[وســـــــــام*]

حلول الصمت الشرس فى ملتقى الشفاء ليلة البارحة




ذات يوم جهزت العدة للاستعداد للرحيل من عالم الدراسة والكتاب للانطلاق إلى عالم الشفاء والأحباء لكن أتت الرياح بما لا تشتهى السفن بعد ثوان فاصلة اكتشفت ما أصاب لجهازى وعجزه عن الاتصال بالعالم الذى أحب وقفت بمحطة أحزنتنى ، وخيم الصمت الشرس من حولى . جلست ليلتى الأولى صامتة بلا حوار ، وكان يدور بخلدى سؤال بلا جواب أيا ترى متى تكشف الأسرار الخاصة بالأعطال وألتقى بنواة المجتمع الإسلامى ؟ دخلت إلى غرفة النوم وقرأت القرآن وشعرت بنور فى زمن الظلمة ، ثم رددت أذكار وكانت من بينها طب القلوب ( لا إله إلا الله ) .

فكرت فى قضاء بداية الأجازة فى كتابة حروف ليوم ما ، وخططت بذهنى قائمة من الأعمال لأزيد حيازة المعرفة لدى ، ومشاهدة بعض من البرامج لنمو الإدراك الدينى عندى . مرت الساعات والأيام والأسابيع ، ومازالت شبكة النت لم تستجب ، خفت أن يكون أصابها فيرس من فيروسات أنفلونزا الخنازيرعفوا أقصد أنفلونزا العقول المنتشرة فى أنحاء المعمورة . كلمة (نت) كلمة قليلة الحروف كثيرة المعانى ، عالم مخيف لا أمان له لمن لا يحسن استخدامه ومحيط يزين لك مدى السهولة فى التواصل مع الآخرين وسرعة الحصول على المعلومات لكنه عالم لا يعتمد عليه فهو كثير الأعطال والخداع إلى أن هل هلال الشهر الجديد تفاءلت وتعجبت وقلت عش رجباً ترى عجباً وعزمت على تغيير شركة النت لكثرة أعطالها وتأخرها فى التصليح فأنا لم أعد أطيق هذة المعاملة وبالفعل بدأت فى الاستفسار عن شركات آخرى أكثر جدية فى التعامل مع الأعطاب.

قبل أن أنام ، شكى الجهاز هجرانى له قلت حسناً سأجرب الاتصال لعل أجد نقطة بيضاء تضىء فى صفحة سوداء فى هذا الليل الحالك ، وفجأة تم اللقاء بلا ميعاد مع أسرة الشفاء . حمدت ربى ، عم أنين الصمت المخيف من حولى لكن هذة المرة فى أرجاء الملتقى . ربما لأنى أتيت بوقت غير مناسب فى ساعة متأخرة من الليل لكنى أعلم أن أحضان الصرح تضمنا فى أى وقت كان . وناديت على ميمى دريمى لاسلم عليها فهى أول من وقعت عينى عليها وقت دخولى لأنها كانت بجولة فى قسمها العلمى والثقافى المفيد المشرفة عليه مع القلب الحزين صديق أبو أحمد وأبو كارم وأسامة عاشق الهدوء وسامى. وانتبهت إلى غياب العدنيه والعائذة بالله ومحبة السنة كذلك العربى الساهر لكنه يا ترى أين سهر هذا المساء ؟ ألتفت إلى صوت يهلل من بعيد قلت قد تكون الذاكرة لله لأنى أحيانا أراها فى ذلك الوقت فهى مثلى ومثل أم عبد الله من زوار الليل المتأخر وبالفعل وجدتها هى ولكنى رأيت دمعة خشوع على خدها فابتسمت لها ابتسامة باكية، ثم تجولت فى الملتقى قليلاً فرأيت طائر جريح من بلدى يشكو بملل وإحباط من - صدوفه- فواسته أم ناصر يجزيها الخير فهى مثل أم السعد وفكرى دياب وسيد عبد العال معادنهم تقطر طيبة وحنان مثل وفاء (أخت أسمــاء) وشارك معهم بوسطن وطلع فتى الخرج بصحبة هجهوج ليجلسان معهم للفضفضة وبعد قليل حضرت أزيرا ومى ومن ثم جاءت الحايرة بصحبة الأنوار وسارة يحمدان الله ويدعوانه ، فى هذة الأثناء تذكرت المستغفرة بالله فى قول شيخة الصدفية جارة جودينا وبسمة وصديقة الصدفية ومريم99 والكثير

بعد قليل ، سمعت أبو الشيماء يتناقش مع وليد نوح والطامح حول إعراب جملة ما ، فتذكرت قسم اللغة العربية ذلك القسم الجديد التى لم أطر به إلا قليلاً وقد حضرت له موضوعاً مفيداً لعل الله ينفع به بالتأكيد ستوجهنى أبلة ناديا وأخت الإسلام وكيف لا وهن معلمات لغتنا العربية الجميلة فلا يبخلا على بالنصيحة والفائدة . لكن بين مشاعر عقلى وأفكار قلبى قلت لا يجب أن أبدء بعمل شىء إلا بتواجد معظم أهل البيت وتعطلت لغة الكلام لإنى خفت أن يستدعنى أبو الشيماء على كرسى التحقيق الذى تشرف عليه الريحــانة بسبب مقالى هذا الذى سرت فيه على نهج نزهته الذهبية . ولأن حب ربى ملأ قلبى سأعتذر له واستعين بالله وبمحمد إسلام كمحام للدفاع عنى واستأذن من أبو سيف أن يشرفنا بالحضور ليزيدنا من حكمته . لحظات وتملكنى الضعف الحقيقى والإرهاق فرأيت بسمة الشفاء ودرة الشفاء عند نهر الكوثر5 يودعونى ومعهم دموع القلب على أمل اللقاء لإكمال حكاية الغد ونمت بعدها على فجر الأحلام واستقبلت أحلام باسمة فى بيت سحر على وجلسنا على بساط من صنع يد إكرام أحمد وتمنيت بعدها أن استيقظ على ملاك النور وأم نور ونور من الله يشق عنان السماء ، وأشاهد قطرات الندى على الوردة الحمراء والغضن الأخضر فى قلب الجزائر بصحبة منيبة إلى الله وراجية الشهادة وفاديا وياسمينة دمشق وبسمة شهيد وبحر العطاء وفتاة القرآن وشذى الربيع وقاصرة الطرف وهبة بنت الفاروق وعاشقة فلسطين وأخواتها بلقيس ودرة الأقصى صديقة فتاة القسام فى جنة عدن جنة الإسلام ، وأحس بأنسام إسلام تسرى بجسدى لتعيد إليه حيويته لاستطيع على الطيران من جديد إلى غفساوية بصحبة الفراشة المتألقة وفراشة الإسلام فى خيوط الأفق لأجدد العهد مع أبو آيه على فعل ما على من واجب لعل الله يتقبله .

وســـــــــام* ~عصفورة الشفاء~
كتابة ذاتية حصرية لملتقيات الشفاء الإسلامية
الحقوق محفوظة لجميع عائلة الشفاء
2 من رجب 1430-25 من يونيه 2009