الموضوع
:
ليال والإنترنت
عرض مشاركة واحدة
#
2
07-06-2006, 03:45 PM
قطرات الندى
مراقبة القسم العلمي والثقافي واللغات
تاريخ التسجيل: Oct 2005
مكان الإقامة: ღ҉§…ღ مجموعة زهرات الشفاء ღ …§҉ღ
الجنس :
المشاركات: 18,079
الدولة :
نتابع....
*
مرة أخرى
عدت ونبّهتك إلى خطر تحوّلك إلى مدمنة ، كان ذلك في حفلة عرس آسيا زميلتنا ... فلقد أصرّت عليك المسكينة أن تأتي لحضور عرسها فتحجّجت بأن والدك لا يسمح لك بهذا ... بينما أنا كنت أعلم أن الإنترنت هو السبب ، ولكن في تلك الفترة لم أكن على علم بعلاقتك مع هذا الشخص ، بل كنت أحسب أنك تقومين بالأبحاث كما كنت تدّعين دوماً ... لذا قلت لك أن المعلومات التي تجدينها في الإنترنت لا يمكن أن تغنيك عن الكتاب لأنها معلومات مبتورة مبعثرة يحتاج الإنسان في التعامل معها إلى قدرة كبيرة على التمييز بين الغث والسمين ...
وقلت لك أيضاً أنك تستبدلين عائلتك وزميلاتك بالإنترنت ... حتى أن بعض الزميلات بدأن يتندرن عليك وعلى الإنترنت ، ولكن كل هذا لم ينجح في جعلك تبدّلين موقفك ، فبدل أن تستمعي إلى نصائحهن قمت بالتخلي عنهن وما عدت تجتمعين مع أحد منهن ، وشيئاً فشيئاً لم يبق لديك صديقة ... وأنا عندما نبّهتك إلى خسارتك صديقاتك قلت لي : غير مهم لقد أصبح لديّ من الأصدقاء أكثر بكثير مما لدي الآن؟
وعندها قلت لك أنه لا يمكن أن تتكوّن صداقة حقيقية عبر الإنترنت ، لأن مراسل الإنترنت لا يستطيع أن يتفاعل معك كما تتفاعل معك صديقتك التي ترينها بشكل دائم، تعانقك عند فرحك ، تربّت على كتفك في حزنك ... قلت لي يومها : إذا كنت منزعجة أنت أيضاً من صحبتي تستطيعين أن تتركيني ... وأنا لن أحزن إذا فعلت هذا ... وقد كنت صادقة فيما تقولين ... لأنك كنت تريدين التخلص من توجيهاتي ...
لقد حزنت يومها من كلامك ولكني كنت متشبثة بصداقتك ... لأنني أعرفك جيداً ... أكثر مما يعرفك أصحاب الإنترنت ... وكنت متيقنة أنك ذات يوم ستتغلبين على الأمر وسينتهي هذا الكابوس ...
يا عزيزتي ، ما لم تنتبهي إليه هو أنك كنت باستخدامك الإنترنت تهربين من مواجهة مشاكلك اليومية ، لذا كنتِ على استعداد أن تحبّي أي شخص أيّاً كان ، لأنك كنت تبحثين عن وهم ... كنت تحبّين الفكرة وليس الشخص ... وتأكدي أنك لو لم تتعلقي بهذا الشخص لكنت تعلّقت بأي عابر سبيل آخر ... وأنت لو تفكّرت قليلاً لوجدت أن الأسباب التي دفعتك إلى التحدث مع هذا الشخص هي نفسها التي دفعته إلى استخدام هذه الوسيلة التكنولوجية ... أتعرفين ما هي هذه الأسباب؟ إنها الفراغ والوحدة والملل والضياع والبحث عن الذات ...
أتعلمين ؟ هذا الرجل الذي كنت معه الآن ، ربما كان متزوجاً ولديه عائلة ولا تدري زوجته المسكينة أن زوجها يخونها ، وقد قرأت مرة أن هناك مصطلح جديد يُعرِّف بهؤلاء النسوة ، يسمونهن : " أرامل الإنترنت " ، ويراد به " النساء اللواتي يعانين من انشغال أزواجهن بالإنترنت لساعات طويلة " ...
-
انا لم أكن أعلم أنه متزوج ، وهو لم يخبرني أبداً بذلك ... حتى أني لم أكن أعلم عمره الحقيقي ، ولقد سبق أن أريتك الصورة ، لقد كان شاباً يافعاً ... وسيماً ... يا ألله ... كم أنا مغفلة ، يا رب ... سامحني ... عدا ذلك أرأيت كيف كان يجلس وكرشه أمامه ؟ أم كيف كان يأكل ويصدر أصواتاً ؟ معقول ؟ أنا أحب رجلاً مثل هذا؟ معقول ؟ وبدأت تضحك وهي تهزّ رأسها وتقول : غير معقول ... غير معقول ... لقد خدعني ...
*
هل تعرفين ما الذي حصل ؟ الذي حصل أنك كنت تتكلمين مع آلة وليس مع إنسان ، هذه هي حقيقة الحوار الذي كان يتم بينكما ، أنت تكلمينه ولا ترين الآثار التي تبدو على وجهه ، لا ترينه وهو يتصرف في كل المواقف ، كيف يكلّم الناس ، كيف يأكل ، كيف يضحك ، حتى الضحك على الإنترنت تعابيره مختلفة عن الواقع ... أنت يا صديقتي أحببت آلة ولم تحبي إنساناً ... أتعلمين لماذا يلجأ كثير من الناس إلى الحوار عبر الانترنت ؟ لأنه يسمح لهم بالتواصل مع الآخرين دون أن يتيح لهم فرصة كشف هويتهم الحقيقية ... وهكذا يستطيع الواحد منهم أن يعبّر عما يريد ، ويقول ما يريد ، طالما أن أمره غير مكشوف ...
-
معك حق ... ما تقولينه صحيح ... فأنا أستحق ما جرى لي ... أستحقه ...
ها قد وصلنا إلى بيتك ... سامحيني لقد أخذت الكثير من وقتك ... سامحيني ...
*
لا عليك ... المهم أن تنتهي من هذا بأسرع وقت ... السلام عليكم ...
-
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
***
عندما دخلت ليال إلى البيت كانت والدتها في المطبخ ووالدها في العمل ، اتجهت مباشرة إلى غرفتها ... ونامت على سريرها من شدة التعب والبكاء ...
عندما استيقظت بعد ساعتين من النوم العميق كانت العائلة مجتمعة في غرفة الجلوس ، دخلت ليال وجلست معهم ، وبدأت تحدثهم وتسألهم عن أخبارهم ، وهم يجيبونها مستغربين هذا التصرف غير المعتاد منها التي ما لبثت أمها ان سألتها عنه :
*
ليال ، هل تشكين من شيء ؟ أليس لديك عمل على الإنترنت ؟ كيف جرى أنك جالسة معنا اليوم ؟ هل تشعرين بتعب يا حبيبتي ؟
-
لا يا أمي ، لا شيء ... لماذا تستغربين ؟ أتريدين مني أن أذهب ؟
*
ليال ... ليال ... كان هذه صوت أختها الصغرى تناديها من غرفة الطعام ...
- ما بك ؟ ... ماذا هناك ؟
توجهت ليال إلى الغرفة لتجد أختها جالسة على الحاسوب وتق لها : انظري ... كنت أفتح الإنترنت وقرأت هذه الرسالة ... انظري إنها لكِ ...
-
من سمح لك أن تفتحي رسائلي ؟ ومنذ متى وأنت تستخدمين الانترنت ؟
*
أنا ... ليس من زمن بعيد ... أنا استخدمه فقط في خلال النهار ... فالمعلمة طلبت منا بعض المعلومات ...
- بعض المعلومات ... هكذا يبدأ الأمر ... اسمعي حبيبتي ... منذ اليوم لا يوجد لدينا خط إنترنت ... أخبري معلمتك بذلك ... أخبريها بذلك ... وسحبت ليال خط الإنترنت لتعود ثانية إلى غرفة الجلوس لتكمل الحديث وتقول: ماذا كنا نقول؟
__________________
-------
فى الشفاء
نرتقى
و فى الجنة..
ان شاء الله
نلتقى
..
ღ−ـ‗»
مجموعة زهرات الشفاء
«‗ـ−ღ
قطرات الندى
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى قطرات الندى
زيارة موقع قطرات الندى المفضل
البحث عن المشاركات التي كتبها قطرات الندى
[حجم الصفحة الأصلي: 19.62 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط
18.99
كيلو بايت... تم توفير
0.63
كيلو بايت...بمعدل (3.23%)]