درست طريقة تفكير الذئاب حيث الهجوم المفاجئ و المكر و الخداع و المراوغة قبل غرز الأنياب في اللحم بلا شفقة ولا رحمة
لكنني وجدت الذئب هنا أكثر رحمة من كائن جديد يظهر بقوة اليوم ألا وهو الذئب البشري
كائن يشبهنا له جلدنا نفسه و تكويننا نفسه ، مظهر خارجي رائع و مميز و لسان عذب و كلمات منمقة و لكن قلبه قلب ذئب يخدعك بطريقة عصرية و يصطادك بأنياب غدره فجأة و دون سابق إنذار
وهكذا حاولت أن أدرس طريقة تفكير الكائنين معاً الذئب و الذئب البشري كي أوازن بين كوني بشرياً و رغبتي في أن أصير ذئباً كي لا تأكلني الذِئلب
بدأت أولاً بتغيير طريقة تفكيري العاطفية و حولت العاطفة الصادقة إلى كذبة جميلة و منمقة و شهوة مقنعة بقناع من الحب و الصدق
ثم بدأت بالاهتمام بمظهري الخارجي ، حلاقة جديدة عصرية تجمع بين الرزانة و الحيوية و ملابس أنيقة و عطور فاخرة
وبعدها تعلمت بعض الحيل و الخدع الكلامية
كنت فقط أضع اللمسات الأولية و أدرب نفسي تدريجياً و لم أنفذ شيئاً بعد
و بينما كنت أهم بالتنفيذ نظرت في المرآة فوجدت شخصاً لا أعرفه !!!
لم أر نفسي في المرآة و شعرت بأنني أنظر إلى أعماقي و كأنها سجينة في جسد آخر غير جسدي
شعرت بالخوف من نفسي و فكرت بعمق و روية
فكرت كثيراً راجعت كل ما مر بي من أحداث طوال حياتي ، تذكرت كل شخص خانني و مكر بي و خدعني و ما أكثرهم
لكنني عندما فكرت بهم وجدتهم أقل بكثير من أن أغير نفسي لأجلهم
نعم لا يستحق أحد من هؤلاء أن أتحول بسببه إلى ذئب