عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 23-07-2011, 04:35 PM
الصورة الرمزية نيرفان
نيرفان نيرفان غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
مكان الإقامة: دمشق
الجنس :
المشاركات: 70
الدولة : Syria
64 64 لماذا يأمر القرآن الكريم بأكل الفاكهة الناضجة؟

لماذا يأمر القرآن الكريم بأكل الفاكهة الناضجة؟

يقول تعالي في محكم التنزيل‏:‏
..... انظُرُواْ إِلِى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ{99} الأنعام
ويقول تعالي أيضا في نفس السورة‏: .... وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ{141}الأنعام
ويقول تعالي‏: .... لِيَأْكُلُوا مِن ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ{35}يس

ومن المعروف أن لفظ الثمرة يطلق غالبا علي كل ما تثمره النباتات كالفاكهة وغيرها من جذور وبذور ودرن وأوراق‏,‏ والفاكهة هي ثمرة الشجرة‏,‏ ومن المعتاد أن تطلق علي الثمرة الحلوة‏.‏

وفي الآيات البينات السابقات‏,‏ يحض الله تعالي إلي النظر والتأمل في ثمار الفاكهة وهي ناضجة ويانعة‏,‏ ثم الأكل منها‏,‏ والشكر لله المنعم‏,‏ علي فضله وكرمه‏,‏ أن كلل جهود الزراع‏,‏ فأخرج المحصول الوافر بمختلف الثمار‏.‏ لكن لماذا أمر الله تعالي بأكل الفاكهة الناضجة فقال‏:‏إذا أثمر وينعه‏:‏ أي أنضجه وكلوا من ثمره إذا ثمر أي‏:‏ إذا نضج؟

