السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عدنا والعود أحمد
أصابتنى الخيبة لعدم التفاعل مع الفوائد التى أدرجتها
ولكن إكراماً لأختى أم عبد الله
قررتُ متابعة الفوائد لعل وعسى أن يستفيد منها أحدٌ ما
نتابع على بركة الله
الجزء الثاني :
1.قوله تعالى : ( أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين ) يحتمل ثلاث معاني :
الأول : ما كان ينبغي لهؤلاء أن يدخلوها إلا خائفين فضلا عن أن يمنعوا عباد الله ؛ لانهم كافرون بالله عز وجل ؛ فليس لهم حق أن يدخلوا المساجد إلا خائفين .
الثاني : أن هذا الخبر بمعنى النهي ؛ يعني : لا تدعوهم يدخلوها- إذا ظهرتم عليهم- إلا خائفين .
الثالث : أنها بشارة من الله عز وجل أن هؤلاء الذين منعوا المساجد - ومنهم المشركون الذين منعوا النبي صلى الله عليه وسلم المسجد الحرام - ستكون الدولة عليهم ، ولا يدخلوها إلا وهم ترجف قلوبهم .
2.أخذ بعض العلماء من هذه الآية : تحريم تحجر المكان في المسجد ....ولا شك أن التحجر حرام ؛ وأما إذا كان الإنسان في المسجد فلا حرج أن يضع ما يحجز به المكان بشرط ألا يتخطى الرقاب عند الوصول إليه ، أو تصل إليه الصفوف ؛ فيبقى في مكانه ؛ لأنه حينئذ يكون قد شغل مكانين .
3.( ولله المشرق والمغرب ) أي مشرق كل شارق ، ومغرب كل غارب ، ويحتمل أن المراد : له كل شئ ؛ لأن ذكر المشرق والمغرب يعني الإحاطة والشمول .
4.( فثم وجه الله ) : اختلف فيه المفسرون من السلف والخلف ، فقال بعضهم : المراد به وجه الله الحقيقي ، وقال بعضهم : المراد به الجهة : ( فثم وجه الله ) يعني في المكان الذي اتجهتم إليه جهة الله عز وجل ؛ وذلك لأن الله محيط بكل شئ ؛ ولكن الراجح أن المراد به الوجه الحقيقي ؛ لأن ذلك هو الأصل ؛ وليس هناك ما يمنعه ؛ وقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى قِبَل وجه المصلي ......
5.( كل له قانتون) : القنوت يطلق على معنيين ؛ معنى عام وخاص ؛ ( المعني الخاص ) هو قنوت العبادة ، والطاعة ، ....والمعنى العام : هو قنوت الذل العام ؛ وهذا شامل لكل من في السموات والأرض ...
6.من فوائد ( ولئن اتبعت أهواءهم ) : أن ما عليه اليهود و النصارى ليس دينا بل هوى
7.( الذين آتيناهم الكتاب ) :المراد بهم : إما هذه الأمة ، أو هي وغيرها ؛ وهذا هو الأرجح ؛ و( الكتاب ) المراد به الجنس ؛ فيشمل القرآن ، والكتب المنزلة الأخرى .
8.( قال ومن ذريتي ) ( من ) يحتمل أنها لبيان الجنس ؛ ويحتمل أنها للتبعيض .
9.( مثابة ) أي مرجع ؛ يثوب الناس إليه ويرجعون من كل أقطار الدنيا سواء ثابوا إليه بأبدانهم أو بقلوبهم .
10.( وعهدنا ) ( العهد ) الوصية بما هو هام .
11.(قال ومن كفر ) القائل هو الله سبحانه وتعالى ؛ فأجاب الله تعالى دعاءه ؛ يعني : وأرزق من كفر أيضا فهي معطوفة على قوله تعالى ( من آمن ) ؛ ولكنه تعالى قال في الكافر : ( فأمتعه قليلا )
12.( ويعلمهم الكتاب والحكمة ) ( الحكمة ) : قيل : هي السنة ؛ لقوله تعالى : ( وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة) ويحتمل أن يكون المراد بها معرفة أسرار الشريعة المطهرة
13.( إلا من سفه نفسه ) أي أوقعها في سفه .
