رد: الأساس والأساسي .. من "نحو إتقان الكتابة باللغة العربية" أ.د. مكّي الحسَني
التأصيل والتسبيب:
النعت بالجامد .. من "نحو إتقان الكتابة باللغة العربية" أ.د. مكّي الحسَني
139- الاسم الجامد، متى يَصِحُّ النعتُ به؟
الأصل في النعت (الصفة / الوصف) أن يكون اسماً مشتقاً كاسم الفاعل واسم المفعول والصفة المشبَّهة واسم التفضيل، نحو: جاء الرجلُ المجاهدُ. هذا حَلٌّ مقبولٌّ. هذا عالِمٌ عظيمٌ. خالدٌ بطلٌ أشجعُ من غيره.
وقد يكون جملة اسمية أو فعْليّة.
وقد يكون اسماً جامداً مُؤَوَّلاً بمشتق، وذلك في تسعِ صُوَرٍ، منها:
1- ما دَلَّ على تشبيه، نحو: قابلتُ رجلاً أسداً، أي شجاعاً كالأسد. رأيتُ رجلاً ثعلباً، أي محتالاً كالثعلب. كان السَّجَّان رجلاً وَحْشاً، أي قاسياً كالوحش.
2- المصدر، بشرط:
أ - أن يكون مفرداً [إلا إذا غلبتْ عليه الوصفية لكثرة استعماله نعتاً فيجوز تثنيتُهُ وجَمْعُهُ، نحو: هذا قاضٍ عَدْلٌ (أي عادل). هذه قاضيةٌ عَدْلٌ (أي عادلة). هذان قاضيان عدل (أو عَدْلان). هاتان قاضيتان عدل (أو عَدْلان). هؤلاء قُضاة عدل (أو عُدول). هؤلاء قاضيات عدل (أو عدول)]. مُذَكَّراً (إلاّ إذا سُمِع بالتأنيث أصلاً، نحو رَحْمة، شفقة...).
ب - أن يكون مصدر فِعْلٍ ثلاثي.
ج- ألاّ يكون ميمياً.
ويقول علماء البلاغة: إن النعت بالمصدر أبلغ في أداء الغرض من النعت بالمشتق، وإنه يكون من باب المبالغة (أو من باب، مجاز الحذف، أو المجاز المرسَل).
وقد ورد كثيراً في التنْزيل العزيز وفي غيره:
(إنّا سَمِعنا قرآناً عَجَباً) (الجِنّ 1)، أي عجيباً.( َلأَسْقيناهُم ماءً غَدَقاً) (الجن 16)، أي كثيراً. (ومَن يُعْرِض عن ذِكْرِ رَبِّه يَسْلُكْهُ عذاباً صَعَداً) (الجن 17)، أي شديد المشقة. (وجاؤوا على قميصه بِدَمٍ كذِبٍ) (يوسف 18)، أي كاذب.
* هؤلاء شُهودٌ صِدْقٌ، أي صادقون.
* عندي لَبَنٌ حَلْبٌ، أي مَحْلوبٌ.
* القائد الرَّمْز: أي الرامِز إلى (الدالُّ على / المشير إلى) طموحات شعبه وأمانيه.
3- الاسم الجامد الذي لَحِقَتْهُ ياء النَّسَب المشَدَّدة، نحو:
* هذا رجلٌ حَلَبِيٌّ، أي منسوبٌ إلى حَلَب.
* هذا قَمْعٌ وَحْشيٌّ، أي نُسبتْ إليه صفة قسوة الوحش. [لا يقال: هذا قَمْعٌ وَحْشٌ!].
|