رد: يا شيخ الأزهر: الشعب يريد تحكيم شرع الله بقلم د محمد عباس
بدأ انحراف خطير تحت ضغط وابتزاز العلمانيين جعل البعض يصرح بأنه لن يتم السماح للتيار بالسيطرة. لا .. ليس تحت ضغط العلمانيين كقوة مؤثرة.. بل كعملاء لأمريكا وإسرائيل وكقناع تختفيان خلفه.
لقد خرجت الجماهير –كما يقول الشيخ عبد المنعم الشحات- لتقول: "الشعب يريد.. تحكيم شرع الله"، وهو أمر يوافق عليه 95% مِن الشعب المصري الذي يؤمن بالقرآن الذي يقول: (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) (المائدة:50). (ا . هـ.)
ولم تكن تلك الجماهير التي تشكل الأغلبية الساحقة تطالب بفرض شرع الله.. بل بالوصول إليه عبر صناديق الانتخاب.. لكن الليبراليين.. لكن الخونة.. لكن الكذابين يأبون صندوق الانتخاب. وفي يوم 29/7 ذاب أعداء تطبيق الشريعة كما يذوب قليل من الكدر والطين في نهر جار.. كانوا أقل من أن ينجسوه أو يغيروا طعم مائه ولونه ورائحته.. كان الناس.. كانت الأمة تهتف: "إسلامية ..إسلامية" وكانوا هم يهتفون بهتافاتهم الشيطانية الكاذبة التي لا يقصدونها..لأنهم عندما يقولون مدنية يعلمون أنه ليس هناك في علم الاجتماع السياسي شيء اسمه "دولة مدنية".. إنهم أفاقون كذابون.. وهم يعلمون جيدا أنهم لا يقصدون إلا الدولة العلمانية.. والعلمانية بين حكمين أخفهما الفسوق وأشدهما الكفر..ولأنهم يعرفون موقف الأمة من الفسوق والكفر فإنهم يستعملون لفظ مدنية بدلا من علمانية. مع الحشود الهائلة التي تجاوزت الأربعة ملايين (ستة ملايين في بعض التقديرات) انسحب العلمانيون.. قيل أنهم كانوا 34 حزبا وائتلافا.. وأظنهم لا يزيدون كثيرا عن أربعة وثلاثين فردا.. انسحبوا فلم يشعر بهم أحد.. وإن كان ميدان التحرير قد ازداد طهارة ونقاء.
لم يشعر بهم أحد إلا النائحات المستأجرات في فضائحيات المخدرات والدعارة.. وتفصيل ذلك على لسان صحافي حكومي بعد قليل.
***
كان وضعهم شائنا ومخجلا وسفيها..
لكن الغريب..
لكن المريب..
لكن المدهش..
لكن المذهل هو انضمام الدكتور عصام شرف إليهم في بيان وصفه الدكتور عبد المنعم الشحات لا فض فوه بأنه قد كُتب بلغة تنافس لغة "القذافي" استعلاءً، وهوجائية، وسيريالية. لقد سخر البيان من الشعارات التي رفعت يوم "29/7"، واعتبرها خطرًا داهمًا، ولم يُرفع في هذا اليوم إلا شعار: "إسلامية.. إسلامية"، و"الشعب يريد.. تحكيم شرع الله"، و"لا إله إلا الله محمد رسول الله"!
ويصرخ عبد المنعم الشحات من أنه يخشى أن تكون المسافة بين قناة ساويرس ومجلس الوزراء قد تلاشت!!..
***
هل تذكرون يا قراء مقالي الأخير قبل الثورة حين أعلنت توقفي عن الكتابة صارخا بيدي لا بيد شنودة وساويرس وممدوح حمزة..
المأساة تتكرر..
وكالسيخ المحمى يخترق قلبي تذكرت تصريحا ليحيى الجمل كنت قد كذبته حين قاله.. فقد صرح بأنه هو الذي رشح عصام شرف لرئاسة مجلس الوزراء.
هل كان يزيد الطين بلة أن وزير سياحة ليس فوق مستوى الشبهات طالب بسحب ترخيص حزب النور..
أم أن الطين كان قد بلغ حدا لا يحتاج معه إلى مزيد.