14.من الفوائد : أن المخالفين للرسل سفهاء ؛ لقوله تعالى : ( ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه ) وقوله تعالى عن المنافقين ( ألا إنهم هم السفهاء ) وقوله تعالى : ( سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها )
15.( الصنو ) الغصنان أصلهما واحد .
16.تطلق ( الأمة ) في القرآن على عدة معان ؛ المعنى الأول : الطائفة كما في قوله تعالى ( تلك أمة قد خلت ) ، المعنى الثاني : الحقبة من الزمن ( وادكر بعد أمة ) ؛ المعنى الثالث : الإمام ( إن إبراهيم كان أمة ) ؛ المعنى الرابع : الطريق والملة ( إنا وجدنا آباءنا على أمة )
17.( وقالوا كونوا هودا أو نصارى ) ( هود ) جمع هائد
18.الحنيف : المائل عما سوى التوحيد .
19.الإيمان : التصديق المستلزم للقبول والإذعان .
20.( الأسباط ) قيل : إنهم أولاد يعقوب ، وقيل : هم الأنبياء الذين بعثوا في أسباط بني إسرائيل .
21.( صبغة الله ) دين الله ؛ وسمي الدين صبغة لظهور أثره على العامل به .
22.( أم تقولون إن إبراهيم ...) ( أم ) للإضراب ؛ وهو إضراب انتقال ؛ وليس إضراب إبطال .
23.( وكذلك جعلناكم أمة وسطا ) الكاف هنا اسم بمعنى ( مثل ) في محل نصب على المفعولية المطلقة .
24.( وإن كانت لكبيرة ) ( إن ) مخففة من الثقيلة ؛ واسمها ضمير الشأن ؛ والتقدير : وإنها لكبيرة .
25.(وما كان الله ليضيع إيمانكم ) : اللام يسمونها لام الجحود و( الجحود ) يعني النفي ، وضابط هذه اللام أن تقع بعد كون منفي .
26.المراد بـ ( إيمانكم ) صلاتهم إلى بيت المقدس .
27.غالب من ابتلي بالمال طغى من وجه ، وشح من وجه آخر ؛ ثم اعتدى في تمول المال ؛ فضل في تموله ، والتصرف فيه ، وتصريفه .
28.امتحن الله الصحابة بأن حرم الصيد على المحرم ، ثم أرسله عليهم وهم محرمون حتى تناله أيديهم ، ورماحهم .
29.( المسجد الحرام ) سمي (حراما ) ؛ لأنه يمنع فيه من أشياء لا تمنع في غيره ، ولأنه محترم معظم .
30.( إذ ) للماضي ، و( إذا ) للمستقبل ، ( إذاً ) للحاضر .
31.الظاهر - والله أعلم - أن الكعبة قبلة لكل الانبياء ؛ لقوله تعالى : ( إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين ) ؛ وهكذا قال شيخ الإسلام : إن المسجد الحرام قبلة لكل الانبياء ؛ لكن أتباعهم من اليهود ، والنصارى هم الذي بدلوا هذه القبلة .
32.( وما بعضهم بتابع قبلة بعض ) ؛ فقبلة اليهود إلى بيت المقدس - إلى الصخرة ؛ وقبلة النصارى إلى المشرق - يتجهون نحو الشمس .
33.من الفوائد : بيان أن العلم حقيقة هو علم الشريعة ؛ لقوله تعالى : ( من بعد ما جاءك من العلم ) : أتى بـ ( أل ) المفيدة للكمال ؛ ولاشك أن العلم الكامل الذي هو محل الحمد والثناء هو العلم بالشريعة ؛ ولذلك نقول : إن عصر النبوة هو عصر العلم ؛ وليس عصرنا الآن هو عصر العلم الذي يمدح على الإطلاق ؛ لكن ما كان منه نافعا في الدين فإنه يمدح عليه لهذا .
