عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 21-11-2011, 05:55 PM
رياض123 رياض123 غير متصل
قلم برونزي
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
مكان الإقامة: ........
الجنس :
المشاركات: 1,867
افتراضي رد: احتواء السلفيين …. واستلاب العقول





"لتحسبوه من الكتاب"

بقلم : أحمد مولانا عضو المكتب السياسي للجبهة السلفية


سادت في العقدين الآخرين من عمر الحركة الإسلامية المعاصرة أطروحات غريبة على الوسط الإسلامي تولى كبرها والتنظير لها فئات من المحسوبين على العلم والدعوة.

أهملت هذه الأطروحات العبادات التي تُعنى بإصلاح شئون المجتمع كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، كما أهملت المفاهيم والمعاني الكبرى كالدعوة للتوحيد والولاء والبراء وتحكيم الشريعة ونصرة المستضعفين ، بينما ركزت على الإلتزام الفردي كالحث على الصلاة وحسن الخلق وبرالوالدين والصدق.

ومن أخطر المفاهيم التي عملت هذه الأطروحات على تكريسها مفهوم" الطاعة المطلقة للحكام " وإن كانوا ظلمة يحكمون بغير شريعة الله.

وكل من تجرأ على نقد هذه الأطروحات تعرض للتضييق الذي قد يصل للإعتقال.

ومن المهم تسليط الأضواء على الأسباب التي دفعت هؤلاء المحسوبين على الصف الإسلامي لترويج هذه الأطروحات ، وذلك من خلال منهج الوحي الذي يحوي بيان كل شئ.

نقطة ارتكاز:

قال النبي صلى الله عليه وسلم "لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا شبرا وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب ،قال: قلنا يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال: فمن ؟"( البخاري).

هذا الحديث يكشف عن ظاهرة التماثل بين الإنحراف في الأمم السابقة والإنحراف الذي حدث في الأمة المسلمة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، ويكشف عن أن أسباب انحراف بعض المحسوبين على العلم والدعوة في أمتنا هي ذاتها الأسباب التي انحرف بسببها الأحبار والرهبان من قبل .

وقد تناولت الكثيرمن الآيات هذه الظاهرة:

يقول تعالى " وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون" آل عمران – 78"

- يقول تعالى" وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون " ( آل عمران -

-يقول تعالى" يا أيها الذين امنوا إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب اليم"( التوبة- 34).

والآية الأخيرة تكشف عن سمتين لهؤلاء المنحرفين :

السمة الأولى : أكل أموال الناس بالباطل:

وتفسر هذه السمة مظاهر الغنى الفاحش الذي يتمتع به هؤلاء دون أن تكون لهم مصادر دخل تتناسب مع أوضاعهم المادية.

السمة الثانية : الصد عن سبيل الله:

وتفسر هذه السمة أسباب ترويج هؤلاء للمفاهيه المنحرفة التي ترضى بالواقع وترسخ لقدسية الحاكم الظالم.

محصلة السمتين:

وبواسطة فهم هذين السمتين معا نستطيع أن نتفهم مواقف هؤلاء خلال مرحلة الثورة وما قبلها ، فالنظام البائد وفر لهم مصادر للغنى السريع والدخل الوفير وغض الطرف عن تجاوزات مالية تتعلق بأموال الزكوات والتبرعات من الجمعيات الخيرية وغيرها مقابل ترويج هؤلاء لمفاهيم تصبغ الشرعية على النظام وترسخ لوجوده، ولما حدثت الثورة انبرى هؤلاء للدفاع عن النظام من أجل الحفاظ على المكتسبات المادية التي وفرها النظام لهم، حيث ارتبط وجودهم وارتبطت معيشتهم بوجوده.

وبهذه الأسس البسيطة واليسيرة التي بينها لنا الوحي نستطيع أن نفهم طبيعة الدوافع الحقيقية التي تحرك هؤلاء دون الدخول في سجالات فقهية أومناظرات علمية.

المصدر الصفحة الرسمية للجبهة السلفية بمصر

 
[حجم الصفحة الأصلي: 14.38 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 13.78 كيلو بايت... تم توفير 0.60 كيلو بايت...بمعدل (4.18%)]