عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 20-10-2011, 04:55 PM
الصورة الرمزية ام ايمن
ام ايمن ام ايمن غير متصل
مشرفة ملتقى السيرة وعلوم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Apr 2006
مكان الإقامة: العراق / الموصل
الجنس :
المشاركات: 2,056
افتراضي رد: " لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين "

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أختي وجعل نقلك المبارك في ميزان حسناتك

" لا يؤمن أحدكم حتى أكون احب إليه من والده وولده والناس أجمعين "
يختلف قدر حب النبي صلى الله عليه فى قلوب المسلمين من شخص لاخر و كذلك طريقة التعبير عن هذه المكانة تختلف من شخص الى اخر
فمنهم من تغنى بشكله و تفاصيل هيئته صلى الله عليه و سلم دون اتباع لاوامره<و هم الصوفية>هداهم الله
و منهم من احب أولاده وال بيته حتى على قدرهم عنه صلى الله عليه و سلم <و هم الشيعة>.
و منهم من ادرك ان الحب طاعة فاطاعوه فى أوامره التى بعث من اجلها و احبه لذاته و احب ال بيته و جلهم <و هم اهل السنة و الجماعة>.
*
لماذا نحب النبي ؟! لماذا بعث ؟!
لانه مبعوث من قبل رب العالمين لهداية الخلق فمن اطاعه بغير ابتداع رضى الله تعلى عنه .علينا ان نمجده ونوقره لانه خير من خطى بقدمه على الأرض ولكن من يمجده حتى يخرجه من صفات البشرية ويعطيه صفاته من صفات الربوبية من رزق و نحوه فهو مشرك بالله , عذانا الله و اياكم من هذا.

بدا هذا الحديث بقسم ( فو الذى نفسي بيده …) هذا قسم بالله تعالى و كان النبى صلى الله عليه و سلم اذا جد فى القسم اقسم به . فلا يجوز للمسلم أن يحلف بغير الله وإذا حدث ذلك فكفارته أن يقول " لا اله إلا الله "
(
لا يؤمن أحدكم ) أي لا يكتمل إيمان أحدكم حتى يحد في نفسه الميل لان يكون أمره رسول الله اقرب لقلبه من أمر الوالد أو الولد أو الأهل أو ماله أو الناس أجمعين حتى نفسه التي بين جنبيه .
فإذا لم يجد هذا الميل فليتهم نفسه وهذا لا يعنى انه قد انتفى عنه الإيمان بل نقصت عنده شعبة هامة من شعب ايمانه

قدم الوالد عن الولد لان كل إنسان له والد وليس كل إنسان له ولد,
والوالد والولد اعز على العاقل من أهله ونفسه وماله وكلمة الوالد تدخل فيه أيضا الام .
وفى رواية والناس أجمعين وهذا من باب عطف العام على الخاص

والحب نوعان : ـ
1)
حب اختيار 2) حب طبع ( ويسمى الحب الفطري / الجبلي )
الحب فطرى هو حب الولد .اما ما عداه فهو حب اختيار

الإنسان بصفة عامه فطر على حب : ـ

1-
نفسه وامتدادها
2 - صاحبه النفع لها ان كان هذا النفع (الفطرى)
حالا "الان" مآلا "فيما بعد"
أي أن الإنسان يحب :
أ- نفسه ويحب أن تسلم ويسلم امتدادها ( الأولاد )و هذا هو الحب الفطرى
ب- يحب صاحب النفع لها سواء كان ذلك حالا أو مالا

حديث عمر بن الخطاب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم : ـ
قال عمر بن الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم " لانت يا رسول الله احب إلي من كل شئ إلا من نفسي فقال :
لا والذي نفسي بيده حتى أكون احب إليك من نفسك فقال له عمر : فانك الآن والله احب إلى من نفسي فقال : الآن يا عمر "
ماذا حدث لعمر ؟!

سال نفسه يا نفس اى شئ تحبى ؟! قالت الجنة و ادرك انه لن يدخلها الا بابتباع النبى صلى الله عليه و سلم , فهو الذي سينفعها حالا بالاسلام ومآلا بالجنة ولذا رجع للنبي وقال احبك يا رسول الله الان اكثر من نفسي لذا قال له النبي صلى الله عليه و سلم الآن يا عمر .

سبب حب عمر و جميع المسلمين للنبى صلى الله عليه و سلم : ـ
1)
به خرجت الامه من الظلمات للنور .
2)
باتباعه صلى الله عليه و سلم يسلم العمل فى الدنيا ويتم الاجر عليه فى الاخرة .

3)
وباذن الله تعالى يشفع النبى صلى الله عليه و سلم فقط لمن اتبع سنته

فاستحق النبي بذلك اعظم محبه لا كثريه النفع فى اتباعه حالا ومالا .
ولكن الناس يتفاوتون فى هذا الحب بحسب استحضار قدر نفعه صلى الله عليه و سلم عليهم .
ولا شك أن حظ الصحابة كان أوفر الحظ من اتباعهم للنبي وحبهم له صلى الله عليه و سلم
وكل من آمن بالنبي لديه فى قلبه قدر من هذه المحبة له صلى الله عليه و سلم بقدر متفاوت
لابد أن يجد الإنسان فى نفسه هذا الميل لاختيارى لاتباع النبي صلى الله عليه وسلم حتى يكتمل الإيمان عنده .

كيف أحرك هذه العاطفة تجاه الرسول صلى الله عليه وسلم؟!

1)
اعتقاد اعظميته .
2)
تفضيله عمن سواه من أغراض الدنيا .
3)
اتباع سنته والدفاع عن شريعته .
4)
الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر بما صح عنه .
فتعلم الحديث والسيرة ينمى الاتباع للنبي والحب له
و تعلم العقيدة – والقران – ينمى الإخلاص لله تعالى

لماذا جاء البخاري بهذا الحديث فى كتاب الإيمان ؟!

ليثبت أن الشعب متفاوتة بين الناس , فالصحابة مثلا كانت هذه الشعب أوفر عندهم من غيرهم و بصفة عامة كلما قل العلم قلت هذه الشعب و كلما زاد العلم زادت الشعب .
كذلك فشعب الايمان بينها تفاوت عند الشخص نفسه , اذا الايمان يزيد و ينقص .
وهذا الحديث يحث المسلمين على تعلم سيرته العطرة وحديثه الشريف صلى الله عليه و سلم لتزداد المتابعة للنبى و هى الركن < و الشرط > الثاني لقبول للعمل .
__________________
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 23.26 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 22.63 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.72%)]