34.( ولكل وجهة هو موليها ) ؛ الوجهة ، والجهة ، والوجه ، معناها متقارب ؛ أي لكل واحد من الناس جهة يتولاها ؛ وهذا شامل للجهة الحسية والمعنوية ؛ مثال الجهة الحسية : اختلاف الناس إلى أين يتجهون في صلاتهم ؛ ومثال المعنوية : اختلاف الناس في الملل والنحل وما أشبه ذلك . وليس المراد بهذه الجملة إقرار أهل الكفر على كفرهم ؛ وإنما المراد - والله أعلم - تسلية المؤمنين ، وتثبيتهم على ما هم عليه من الحق ؛ لأن لكل أحد وجهة ولاه الله إياها حسب ما تقتضيه حكمته
35.( ولكل وجهة ) يشمل الوجهة القدرية ؛ فمن الناس من يهديه الله تعالى فيكون اتجاهه إلى الحق ؛ ومن الناس من يخذل ويكون اتجاهه إلى الباطل ، والوجهة الشرعية : اختلاف الشرائع بين الناس ؛ فلا تظن أن اختلاف الشريعة الإسلامية عن غيرها معناه أنها ليست حقا ؛ فإن الحق من الله .
36.هناك كلمة يقولها بعض الناس فيقول : ( إن الله على ما يشاء قدير ) ؛ وهذا لا ينبغي :
أولا : لأنه خلاف إطلاق النص ؛ فالنص مطلق .
ثانيا : لأنه قد يفهم منه تخصيص القدرة بما يشاء الله دون ما لم يشأ ؛ والله قادر على ما يشاء ، وعلى ما لا يشاء .
ثالثا : أنه قد يفهم منه مذهب المعتزلة القدرية الذين قالوا : إن الله عز وجل لا يشاء أفعال العبد ؛ فهو غير قادر عليها .
ولهذا ينبغي أن نطلق ما أطلقه الله لنفسه ، فنقول : إن الله على كل شئ قدير ؛ أما إذا جاءت القدرة مضافة إلى فعل معين فلا بأس أن تقيد بالمشيئة ، كما في قوله تعالى : ( وهو على جمعهم إذا يشاء قدير ) ؛ فإن ( يشاء ) عائدة على ( الجمع ) ؛ لا على ( القدرة ) .
37.وجه كون فعل العبد مخلوقا لله : أن الإنسان مخلوق لله ؛ وفعله كائن بأمرين : بعزيمة صادقة ؛ وقدرة ؛ والله عز وجل هو الذي خلق العزيمة الصادقة والقدرة ؛ فالإنسان بصفاته ، وأجزائه ، وجميع ما فيه كله مخلوق لله عز وجل .
38.(الخشية ) ( والخوف ) متقاربان ؛ إلا أنأهل العلم يقولون : إن الفرق أن (الخشية) لا تكون إلا عن علم ؛ لقوله تعالى : ( إنما يخشى الله من عباده العلماء ) بخلاف ( الخوف ) فقد يخاف الإنسان من المخوف وهو لا يعلم عن حاله ؛ والفرق الثاني : أن ( الخشية ) تكون لعظم المخشي ؛ و( الخوف ) لضعف الخائف . والفرق الأول أوضح .
39.الغالب أن ( نِعمة ) بكسر النون في نعمة الخير ، و( النَعمة ) بالفتح : التنعم من غير شكر ، كما قال تعالى : ( ونعمة كانوا فيها فاكهين ) ، وقال تعالى : ( وذرني والمكذبين أولى النعمة ) .
40.إن أهل قباء أتاهم الخبر وهم يصلون صلاة الفجر وكانوا متجهين إلى بيت المقدس ، فاستداروا إلى الكعبة .
41.( ويعلمهم الكتاب والحكمة ) : ( الحكمة ) هي أسرار الشريعة ، وحسن التصرف بوضع كل شئ في موضعه اللائق به بعد أن كانوا في الجاهلية يتصرفون تصرفا أهوج من عبادة الأصنام وقتل الأولاد والبغي على العباد .
42.القرآن - والحمد لله - مبين لفظه ، ومعناه ؛ ليس فيه شئ يشتبه على الناس إلا اشتباها نسبيا بحيث يشتبه على شخص دون الآخر ، أو في حال دون الأخرى ؛ قال تعالى : ( إن علينا جمعه وقرآنه ، فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ، ثم إن علينا بيانه )
43.قوله تعالى ( فاذكروني ) فيها قراءة بفتح الياء ؛ وقراءة بإسكانها ؛ لأن يا المتكلم من حيث اللغة العربية يجوز إسكانها ،وفتحها ، وحذفها تخفيفا ؛ لكنها في القرآن تتوقف على السماع .
44.( ولا تكفرون ) ( لا ) ناهية ؛ والنون هنا نون الوقاية ، وليست نون الإعراب ؛ ومثله قوله تعالى ( فلا يستعجلون) ، ولهذا كانت مكسورة فيهما .
