الأخت الفاضلة
بارك الله فيك
وأحسنت في طرح هذه المسئلة ..
وعموما ..هناك خلاف بين أهل العلم على هذا الموضوع
قديما ... وحديثا ..
ولكن هناك الكثير الذي أيد .. الرقية وطلبها
لأهمية الموضوع وخطورته على الدين .. ومصالح العباد
من زواج .. وإنجاب .. وأمراض ... الخ
وإليك بعض أقوال أهل العلم في ذلك
سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - حفظه الله –
السؤال التالي : ( هل الرقية تنافي التوكل ؟ )
فأجاب :
التوكل هو صدق الاعتماد على الله عز وجل في جلب المنافع ودفع المضار ،
مع فعل الأسباب التي أمر الله بها ، وليس التوكل أن تعتمد على الله بدون
فعل الأسباب ، فإن الاعتماد على الله بدون فعل الأسباب طعن
في الله عز وجل وفي حكمته تبارك وتعالى ، لأن الله تعالى ربط المسببات
بأسبابها 0 وهنا سؤال من أعظم الناس توكلا على الله ؟
الجواب هو الرسول – عليه الصلاة والسلام – وهل كان يعمل الأسباب التي
يتقي بها الضرر ؟ الجواب نعم ، كان إذا خرج إلى الحرب يلبس الدروع
ليتوقى السهام ، وفي غزوة أحد ظاهر بين درعين أي لبس درعين كل ذلك
استعدادا لما قد يحدث ، ففعل الأسباب لا ينافي التوكل إذا اعتقد الإنسان أن
هذه الأسباب مجرد أسباب فقط لا تأثير لها إلا بإذن الله تعالى ، وعلى هذا
فالقراءة قراءة الإنسان على نفسه 0 وقراءته على اخوانه المرضى لا تنافي
التوكل وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يرقي نفسه
بالمعوذات ، وثبت أنه كان يقرأ على أصحابه إذا مرضوا 0 والله أعلم )
( فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين - 1 / 141 ، 142 ) 0
* قال فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي – حفظه الله - : ( والرقية لا
تنافي القدر ولا تدفعه ، بل هي من قدر الله تعالى ، فإن الله عز وجل كما
قدر المسببات قدر الأسباب ، وكما قدر النتائج قدر المقدمات ، فهو يقدر أن
هذا المريض يشفى بتناوله للدواء الملائم ، وهذا يشفى برقية رجل صالح ،
وذلك بأسباب يتخذها ، فهذا كله من قدر الله تعالى 0
والمؤمن الفقيه في دينه هو الذي يدفع الأقدار بعضها ببعض ، كما أمر الله
تعالى وشرع ، فهو يدفع قدر الجوع بتناول الغذاء ، وقدر العطش بشرب الماء ،
وقدر الداء بتعاطي الدواء ) ( موقف الإسلام من الإلهام والكشف والرؤى
ومن التمائم والكهانة والرقى – ص 155 ) 0
* قال الدكتور علي بن نفيع العلياني : ( فالحاصل أن التداوي بالرقى من كتاب
الله ، ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم لا يتنافى مع التوكل ، لأن الله -
عز وجل - جعل الرقى سببا في دفع مكروهات كثيرة على لسان رسوله صلى
الله عليه وسلم وقد تواتر فعل الرسول صلى الله عليه وسلم للرقية وإقراره لغيره
من صحابته - رضوان الله عليهم - وتعاطي الأسباب التي جعلها الله
أسبابا بنصوص الوحي لا يقدح في التوكل إذا كان الاعتماد على الله لا
على السبب )
( الرقى على ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة – ص 33 ، 34 ) 0
* قال الدكتور عمر يوسف حمزة : ( اختلف العلماء في حكم التداوي على
عدة أقوال ، لا أريد أن أذكرها لأن المقام لا يسمح بذلك ،
ولكن أذكر أرجحها 0
القول الأول : أن التداوي مستحب وأن فعله أفضل من تركه ، وبه قال
الشافعية وجمهور السلف وعامة الخلق ، وقطع به ابن الجوزي وابن هبيرة
وهو قول الحنفية والمالكية 0 واحتج هؤلاء لرأيهم بما وقع في أحاديث كثيرة
من ذكره لمنافع الأدوية والأطعمة كالحبة السوداء والقسط والصبر وغير
ذلك ، واستدلوا بحديث أبي هريرة – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال : " إن الله لم ينزل داءً إلا أنزل له شفاءً " ( متفق عليه ) 0
والقول الثاني : يقول بوجوب التداوي ، والدليل على ذلك قول رسول الله صلى
الله عليه وسلم : " إن الله تعالى خلق الداء والدواء، فتداووا،
ولا تتداووا بحرام" ( صحيح الجامع - 1762 ) 0
وخلاصة القول : فإن التداوي واجب وذلك للأدلة الكثيرة الواردة في القرآن
والسنة، والتي يفيد ظاهرها الأمر وأقل مراتب الأمر الاستحباب )
( التداوي بالقرآن والسنة والحبة السوداء - ص 13 ) 0