[وليد بوشي]

تصور نفسك وأنت طريح الفراش
وقد جاء ملك الموت لينتزع روحك من قدميك الى رأسك
وقد شخص بصرك وتغير لونك
وتصور نفسك محمول على الاكتاف مسرعين ليتخلصو منك
قبل ان تخرج رائحتك وتنتن
وتصور نفسك جالس في القبر الضيق بعد أن سقط كفنك عن رأسك والقطن من عينيك
وقد جاء الملكان يسئلانك من ربك ما دينك من نبيك
وتصور اجابتك لهم فتكون اما قد ثبت الله قولك
واما انك قلت ها ها ها لا ادري
وتصور اذا كان قبرك روضة من رياض الجنه
والا كان حفره من حفر النار
وتصور بعثك من القبر وأنت في أرض المحشر
وتصور وقوفك بين يدي الله
وتصور الجنه وما فيها والخلود
وتصور النار وما فيها والخلود
وتصور القول
تفكر في مشيبك والمآب ودفنك بعد عزك في التراب
اذا وافيت قبرا أنت فيه تقيم به الى يوم الحساب
وفي أوصال جسمك حين تبقى مقطعة ممزقة الاهاب
فلولا القبر صار عليك سترا لأنتنت الأباطح والروابي
خلقت من التراب فصرت حيا وعلمت الفصيح من الخطاب
وعدت الى التراب فصرت فيه كأنك ما خرجت من التراب
فطلق هذه الدنيا ثلاثا وبادر قبل موتك بالمتاب
نصحتك فاستمع قولى ونصحي فمثلك يدل على الصواب
خلقنا للممات ولو تركنا لضاق بنا الفسيح من الرحاب
ينادى في صبيحة كل يوم لدو للدود وابنو للخراب