45.ذكر الله يكون بالقلب ، وباللسان ، وبالجوارح
46.....بعض طلبة العلم تذهب مجالسهم كمجالس العامة لا ينتفع الناس بها ؛ وهذا لا شك أنه حرمان - وإن كانوا لا يأثمون إن لم يأتوا بما يوجب الإثم ؛ فالذي ينبغي لطالب العلم - حتى وإن لم يسأل - أن يورد هو سؤالا لأجل أن يفتح الباب للحاضرين ؛ فيسألوا ......
47.من الفوائد : بيان الآثار الحميدة للصلاة ، وأن من آثارها الحميدة أنها تعين العبد في أموره .
48.( ونقص من الأموال ) ؛ ( المال ) هو كل ما يتموله الإنسان .
.نقود ، ومتاع ،وحيوان .
49في الحديث : ( من رضي فله الرضا ؛ ومن سخط فله السخط ) .
50.ذكر العلماء أن للإنسان عند المصيبة أربعة مقامات : الصبر ، والرضا ، والشكر ، والسخط ( وفصلها الشيخ )
51.( اللهم أْجرني في مصيبتي وأخلف لي ) بقطع الهمزة .
52.يقال للصفا :جبل أبي قبيس ؛ وللمروة : قعيقعان .
53.( من شعائر الله ) ( الشعائر ) جمع شعيرة ؛ وهي التي تكون علما في الدين ؛ يعني : من معالم الدين الظاهرة ؛ لأن العبادات منها خفية : بين الإنسان وبين ربه ؛ ومنها أشياء عَلَم ظاهر بَيّن - وهي الشعائر .
54.( من تطوع خيرا ) أي ازداد خيرا في الطاعة ؛ ويشمل الواجب ، والمستحب ؛ وتخصيص التطوع بالمستحب اصطلاح فقهي ؛ أما في الشرع فإن يشمل الواجب ، والمستحب .
55.( فلا جناح عليه أن يطوف بهما ) وذلك أن ناسا من الأنصار كانوا قبل أن يسملوا يهلون لمناة الطاغية المذكورة في القرآن ؛ وهي في المشلّل - مكان قرب مكة - فكانوا يتحرجون من الطواف بالصفا والمروة وقد أهلوا لمناة ؛ فلما جاء الإسلام سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فأنزل الله سبحانه وتعالى الآية
وفيه سبب آخر لتحرج الناس من الطواف بهما : وهو أنهم كانوا يفعلون ذلك في الجاهلية ، فكانوا يطوفون بهما كما كانوا يطوفون بالبيت أيضا ، فذكر الله عز وجل الطواف بالبيت ، ولم يذكر الطواف بالصفا والمروة ؛ فقالوا : لو كان ذلك جائزا لذكره الله عز وجل ، فهذا دليل على أنه ليس بمشروع ؛ لأنه من أعمال الجاهلية ؛ فلا نطوف ؛ فأنزل الله هذه الآية .
وفيه سبب ثالث ؛ وهو أنه يقال : إنه كان فيهما صنمان : إساف ، ونائلة ؛ وقيل : إنهما كانا رجلا وامرأة زنيا في جوف الكعبة ؛ فسمخهما الله سبحانه وتعالى جحارة ؛ فكان من جهل العرب أن قالوا : ( هذان مسخا جحارة ؛ إذا لا بد أن هناك سرا ، وسببا ، فاخرجوا بهما عن الكعبة ، واجعلوهما على الجبلين - الصفا والمروة - نطوف بهما ونتمسح بهما ، وقد كان ، وعلى هذا يقول أبو طالب :
وحيث ينيخ الأشعريون ركابهم بمفضى السيول من أساف ونائل
وأظهر الأسباب الثلاثة السبب الأول ؛ على أنه لا مانع من تعدد الأسباب .
56.( من بعد ما بيناه للناس في الكتاب ) المراد به جميع الكتب .
57.من سئل علما فكتمه ألجم بلجام من نار إلا أن يكون السائل متعنتا ، أو يريد الإيقاع بالمسؤول ، أو ضرب آراء العلماء بعضها ببعض ، أو يترتب على إجابته مفسدة ، فلا يجاب حينئذ ؛ وليس هذا من كتم العلم ؛ بل هو مراعاة المصالح ، ودرء المفاسد .
58.دفع الفتوى - وهو أن يحول المستفتي إلى غيره ، فيقول : اسأل فلانا ، أو اسأل العلماء - اختلف فيه أهل العلم : هل يجوز ، أو لا يجوز ؟ والصحيح أنه لا يجوز ، إلا عند الاشتباه فيجب ؛ أما إن كان الامر واضحا فإنه لا يجوز ؛
59.( وأنا التواب ) : صيغة مبالغة ونسبة .
60.جبريل مكلف بما فيه حياة القلوب ، وإسرافيل مكلف بما فيه حياة الأبدان . وميكائيل مكلف بما فيه حياة النبات .
61.( ولا هم ينظرون ) أي لا يمهلون ؛ بل يؤخذون بالعقاب ؛ من حين ما يموتون وهم في العذاب ، و يحتمل أن المراد لا ينظرون بالعين ؛ فلا ينظرون نظر رحمة ، وعناية بهم ؛
62.( حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها ) فمن يوم يجيئونها تفتح ؛ أما أهل الجنة فإذا جاءوها لم تفتح فور مجيئهم ، كما قال تعالى : ( جتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها ) أي لا يدخلونها إلا بالشفاعة ، وبعد أن يقتص من بعضهم لبعض .
63.( ألم نجعل الأرض كفاتا أحيائا وأمواتا ) ؛ ما ظنك لو جعل الله هذه الأرض شفافة كالزجاج ، فدفن فيها الأموات ينظر الأحياء إلى الأموات فلا تكون كفاتا لهم ! وما ظنك لو جعل الله هذه الأرض صلبة كالحديد ، أو أشد فلا يسهل علينا أن تكون كفاتا لأمواتنا ، ولا لنا أيضا في حياتنا !
64.( يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل ) : على وجه خفي لا يشعر الناس به : يزداد شيئا فشيئا ، وينقص شيئا فشيئا ليست الشمس تطلع فجأة من مدار السرطان ، وفي اليوم التالي مباشرة من مدار الجدي ! ولكن تنتقل بينهما شيئا فشيئا حتى يحصل الالتئام ، والتوازن ، وعدم الكوارث ؛ فلو انتقلت فجأة من مدار السرطان إلى مدار الجدي لهلك الناس ......
65.( الفلك ) هي السفينة ؛ وتطلق على المفرد ، كما في هذه الآية ،على الجمع ،كمافي قوله تعالى : ( حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم ) .
66.( بما ينفع الناس ) : الباء هنا للمصاحبة أي مصحوبة بما ينفع الناس من الأرزاق ، والبضائع ، والأنفس ، وغيرها .
67.من حكمة الله عز وجل أنه قدر في الأرض أقواتها يعني جعل قدر هنا ،وقدرا هنا ...
68وتصريف الرياح ) أي تنويعها من حيث الاتجاه ، والشدة والمنافع
69.( وانزلنا الرياح لواقع ) قال المفسرون : تلقح في السحاب
70.بعض المشركين يصرح فيقول : ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى .
24.المحبة من العبادة ؛ بل هي أساس العبادة ؛ لأن أساس العبادة مبني على الحب ، والتعظيم ؛ فبالحب يفعل المأمور ؛ وبالتعظيم يجتنب المحظور . هذا إذا اجتمعا ؛ وإن انفرد أحدهما استلزم الآخر .
25.يقال للكافر تبكيتا ، وتوبيخا ، وتنديما ، وتلويما ، ( ذق ) ؛ ويُذكّر بحاله في الدنيا فيقال له : ( إنك أنت العزيز الكريم ) .
26.( وتقطت بهم الأسباب ) جمع سبب ؛ وهو ما يتوصل به إلى غيره ؛والمراد هنا كل سبب يؤملون به الانتفاع من هؤلاء المتبوعين .
27.تأتي ( لو ) في اللغة العربية على ثلاثة أوجه : مصدرية ( وودوا لو تكفرون ) ، وشرطية ( ولو شاء الله ما اقتتلوا ) ، وللتمني ( لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم ) .
28.( كذلك ) : الكاف : اسم بمعنى ( مثل ) ؛ وهي مفعول مطلق عامله الفعل بعده .