***
وهل كان يزيد الطين بلة أن المستشار هشام البسطويسي الذي ظفر باحترام واسع في العامين الأخيرين جعل البعض يرشحه لرئاسة الجمهورية.. هذا المستشار.. وأكرر المستشار.. يطالب بدور للجيش على حساب صندوق الانتخاب.. دور كدور الجيش التركي..
سبحانك يا رب..
سبحانك..
تصرف الأمور كي تتم المفاصلة بين الأخيار والأشرار..
تكشف لنا الناس فإذا بالخبث تحت السطح اللامع للحديد وإذا تحت الجلد السليم الصديد..
سبحانك..
جل وعلا شانك..
***
لماذا يركبون هذا المركب الصعب.. لماذا الكذب وتسمية الأسماء بغير معانيها لخداع الناس..
إنني أطالب من أي كذاب أشر أن يقول لي في أي بلاد العالم يوجد مواد فوق دستورية لا يستفتى عليها الشعب..
في أي بلد من بلاد العالم يوجد ألفا منحرف-أو حتى غير منحرف- يتحكمون في أمة..
في أي بلد من بلاد العالم يتحكم ألفا صفيق في مسار ومصير أمة بحجة أنهم أذكى من الشعب وأحرص على مصالحه وأدرى بها منه فيهدرون صندوق الانتخابات لصالح صندوق المخدرات والدعارة الذي يمولهم ويمول صحافتهم وفضائياتهم.
لا أريد أن أسترسل في بحث فقهي عن الفرق بين المواد فوق الدستورية والمواد المحصنة دستوريا بمواد أخرى داخل الدستور نفسه يتم الاستفتاء عليها.
أما أن يأتي ألف أو ألفان ليفرضوا على الأمة موادا في الدستور لا يتم الاستفتاء عليها فهم كلاب النار وشياطين الإنس ولا يمكن إلا أن يكونوا عملاء للخارج وأعداء للأمة.
***
اعلمي يا أمة أن هذا المصطلح الشيطاني الخبيث هو الباب لعودة الشيطان ومباحث أمن الدولة ومبارك آخر وهو الباب الواسع لدخول أمريكا وإسرائيل. واعلمي يا أمة أن معناه هو أن هناك مواد لها صفة الديمومة تكون أعلى رتبة ومنزلة من الدستور نفسه بمعنى أنه لا يجوز ولا يصح أن تكون هناك مواد في الدستور تخالفها، وتكون لهذه المواد صفة الإطلاق والدوام والسمو، فتكون بذلك محصنة ضد الإلغاء أو التعديل أو مخالفتها ولو بنصوص دستورية، وهي مواد لا تستطيع الشعوب تغييرها إلا بثورة تطيح بالدستور القديم و تضع بدلاً منه دستوراً جديداً. واعلمي يا أمة أن هذه المواد ستكون مسمار جحا أو حصان طروادة لنقض أي مادة في الدستور لا يرضى عنها عملاء الأمريكان عبيد الشيطان الجالسون على حجر إسرائيل. إن المادة الثانية مثلا يمكن أن تنقض (أو تجمد) بالإضافة الوقحة التي يصر المجرمون السفلة على إضافتها إليها حين يتحدثون ببراءة رسمها الماكياج المزور على وجه عاهرة ليقولوا: نحن لا نضيف شيئا إلا أن من حق أصحاب الديانات الأخرى أن يحتكموا لشرائعهم. فإذا قلنا لهم أن هذا موجود في صلب الشريعة تساءلوا في براءة قواد: فماذا يضيركم إذن ولماذا لا توافقون..لم يقل القواد أن الهدف المعنوي من الإضافة هو كسر إرادة المسلمين إزاء إرادة العلمانيين. لقد دخلنا إلى بيوتكم.. إلى أعمق أعماقكم.. إلى عقيدتكم.. وأضفنا إليها ما نريد. لم يقل القواد ذلك.. و لم تقل العاهرة ذات الماكياج المزيف أنها يمكن أن تطالب بحذف ثلث القرآن بتلك الفقرة التي يقترحون إضافتها. وقد تتسع حدقات بعض القراء اندهاشا وهم لا يصدقون أن ذلك يمكن أن يحدث. لكن هل سيستمر اندهاشهم إذا علموا أن هناك أجزاء هائلة قد حذفت من التوراة والإنجيل بقرارات من الأحبار والرهبان والقساوسة؟.. إنهم يريدون أن يفعلوا ذلك في القرآن. لكن ذلك ليس هو اللغم الوحيد في هذه الجملة. إذ أنه تحت لوائها سيأتي المارينز لاحتلال مصر دفاعا عن حق البهائيين في التحاكم لشريعتهم. وسيأتي أيضا للقضاء على حكم الشريعة في المرتد وإلغاء الأحاديث التي تحكم في أمره.
