بسم الله الرحمن الرحيم
محرومون
يعيشون ..يبتسمون .. بل قد تتعالى ضحكاتهم حتى تملأ أرجاء المكان .
يسكنون القصور ويلبسون أفخر الثياب ونفيس الجواهر .
ولكن حياتهم قشور زائفة وأقنعة مصطنعة
بداخلهم حزن عميق وتيهٌ كبير
قد يقول بعض من يراهم ما أسعدهم!!
بل ما أشقاهم!!
لو عرفت ما تكنه صدورهم لرأيت ظلاما حالكا وسوادا عظيما
طمس الله على قلوبهم فامتلأت غيرة وطمعا بالدنيا وبما عند غيرهم .
لست أدري لم كلما زاد مال المرء زاد شقاؤه وبعده عن رب الأرض والسماوات ، إلا من رحم ربي .
ولنا عبرة في قوم عاد وثمود وفرعون وقارون وغيرهم أقوام ذكروا في القرآن بأنهم كانوا متنعمين .. فارهين .. أصحاب مال وجاه وسلطان .
وإن توقفنا وقفة تأمل بآيات الذكر الحكيم لوجدنا الكثير من الآيات التي تحذرنا من فتنة الدنيا والمال والولد ، وبأنها تودي إلى الغرور والأماني .
ولعل السبب واضح جلي فكلما زاد نعيم المرء زاد بطره وأصبح محروما من لين القلب وخشوع الجوارح .
كم أبعدتنا دنيانا عن التفكر بيوم الحساب والعمل له ، حتى قست قلوبنا وجفت مدامعنا وجرفنا تيار الحياة الصاخب معه كالورقة الساقطة على ظهر ماء يجري لا تعرف أين يحط بها، لتفاجأ بسقوط سحيق في حفرة لا تتجاوز المتر طولا والمتر عرضا
هذه هي النهاية التي نسيناها وألهتنا حياتنا الدنيا عنها .
والحقيقة أننا محرومون مهما بلغنا من المناصب وعلى بنياننا ...
فكل من حُرِمَ لذَّة الخشوع في الصلاة محروم
وكل من لم يبكِ من خشية الله والخوف من ذنوبه أن تهلكه محروم
وكل من لم يذق حلاوة مناجاة خالقه في غسق الليل والأنس بقربه محروم
وكل حملته مشاغل الدنيا على هجر القرآن والتفكر بآياته محروم محروم
وكل من ابتلي بقسوة القلب لم يشفق على الأيتام ويساعد الأرامل وينصر الضعفاء ولو بمسح دموعهم محروم .
أبعد هذا سنفرح بمال ونعيم أم سنبكي على تضييع وتقصير
أسأل الله أن نكون جميعا ممن قال فيهم تبارك وتعالى " والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون "
سورة المؤمنون آية 60
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته