
15-01-2011, 09:15 PM
|
 |
قلم برونزي
|
|
تاريخ التسجيل: Oct 2009
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 1,783
الدولة :
|
|
منابع السعادة (الشيخ على الطنطاوي)
منابع السعادة
البحث عن السعادة هاجس الإنسان في كل مكان وما أكثر من يخطىء طريقها ويسير وراء أوهام السعادة فلا يجني إلا الشقاء والتعاسة ,
والمؤمن الحق هو الذي يعرف طريق السعادة والحياة الطيبة فيطمئن للعيش في رحابها ,
ولا تقف
الهموم والمنغصات في وجهه لتحجب عنه تلك السعادة
لأن
سعادته ينبوع فياض يتفجر كما بتفجر الماء من الصخر نقياعذبا .
يحكي الشيخ علي الطنطاوي :
قصة رجل الذي أصيب في أواخر عمره بتوهم أن في أمعائه ثعبانا , فراجع الأطباء
وسأل الحكماء فكانوا يدارون الضحك حساء منه ويخبرونه أن الأمعاء قد يسكنها الدود
ولكن لا تقطنها الثعابين , فلا يصدق , حتى وصل إلى طبيب حاذق بالطب ,
بصير بالنفسيات قد سمع بقصته , فسقاه مسهلا وأوهمه أن الثعبان
قد نزل منه فأحس بالعافية ونشط جسمه , وكان قبلها يتحامل على نفسه ,
ويلهث إعياء ويئن وتوجع !!
ويختم الشيخ الطنطاوي القصة العجيبة
ثم يقول : " إنكم أغنياء ولكنكم لا تعرفون مقدار الثروة التي تملكونها فترمونها زهدا فيها
أو احتقارا لها .
يصاب أحدكم بصداع أو مغص أو وجع الضرس , فيرى الدنيا سوداء مظلمة ,
فلماذا لم يرها لما كان صحيحا بيضاء مشرقة ؟
لماذا لم تعرفون النعم إلا عند فقدها ؟
لماذا لم نرى السعادة إلا إذا ابتعدت عنا , ولا نبصرها إلا غارقة في ظلام الماضي ,
أو متشحة بضباب المستقبل ؟
من يرضى منكم أن ينزل عن بصره ويأخذ مائة ألف دولار ؟
لماذا تطلبون الذهب وأنتم تملكون ذهبا كثيرا ؟
أليس البصر من ذهب والصحة من ذهب و والوقت من ذهب ؟
فلماذا لا نستفيد من أوقاتنا ؟
لماذا لا نعرف قيمة الحياة ؟
والذهن البشري أليس ثروة ؟ فلما نشقى بالجنون ولا نسعد بالعقل ؟
إن الصحة والوقت والعقل , كل ذلك مال , وكل ذلك من أسباب السعادة
لمن شاء أن يسعد .
وملاك الأمر كله الإيمان ورأسه الإيمان , الإيمان يشبع الجائع ويغني الفقير ,
ويسلي المحزون , ويقوي الضعيف , ويجعل للإنسان من وحشته أنسا .
ويختم الشيخ الطنطاوي مقالته بقوله :
" إنكم سعداء ولكن لا تدرون ,
سعداء إن عرفتم قدر النعم التي تستمتعون بها ,
سعداء إن عرفتم نفوسكم وانتفعتم بالمخزون من قواها ,
سعداء إن طلبتم السعادة لا مما حولكم ,
سعداء إن كانت أفكاركم دائما مع الله فشكرتم نعمة ,
وصبرتم على كل بلية , فكنتم رابحين في الحالتين , ناجحين في الحالتين .
__________________
 قال ابن عقيل رحمه الله:
"إذا أردت أن تعلم محلَّ الإسلام من أهل الزمان ، فلا تنظر إلى زحامهم في أبواب الجوامع ، ولا ضجيجهم بلبيك على عرصات عرفات .ـ وإنما انظر على مواطأتهم أعداء الشريعه
|