بسبب معاناتي من مشكلة دائما ما أراها عائقا في طريق طموحي و تطلعي لمستقبل مشرق و واعد, وجدتني أبحث عن حل لها أو على الأقل عمن يشاركني فيها : إنه التردّد في اتخاذ القرار مهما كان صغيرا أو كبيرا و بالفعل وجدت أن هناك من يعاني نفس المشكل.
و من خلال قراءتي لبعض المواضيع التي اهتمت بهذا الأمر وجدت أن التردد شقّان الأول هو الاحساس بالسلبية فغالبا ما يحس المتردد أنه غير قادر على التقّدم بسبب تردده و يقف حائرا أمام ما يجب فعله حتى لو كان الأمر يسيرا, أما ما أراحني فهو أن شقا منه يمكن أن يكون مفيدا إذ أنه يعتبر نوعا من أنواع الحذر الذي لابد منه و وزن الأمور بميزان الفكر و العقل و محاولة النظر في العواقب و الإحاطة بجميع الجوانب و هذا لاتقاء شر الوقوع في الأخطاء و الندم عليها, شرط أن لا يكون هذا الحذر مبالغا فيه و أن يقتصر على القرارات المهمة و التي تحدد مصير الشخص و مسار حياته مثل : الوظيفة, الدراسة, الزواج, السفر بعيدا عن الأهل للعمل مثلا...الخ من الأمور المهمة و التي تختلف من فرد لآخر.
أما القرارات العادية التي نتخذها عادة و تكون بسيطة و لا تؤثر على مجرى حياتنا مثل اختيار الملابس أو نوع الأكل... فلا يجب أن نقف عندها كثيرا و لا نوليها اهتماما كبيرا.
و من بعض الحلول:
أولا الاستعانة بالله و التوكل عليه و سؤاله الهدى و السداد فالعبد لا غنى له عن هداية الله عز و جل و توفيقه في صغائر الأمور أو كبائرها.
ثانيا ان يريح الشخص نفسه من عناء التفكير في الأمور اليسيرة التي لا يُتَوَقَّفُ عندها و أن ينزل الأمر منزلته.
و أيضا على الشخص أن لا يطيل التفكير فذلك يقوده الى التراجع في كل مرة و من ثم يقع في التردد و لا يجد له مخرجا إذ بمجرد أن يعزم الشخص على أمر ما و يرى فيه منفعة له فعليه أن يتوكل على الله و يتحذ القرار المناسب و ذلك لقوله تعالى: « فإذا عزمت فتوكَّل على الله إنَّ الله يحب المتوكلين « .
و عند التردد في اتخاذ القرارات المهمة و المصيرية فصلاة الاستخارة أفضل و أسهل حل.
أما إذا كان الأمر يتعلق بالتصرفات العادية فيكفي تقدير المصالح و المفاسد ثم التوكل على الله و الجزم وعدم التردد.
أرجو أن يكون الموضوع أفادكم مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة و العافية