رد: سوف نقضي على الصدفية بإرادة الله ثم عزيمتنا
ما عساي أقول أستاذنا الفاضل فكري ذياب...
والله يفيض خاطري وتعجز أصابعي على نقل ما يختلج بداخلي من نبل مشاعر واحترام وتقدير إليك أستاذي الكريم، فوالله مادام على هذه البسيطة أناس طيبون مثلك، فإنّ الأمل يبقى قائما في صلاح هذه الأمّة وإتّباعها للصراط المستقيم بإذن الله...
أستاذنا الكريم فكري ذياب،
الحمد لله على ما ابتلانا به من مرض وعٍـلّة وخير و و و... ومن نحن حتّى ندرك مقاصد الابتلاء الإلهي؟
سأحكي لك قصّتي التي عشتها شخصيا مع هذا المرض، وأتمنّى أن يستخلص كلّ من يقرأها قدرة العلي القدير في تعويض عباده الصابرين وإعطائهم أضعاف أضعاف ما يحلمون وما يتمنّون...
بكلّ تواضع أنا دبلوماسي، وفي بلادي لا يمكن اجتياز امتحان الدخول إلى هذه المهنة إلاّ إذا كان المترشّح معافى ويمتلك من القدرات الذهنية والنفسية والبدنية أقصاها...
سوف لن أطيل عليكم، اجتزت والحمد لله كافة الامتحانات الأوّلية التّي تتمّ على الشهائد العلمية، ثمّ على الاختبارات الكتابية، فالشفاهية، وبعدها النفسية والأمنية، ولم يبقى في الأخير إلاّ الاختبار البدني (وذلك بعرض كافة المترشحين على فحص طبي تحت إشراف أكبر أساتذة الطب وأعرفهم في مجالات الأمراض الباطنية والخارجية بأنواعها)، وصادف طوال تلك المدّة التي كنت أجتاز فيها الاختبارات أن ازدادت حدّة الصدفية عندي بسبب التوتّر والتفكير المتواصل وانتشرت في كامل أنحاء جسمي واشتدّت الإصابة في اليدين (الأصابع والأظافر).
وسوف لن أخبرك أستاذ فكري عن الشدّة التي يتعامل بها الساهرون على هذا الامتحان، حيث لا يتسامحون حتّى في أدنى العلامات المميّزة الطبيعية أو الاصطناعية على البشرة وخاصة على اليدين التي من المفترض أن أصافح بها المسئولين وأن أستعملها على طاولات مآدب العشاء وكذلك أن تكون بارزة للعيان في المفاوضات وغيرها من الأنشطة التي لا يمكن أن نستغني فيها عن اليدين...
وصدّقني أستاذ فكري أنّي والحمد لله، اجتزت هذا الامتحان وكأنّ الطبيب لم يلمح شيئا (رغم حدّة المرض وبشاعة بشرتي سبحان الله)، في حين كان غيري من المترشّحين وهم مئات في صحّة جيّدة ولكن لم يخالفهم الحظ...(للإشارة فقط، دخلنا المناظرة ونحن 4000 مترشّح وتمّ قبول 15 فقط وأكرمني الله بأن كنت منهم والحمد لله).
وها أنا اليوم مصدوف من شعر رأسي إلى أسفل قدمي والحمد لله، ورغم بعض الإحراج الذي أشعر به في بعض الأحيان، إلاّ إنّني أحمد الله على كل ما أعطاني... فالحمد لله الحمد لله الحمد لله كثيرا...
فقط أردت أن أقول لك أستاذ فكري بأنّنا نحن مرضى الصدفية قد نحـنّ في بعض الأحيان أن ترتدي لباسا صيفيا كالآخرين، أو أن نستيقظ في الصباح دون أن نجد فراشنا مليء بالقشور، أو أن نقود سياراتنا دون أن تعلق القشور بداخلها والتي يصعب تنظيفها...
لقدّ ابتلاني الله بهذا المرض منذ 15 سنة والحمد لله، وأنا الآن متزوّج وأب لهـارون حفظه الله وأبقاه لي، وجرّبت كافة الأدوية وسافرت إلى عديد البلدان للتداوي، ولم أجد للأسف دواءً طبيعيا شافي وبدون أيّ آثار جانبية لهذا الدّاء. فأنا أسافر كثيرا ولا أكاد أستقرّ في مكان حتّى أتنقّل إلى آخر وهو ما زاد في صعوبة الحصول على وصفات علاجية فعّالة تريحني ولو وقتيا ودوريا منه بإذن الله. وها أنا متابع وفـيْ لهذا المنتدى (بارك الله في من بعثه ومن يسهر عليه ومن يساهم فيه بكلّ طيب خاطر وقلب صافي وطاهر لنفع الناس به)، وإن شاء الله هدانا إلى ما نبحث عنه مع كلّ إخواننا وأخواتنا في الدّين والإنسانية جمعاء بإذن الله.
مع فائق احترامي وتقديري للجميع.
|