في كل بند من بنود هذه المواد فوق الدستورية شيطان رجيم ولغم سينفجر في الأمة غدا.
والآن فإن السؤال المرعب:
من هو الذي يريد وضع المواد فوق الدستورية التي لا يمكن الإطاحة بها إلا بثورة جديدة..؟
من؟
من؟
من؟ من؟ من؟ من؟ من؟
من يا كلاب النار يا حطب جهنم..
لن يجيبكم أحد يا قراء..
لكنني سأجيبكم:
سوف يضع هذه المواد لتقييد الأمة الآتية أسماؤهم:
1- المخابرات الأمريكية والبنتاجون والموساد وعملاؤهم في مصر والعالم العربي.
2- الأنبا شنودة وأقباط المهجر وممدوح حمزة وساويرس.
3- مثقفو أمن الدولة الذين ربتهم مباحث أمن الدولة.
4- أبناء سفاح العلاقة الشاذة بين حضارة المستعمر وحضارة الوطن..
5- الذين لا دين لهم كالملاحدة والزنادقة ومنهم البهائيون.
6- الخونة واللصوص الذين يخافون من صندوق الانتخابات.
7- العاملون في صحف وفضائحيات تمولها تجارة المخدرات والدعارة.
8- ليبرالي سيخير أبناءه عند البلوغ بين المسيحية والإسلام..
9- منى الشاذلي ويسري فودة ومعتز وتوفيق عكاشة وإبراهيم عيسى وجابر عصفور وجمال الغيطاني.
10- كل الذين وقفوا مع إسرائيل ضد غزة.. ومع الصرب ضد كوسوفا.. ومع أمريكا ضد العراق.. ومع التحالف الغربي ضد أفغانستان ومع حيدر حيدر في روايته الكافرة السافلة.. ومع سيد القمني وخليل عبد الكريم وسعيد العشماوي وفرج فودة.. ومع حمزة البسيوني وجمال عبد الناصر ضد سيد قطب.. ومع فؤاد علام ضد كمال السنانيري..
كل أولئك يا أمة هم الذين يريدون كتابة المواد فوق الدستورية التي يرغم عليها الشعب.
والحقيقة أنني رغم كل ما قلت أوافق على وجود مواد فوق دستورية .. لكن بمعنى آخر..
نعم .. أشير إلى ضرورة الموافقة على وجود مواد فوق دستورية..
قد تندهشون لقولي بعد كل ما كتبت..
لكن ذلك حق.. والحق أحق أن يتبع..
أربع كلمات فقط تشكل المادة فوق الدستورية:
أربع كلمات..
لا تزيد ولا تنقص:
هذه الكلمات فوق الدستورية هي:
"كتاب الله وسنة رسوله"
نعم..
لا أكثر ولا أقل:
"كتاب الله وسنة رسوله"..
***
وأيضا.. فإنني لا أوافق على المادة الثانية للدستور بوضعها الحالي..
لكنني أرفض أن تمتد يد نجسة إليها بأي تعديل ولو كان بالتأكيد عليها..
نحن الذين يجب أن نغيرها..
إن المادة الثانية في الدستور يجب أن تكون المادة الأولى.. ويجب أن تتغير صياغتها لتكون كما صاغها مجمع البحوث الإسلامية في دستور إسلامي وضعه عام 1978 وتقضي بأن :
"المسلمون أمة واحدة والشريعة الإسلامية مصدر كل تقنين" .
ولمن يشاء من القراء مراجعة نص الدستور في الرابط التالي
http://www.muslm.net/vb/showthread.php?t=421687
__________________
أنا ضد أمريكا و لو جعلت لنا *** هذي الحياة كجنة فيحاء
أنا ضد أمريكا و لو أفتى لها *** مفت بجوف الكعبة الغراء
أنا معْ أسامة حيث آل مآله *** ما دام يحمل في الثغور لوائي
أنا معْ أسامة إن أصاب برأيه *** أو شابه خطأ من الأخطاء
أنا معْ أسامة نال نصرا عاجلا *** أو حاز منزلة مع الشهداء
|