجنس :
المشاركات: 3,851
الدولة : Egypt
افتراضي رد: توبة قاتل المائه

(2) سعة رحمة الله عز وجل و خطورة تقنيط الناس منها :
تدل القصة برواياتها المتعددة على سعة رحمة الله تعالى و أنها تغلب غضبه و أن صدق العبد فى التوجه إلى اللع تعالى يمنحه فوق قبول الله له توفيقاً و هداية إلى الطريق المستقيم فإذا كانت الرواية التى وضعناها بين أيدينا فى مطلع القصة قد اقتصرت على مجرد بيان أن العبد – عند قياس الملائكة للأرضين كان أقرب إلى الأرض التى أراد فقبضته ملائكة الرحمة فإن روايات أخرى صحيحة قد صرحت بتدخل العناية الإلهية بما يفيد سعة رحمة الله و مزيد فضله على هذا العبد التائب .
ففى رواية البخارى و روايات أخرى فى مسلم ( فأوحى الله إلى هذه أن تقربى و اوحى إلى هذه أن تباعدى و قال قيسوا ما بينهما فوجد إلى هذه أقرب بشبر فغفر له )
و فى إبعاد أرض المعصية و تقريب أرض التوبة ما يشعر بان الله لا يقبل التوبة عن عباده و فقط بل يزيدهم فوق القبول من فضله .
و يؤيدهذا ما جاء فى الحديث القدسى الصحيح عن ابى هريرة رضى الله عنه قال : قال النبى صلى الله علية و سلم ( يقول الله تعالى : أنا عند ظن عبدى بى و أنا معه إذا ذكرنى فإن ذكرنى فى نفسه ذكرته فى نفسى و إن ذكرنى فى ملأ ذكرته فى ملأ خير منهم و إن تقرب إلى بشبر تقربت إليه ذراعاً و إن تقرب إلى ذراعاً تقربت إليه باعاً و إن أتانى يمشى اتيته هرولة) و إن كانت الرحمة من الله واسعة كما أرادها رب العزة فمن الخطورة أن يضيق أحد من الناس ما وسعه الله لفساد فى عقله و سوء فى فكره و هذا ما تدل عليه القصة حيث تضمنت بالإشارة ما يدل على سوء سلوك الراهب حين سد الأبواب كلها أمام التائب فقام الرجل بقتله.
يقول عبد الله بن عباس رضى الله عنهما فى قول الله تعالى : { قل يا عبادى الذين أسرفوا على أنفسهم } الآية قال : ( قد دعا الله تعالى إلى مغفرته من زعم أن المسيح هو الله و من زعم أن المسيح هو ابن الله و من زعم أن عزيزاً ابن الله و من زعم أن الله فقير و من زعم أن يد الله مغلولة و من زعم أن الله ثالث ثلاثة يقول الله تعالى لهؤلاء : { أفلا يتوبون إلى الله و يستغفرونه و الله غفور رحيم } ثم دعا إلى التوبة من هو أعظم قولاً من هؤلاء من قال { أنا ربكم الأعلى } و قال { ما علمت لكم من إله غيرى }
(( قال ابن عباس رضى الله عنهما : من اّيس عباد الله من التوبة بعد هذا فقد جحد كتاب الله عز وجل ))
فليحرص الداعية على هذا المعنى و ليحذر أن يستدرجه الشيطان إلى هذا المنزلق الخطير فيضر نفسه و دعوته و ليكن له أسلوب القراّن و هدى النبى صلى الله علية و سلم عبرة و عظة إذ فيهما الترغيب إلى جانب الترهيب و البشارة إلى جانب الإنذار و الداعية الناجح هو من يصف الدواء حسب نوع الداء و يتعامل مع كل موقف بما يناسبة من الأدلة دون إهدار أو تقليل من شأن غيرها و الله أعلم .
__________________
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 14.35 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 13.72 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.41%)]