عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 11-06-2011, 02:54 PM
الصورة الرمزية شبل المسجد
شبل المسجد شبل المسجد غير متصل
عضو مبدع
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
مكان الإقامة: فلسطــــــــ غزة الصمود ــــــــــــــــين
الجنس :
المشاركات: 817
الدولة : Palestine
افتراضي رد: وفاة مربي الرجال وصانع الأبطال.. الشيخ المجاهد محمد شمعة

بكاء النخبة في وداع الشمعة
عندما يذرف الرجال الدموع ، وعندما تحن القلوب لرؤية حبيب ، وعندما يعتصر القلب ألما على فراق حبيب أو عزيز ، فحتما لن يكون سوى شمعة جماعة الإخوان المسلمين ، الشيخ المجاهد والمربي الفضيل الأستاذ محمد شمعة ، شمعة فلسطين ، ووقود النصر نحو الأفق القريب .
ولعل الجميع لاحظ بكاء الرجال الرجال والقادة الكبار في حضرة وداع وتأبين الشمعة الأستاذ أبو حسن شمعة ، أحد مؤسسي حركة المقاومة الإسلامية حماس ، والتي وافته المنية فجر الجمعة 10-6-2011 ، بعد وعكة صحية ألمت به قبل يومين ، ارتقى على إثرها إلى جوار ربه .

بكاء النخبة

جنازة رحيل شيخنا الكبير محمد شمعة لم تخلُ من حضور رسمي وشعبي ، بل شهدت إقبالا جماهيريا كبيرا جدا ، ومشاركة قادة الشعب الفلسطيني ، وقيادة حركة حماس والحكومة في هذه الجنازة ، والتي طغت عليها أجواء الحزن والألم على فراق حبيب عزيز ، ومعلم رشيد ، ومجاهد صنديد ، وجل وحدة من طراز رفيع .
ولعلها لأول مرة أرى فيها دموع شيخنا الكبير المؤسس عبد الفتاح دخان وهي تنحدر على وجنتيه ، وصمته الرهيب الذي خيم عليه ، ولم يجد مؤنسا لمصابه إلى العودة لذكريات الماضي ، وتذكر صحبة الشمعة التي زادت عن الخمسين عاما .
الدكتور إسماعيل هنية سبقته دموعه قبل عباراته في تأبين شيخه أبو الحسن ، وخفت صوته واحمرت عينيه على فراق معلم لطالما نهل منه العبر والدروس الكثير ، وخلال خطبة الجمعة بمسجد العمري بمدينة غزة تطرق هنية إلى مواقف الأستاذ شمعة ، ومكانه في حركة حماس وقلوب قيادتها .
وأضاف هنية : " مات شمعة وياقوتة الإخوان المسلمين ودرة تاجها ، فهو الرجل الميزان بكل ما تحمل الكلمة من معاني ، وهو سيد الرجال مربي الأجيال ، فمن المدرسة إلى التأسيس ، ومن غزة إلى الضفة إلى باقي فلسطين ، ومن مرج الزهور إلى كل مكان استطاع الوصول إليه ، البصمة حاضرة " .
وتابع : " كنت تحبنا فأحبك الله ورسوله والمؤمنون والمؤسسون والشهداء والباقون ، وكنا نحبك في الله ولله ، وكما التزمنا بنهجك في حياتك سنلتزم به بعد مماتك ، وعلم الله أن خسارتنا فيك كبيرة ، ومصابنا برحيلك جلل ، لكننا نعتقد أنك من البقية الباقية من جيل فلسطين الذين هجروا من أراضيهم عام 1948 ، وكنا نشتم منك رائحة الوطن وبلدتك المجدل ، وكنا نرى فيك الهوية والبندقية والقدس وحيفا ويافا ، كما كنت تذكرنا بالعهد والأمانة وموروث الأمة الملقى على عاتقنا ، وكنت من البقية الذي أسسوا هذه الحركة ، التي تمثل درة الإخوان على أرض فلسطين " .
وشدد هنية على أن العمر الكبير الذي وصل إليه الفقيد أبو الحسن " 76 عاما " لم يضع حد لتضحياته ومثابرته وجهاده وقيادته لمشروع الجهاد في أعظم مؤسسة شورية ، منوها إلى أنه لم يستسلم للأعذار تحت حجة العمر والسنين ، بل تمثل بروح الشباب ، والعقل الوقاد ، والرأي السليم الذي يجمع الناس حوله .
وأكد رئيس الوزراء على أنه سيبقى من البقية الباقية الحاضرة في قلوب الفلسطينيين ، ومجددا التزام حماس والحكومة بما التزم به الشيخ شمعة ، قائلا : " ماضون على هذا الطريق مهما بلغت التضحيات ، وسنتمسك بالثوابت التي ربيتنا عليها ، والالتزام بحقوق وثوابت الشعب ، فلا تفريط بثوابت الشعب التي هي من العقيدة ، ولا لغة إلا لغة المقاومة والصمود والسياسة الملتزمة بالثوابت " .
وختم هنية خطبته بقوله : " عاش أبو الحسن لله ، وهاجر في الله ، وثبت في الله ، ومات في سبيل الله ، وأجاد الحياة في سبيله ، وقدر الله له موته شريفة في يوم الجمعة الذي وردت فيه أحاديث طيبة ، حيث ختم الله حياته كما بدأها ، بدأها بكلمة بسم الله ، وختمها بقوله بسم الله والحمد ، وكل عام وأنتم بخير ، فهو الشيخ القدوة الذي يمشي في حاجة الناس ، ويسعى جاهدا لخدمتهم ، تقديرا منه للأمانة التي حملها ، فرحمه الله وجمعنا به في الفردوس الأعلى " .

غراسك أثمر

أكد الدكتور خليل الحية عضو المكتب السياسي لحركة حماس على أن حماس ستبقى وفية لنهج الشيخ القائد المؤسس محمد شمعة ، وستواصل العهد الذي مضى عليه أبو الحسن ، وستبقى ثابتة على ذات الدرب الذي رحل عليه .
وأشار الحية خلال كلمة في تأبين فقيد الأمة الأستاذ أبو حسن شمعة على أن ما وصلت إليه حركة حماس هو غراس لثمار الشيخ شمعة ، قائلا : " كنت قائدا عظيما توحدنا وتأبى الفرقة لهذا الشعب ، فاطمئن فحركة حماس ستبقى موحدة عصية على الانكسار ، فنحن غراس لثمارك وتضحياتك ، لطالما تمنيت رؤية مصر حرة عظيمة ، وقدر الله لك ذلك حيث أكرمك بزيارتها قبل أسابيع واجتماعك بالمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين في مصر " .
وتابع : " قضيت حياتك عاملا مجاهدا لنصرة هذا الدين ، وعهدنا وميثاقنا مع الله أن نبقى أوفياء لعهدك ، فاحمل إلى رسولنا وقيادتنا صمود عصبة الإيمان في البيت المقدس ، القائمة المنصورة بإذن الله " .
على مثلك أبو الحسن يبكي البواكي وتذرف دموع القادة الكبار ، وبرحيلك يقف العالم أجمع صاغرا أمام همتك العالية ، وعزيمة القوية ، وحرصك الشديد على وحدة هذا الشعب ، فرحمك الله شيخنا ، وعوضنا في رحيلك خيرا ، وثبت حركتنا على طريق الخير والصواب .
__________________


سر على بركة الله شيخنا
لا يضرك أذى المنافقين والمتخاذلين
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.48 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.86 كيلو بايت... تم توفير 0.62 كيلو بايت...بمعدل (3.54%)]