29.( يريهم ) من : أرى يُري ؛ فزيادة الهمزة جعلتها تنصب ثلاثة مفاعيل ؛ الأول : الضمير ، والثاني : (أعمالهم ) ؛ والثالث: ( حسرات .
30.ذكر كثير من المؤلفين في أصول التفسير أن الغالب في السور المدنية أن يكون الخطاب فيها بـ ( يا أيها الذين آمنوا ) ؛ لكنها ليست قاعدة ؛ ولكنها ضابط يخرج منه بعض المسائل ؛ لأن من السور المدنية فيها ( يا أيها الذين آمنوا ) ، كسورة النساء ، وسورة الحجرات .
31.إنما يأمركم بالسوء ) وهو كل ما يسوء من المعاصي الصغيرة ؛ أي السيئات ؛ و( الفحشاء ) أي المعاصي الكبيرة
32.( أو لو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون ) : المراد بالعقل هنا عقل الرشد ؛لا عقل الإدراك .
33.( بما لا يسمع إلا دعاء ونداء ) أى البهائم لا تفهم إلا الصوت دعاء ، ونداء ، و( الدعاء ) إذا كان يدعو شيئا بعينه باسمه ؛ و( النداء ) يكون للعموم ؛ هناك بهائم يسميها الإنسان باسمها بحيث إذا ناداها أقبلت ؛ والنداء العام لجميع البهائم ؛ فتقبل الإبل جميعا ، هؤلاء الكفار مثلهم - في كونهم يتبعون آباءهم بدون أن يفهموا هذه الحال التي عليها آباؤهم - كمثل هذا الناعق بالماشية .
34.من الأدلة على بطلان القومية تبرأ إبراهيم من أبيه ، وقوله تعالى لنوح ( إنه ليس من أهلك )
35.الشكر شرعا : القيام بطاعة المنعم .
36.من فوائد قوله : ( مما رزقناكم ) أن ما يحصل عليه المرء من مأكول فإنه من رزق الله ؛ وليس للإنسان فيه إلا السبب فقط .
37.( غير باغ ) أي طالب لأكل الميتة من غير ضرورة ( ولا عاد ) أي متجاوز لقدر الضرورة ؛ هذا هو الراجح في تفسيرهما ، وقال بعض أهل العلم إن ( الباغي ) هو الخارج عن الإمام ؛ و( العادي ) هو العاصي بسفره .
38.إن حل الميتة للمضطر يحتمل حالين :
الأولى: أن نقول : إن الله على كل شئ قدير ؛ فالذي جعلها خبيثة بالموت بعد أن كانت طيبة حال الحياة قدر على أن يجعلها عند الضرورة طيبة ، مثل ما كانت الحمير طيبة تؤكل حال حلها ، ثم أصبحت بعد تحريمها خبيثة ا .
الحال الثانية : انها ما زالت على كونها خبيثة ؛ لكنه عند الضرورة إليها يباح هذا الخبيث للضرورة ؛ وتكون الضرورة واقية من مضرتها ؛ وهذا الحال أقرب ؛لأنه لو كان عند الضرورة يزول خبثها لكانت طيبة تحل للمضطر ، وغيره ....
39.( اشتروا الضلالة بالهدى ) : الباء هنا للعوض ؛ ويقول الفقهاء : إن ما دخلت عليه الباء هو الثمن ؛ سواء كان بنقد ، أم عينا ؛ وقال آخرون : الثمن هو النقد مطلقا ؛ والصحيح الأول .
40.( إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما ، واستغفر الله إن الله كان غفورا رحيما ) استدل بعض العلماء بهذه الآية على أن الذنوب تحول بين الإنسان وبين العلم ، ثم قال تعالى : ( واستغفر الله ) فدل هذا على أن الاستغفار من أسباب فتح العلم - وهو ظاهر -
41.( آتى المال ) ( المال ) كل عين مباحة النفع سواء كان هذا المال نقدا ، أو ثيابا ، أو طعاما ، أو أي شئ .
42.سميت زكاة لأنها تنمي الخلق ، وتنمي المال ، وتنمي الثواب
43.الإيمان باليوم الآخر يستلزم الاستعداد له بالعمل الصالح ؛ فالذي يقول : إنه مؤمن باليوم الآخر ، ولكن لا يستعد له فدعواه ناقصة .
يتبع إن شاء الله