أثبت العلم الحديث أن الفاكهة غير الناضجة تحتوي علي الكثير من المركبات الضارة‏,‏ والتي من أهمها‏:1)‏ مادة البروتوبكتين‏:‏ توجد في الأنسجة النباتية للثمار غير الناضجة‏,‏ وتكون المادة اللاصقة بين الخلايا‏,‏ والتي تعمل علي تماسكها‏,‏ وربطها ببعضها البعض‏,‏
وعند نضج الثمار تتحلل مادة البروتوبكتين‏,‏ بتأثير إنزيم البروتوبكتيز‏,‏ إلي مادة البكتين‏,‏ القابلة للذوبان في الماء‏,‏ وباستمرار التحلل بواسطة إنزيم البكتيز‏,‏ يتكون أخيرا حمض البكتيك‏,‏ الذي يفقد الثمرة تماسكها وصلابتها‏,‏ ويحولها إلي ثمرة لينة‏,‏ علامة علي نضجها‏2)‏ مركبات الفيتو ـ الكسينات‏:‏ مواد غالبا ما تكون ضارة‏,‏ وتزداد في الأنسجة النباتية عند تعرضها للضغط والتلف الميكانيكي والأشعة فوق البنفسجة‏3)‏ مركبات التانينات‏(‏ تسمي أيضا حمض التانيك أو جالوتانين‏):‏ عبارة عن مواد بولي فينولية‏,‏ توجد في ثمار الفاكهة غير الناضجة وبذور الخروب والشاي‏,‏ وهي المسئولة عن الإحساس بالطعم القابض في الفم‏,‏ ولها القدرة علي ترسيب البروتينات‏,‏ فتمنع امتصاص الجسم لها‏,‏ والاستفادة منها‏4)‏ طبقة الفلافيدو‏:‏ عبارة عن طبقة القشرة الخارجية الملونة لثمار الموالح‏(‏ تسمي أيضا غلاف الثمرة الخارجي‏),‏ والتي تحتوي علي جيوب أو أكياس زيتية وبلاستيدات عديدة صفراء في الثمرة الناضجة‏,‏ وتكون خضراء في الثمرة غير الناضجة حيث تحتوي علي الكلوروفيل‏(‏ اليخضور‏)5)‏ مادة الليمونين والأيزوليمونين‏:‏ مركبات شديدة المرارة‏,‏ توجد في برتقال الفالنسيا وأبو سرة‏,‏ ولا توجد في الفاكهة الناضجة‏6)‏ جلوكسيد سترونين‏:‏ عبارة عن جليكوسيد من الفلافونات‏,‏ موجود في القشور غير الناضجة لنوع من الليمون‏7)‏ الليكتينات‏:‏ والاسم القديم لها هو هيماجلوتينات أو فيتوجلوتينات‏,‏ وهي مادة عادة سامة‏,‏ وتوجد في كثير من البقوليات‏8)‏ مركب النازنجين‏:‏ مركب شديد المرارة‏,‏ يوجد في الثمار غير الناضجة للجريب فروت‏,‏ حيث يمكن كشفه بوجود‏1‏ جزء في‏10000‏ جزء ماء‏9)‏ سوربيتول‏:‏ كحول سكري ينتج من اختزال سكر الفاكهة‏(‏ الفركتوز‏),‏ وبالرغم من إمكانية تمثيله غذائيا داخل الجسم‏,‏ إلا أن امتصاصه من الأمعاء الدقيقة يكون بطيئا‏.‏ والمتأمل لقوله تعالي‏:‏كلوا من ثمره إذا اثمر وآتوا حقه يوم حصاده ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين ـ الأنعام‏:141,‏ يلاحظ ثلاثة أمور معجزة هي‏:‏ أولا‏:‏ الأمر الإلهي بأكل الفاكهة عند النضوج‏(‏ كلوا من ثمره إذا أثمر‏),‏ وقد عرف العلم مضار تناول الفاكهة غير الناضجة لاحتوائها علي الكثير من المركبات الضارة التي سبق ذكرها‏,‏ ثانيا‏:‏ الأمر بإخراج زكاة الزروع عند حصاد المحصول الناضج‏(‏ وآتوا حقه يوم حصاده‏)‏ وذلك‏:‏ لزيادة إنتاجية وغلة المحصول عند النضج‏(‏ جدوي اقتصادية‏)‏ مما يزيد بالتبعية من نصاب زكاة الزروع‏,‏ فيؤدي إلي إطعام عدد أكبر من الفقراء والمساكين‏(‏ بعد اجتماعي‏)‏ إخراج نصاب زكاة الزروع عند موقع المحصول‏,‏ يقلل من تكاليف النقل والتخزين والفاقد من تلف الفاكهة‏(‏ جدوي اقتصادية أخري‏)‏ إخراج نصاب زكاة الزروع من فاكهة طازجة وناضجة يؤكد الاستجابة لقوله تعالي‏:‏يا أيها الذين آمنوا انفقوا من طيبات ماكسبتم البقرة‏267(‏ بعد إيماني‏)‏ الفاكهة الناضجة مصدر آمن للغذاء ومصدر طبيعي جيد للدواء‏,‏ خصوصا لأمراض سوء التغذية‏(‏ بعد صحي‏)‏ ثالثا‏:‏ الأمر بعدم الإسراف في تناول الفاكهة‏(‏ ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين‏),‏ لأن
الإسراف في تناول الفاكهة قد يكون سببا في إلحاق الضرر بصحة الإنسان‏,‏
فالإسراف في تناول المانجو يضر بمرضي حصوات الكلي‏(‏ زيادة الأوكسيلات‏),‏
والإسراف في تناول الموز يضر بمرضي القلب وضغط الدم المرتفع‏(‏ زيادة الصوديوم والبوتاسيوم‏),‏ والإسراف في تناول العنب يضر بمرضي السكر‏(‏ زيادة الجلوكوز في الدم‏),‏
والإسراف في تناول الجوافة يضر بمرضي القولون‏(‏ زيادة الإمساك‏)‏ وغير ذلك الكثير‏,‏

وصدق الله العظيم القائل‏:‏ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدي ورحمة ـ النحل‏:.89‏
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.92 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.32 كيلو بايت... تم توفير 0.61 كيلو بايت...بمعدل (3.81%)]