عرض مشاركة واحدة
  #144  
قديم 19-10-2011, 02:08 AM
الصورة الرمزية الدكتور مؤمن
الدكتور مؤمن الدكتور مؤمن غير متصل
عضو مبدع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
مكان الإقامة: مصراوى
الجنس :
المشاركات: 895
الدولة : Egypt
Arrow الحديث رقم 139

سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث
محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى


الحديث رقم 139

" أجعلتني مع الله عدلاً ( وفي لفظ : نداً ?! ) , لا , بل ما شاء الله وحده " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 216 :
( عن # ابن عباس # ) :
أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 787 ) وابن ماجه ( 2117 ) والطحاوي في " المشكل " ( 1 / 90 ) والبيهقي ( 3 / 217 ) وأحمد ( 1 / 214 , 224 , 283 , 347 ) والطبراني في " الكبير " ( 3 / 186 / 1 ) وأبو نعيم في " الحلية " ( 4 / 99 ) والخطيب في " التاريخ " ( 8 / 105 ) وابن عساكر ( 12 / 7 / 2 ) من طرق عن الأجلح عن يزيد ابن الأصم عن ابن عباس . إلا أن ابن عساكر قال : " الأعمش " بدل " الأجلح " .
قلت : والأجلح هذا هو ابن عبد الله أبو حجية الكندي وهو صدوق شيعي كما في " التقريب " وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين , فالإسناد حسن .
فقه الحديث :
قلت : وفي هذه الأحاديث أن قول الرجل لغيره : " ما شاء الله وشئت " يعتبر شركاً في نظر الشارع , وهو من شرك الألفاظ , لأنه يوهم أن مشيئة العبد في درجة مشيئة الرب سبحانه وتعالى , وسببه القرن بين المشيئتين , ومثل ذلك قول بعض العامة وأشباههم ممن يدعى العلم ما لي غير الله وأنت . وتوكلنا على الله وعليك . ومثله قول بعض المحاضرين " باسم الله والوطن " . أو " باسم الله والشعب " ونحو ذلك من الألفاظ الشركية , التي يجب الانتهاء عنها والتوبة منها . أدباً مع الله تبارك وتعالى .
ولقد غفل عن هذا الأدب الكريم كثير من العامة , وغير قليل من الخاصة الذين يبررون النطق بمثل هذه الشركيات كمناداتهم غير الله في الشدائد , والاستنجاد بالأموات من الصالحين , والحلف بهم من دون الله تعالى , والإقسام بهم على الله عز وجل , فإذا ما أنكر ذلك عليهم عالم بالكتاب والسنة , فإنهم بدل أن يكونوا معه عوناً على إنكار المنكر عادوا بالإنكار عليه , وقالوا : إن نية أولئك المنادين غير الله طيبة ! وإنما الأعمال بالنيات كما جاء في الحديث ! فيجهلون أو يتجاهلون - إرضاء للعامة - أن النية الطيبة إن وجدت عند المذكورين , فهي لا تجعل العمل السيئ صالحاً , وأن معنى الحديث المذكور إنما الأعمال الصالحة بالنيات الخالصة , لا أن الأعمال المخالفة للشريعة تنقلب إلى أعمال صالحة مشروعة بسبب اقتران النية الصالحة بها , ذلك ما لا يقوله إلا جاهل أو مغرض ! ألا ترى أن رجلاً لو صلى تجاه القبر لكان ذلك منكرا من العمل لمخالفته للأحاديث والآثار الواردة في النهي عن استقبال القبر بالصلاة , فهل يقول عاقل أن الذي يعود إلى الاستقبال بعد علمه بنهي الشرع عنه أن نيته طيبة وعمله مشروع ? كلا ثم كلا , فكذلك هؤلاء الذين يستغيثون بغير الله تعالى , وينسونه تعالى في حالة هم أحوج ما يكونون فيها إلى عونه ومدده , لا يعقل أن تكون نياتهم طيبة , فضلاً عن أن يكون عملهم صالحاً , وهم يصرون على هذا المنكر وهم يعلمون .



يتبع
الحديث التالي إن شاء الله تعالى
__________________






رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 16.75 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.12 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.75%)]