بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
كنت من الشبان المحبوبين لدى أقاربي لأني لا أحبّ إيذاء أحد ، وارتبطت بي صفات حسن النية والطيبة وتقديم الخير .
وأنا من المدخنين ولكنّي أخبئ ذلك ( وإذا بليتم فاستتروا ) ، والكارثة الأخرى أنّي مدمن العادة السريّة والتي تحتاج دوماً إلى ما يغذّيها من أفلام إباحية .
رزقني إلهي بوظيفة مرموقة جعلت أيّة فتاة تتمنّى أن تكون زوجتي ، وتزوّجتُ إحدى قريباتي وحدث بيني وبينها - بفضل الله - محبّة تفوق الخيال .
مرّت الأيّام والسنوات وأنا ما زلت مدمناً على العادة السريّة والأفلام الإباحيّة والتدخين ، بالرغم من أنّي أقوم بواجباتي الدينيّة وأصلّي في المنزل وفرض إلى فرضين في المسجد .
كُشف أمري عند زوجتي وعلى مضض تقبّلت الحال بعد تبريري لها بأنّها عادة قديمة لا أستطيع تركها ، ومع ذلك فقد كنت أمارسها عندما تكون في زيارة لأهلها وأقوم بواجبات زوجتي على الوجه الأكمل بدافع المحبّة من جهة ولتحمّلها حالتي من جهة أخرى .
انقضت عشرة أعوام وأصبح لديّ أبناء وبنات وأخذ جنون العادة السريّة في الازدياد ،
صارت المقاطع تملأ جوالي ومحمولي وأمارس العادة في دورة المياه وأثناء ذلك أسمعي أصوات أبنائي خلف الباب ، ومن الحسرة على ما أنا عليه كنت أبكي أحياناً ولكن دون جدوى .
أنا المحور الرئيس في المنزل والجميع يحبنّي بشكل كبير جدًّا لأنّي منحتهم كلّ شيء المحبّة والمال وألحقتهم بأفضل المدارس الخاصّة ، وقريب منهم دوماً ألاعبهم وألاطفهم إلا عاداتي التي لم أستطع مسامحة نفسي عليها في قرارة نفسي .
( بداية المعاناة )
انتظمت في ممارسة الرياضة بهدف الابتعاد عن الأفلام والعادة السرية والتدخين ، وبالفعل تركتها ولكن بعد فترة قصيرة حدث لي مالم أكن أتوقعه يوماً ما .
فجأة بدأت أشعر بعدم ارتياح وضيق في التنفس وحزن وكآبة وخوف وهلع وتنميل ، وأصبحت أستمع بشكل يوميّ للرقية ولسورة البقرة ..
وبعد أيّام تطوّرت حالتي وأصبحت أشعر بأشواك في جسدي واحتراق في ظهري ورعشة ومواضع كأنّ بها طلقات تخترقني ، مع خفقان شديد في القلب .
بدأت في المواظبة على الرقية لدى أحد المشايخ وأحياناً لا أستطيع السيطرة على نفسي فتجدني أبكي كثيراً وأقوم بحركات كثيرة لا إراديّة وعلى مرأى الجميع ، كانت الرقية لدى الشيخ - جزاه الله خيراً - مجانيّة ، ولكنّني شاهدت حالات مخيفة جدّا ومُفزعة وأسوأ من حالتي بكثير .
أصبحت أمضي ثلاثة أيّام دون أكل ولا شرب ولا نوم ،
إلى أن أُصيبت قدماي بحالة قريبة من الشلل وفقدان للذاكرة ونسيان شديد وحالة أشبه بالجنون ، أخذني أهلي إلى استشاري أعصاب ولم أجد علاجاً ، ثمّ توجّهوا بي إلى استشاري طب نفسي ولم أصل لنتيجة أيضاً .
لم يكن أمامنا سوى العلاج الشرعي وكان فيه كلّ الخير وبدأ تأثيره سريعاً ،
ماء وزيت وعسل مقروء عليه ،
واغتسال بسدر ، وعمل حجامة ،
وقراءة قرآن يوميًّا وأذكار الصباح والمساء ،
والمحافظة على الصلوات ودعاء ربّ العالمين ..
ورقية ولكنّي أصبحت حريصاً على الرقية الفرديّة وبدأت بالتحسّن التدريجي - ولله الحمد - إلى أن وصلت للشفاء خلال قرابة الشهرين .
ومن هنا أنصح الجميع بترك العادة السريّة المحرّمة ، والأفلام الإباحيّة .
ومن لم يستطع فليقلل منها على أقل تقدير ويجعلها دون مشاهدة أفلام ، مع الابتعاد نهائيًّا عن ممارستها في دورة المياه التي هي مقرّ الشياطين التي قد تتلبّسه في أقرب فرصة .
ومهم جدًّا المواظبة على قراءة سورة البقرة أو سماعها على الأقلّ أثناء تصفّح الإنترنت .
مع المحافظة على صلاة الجماعة وأذكاار الصباح والمساء .
والآن ولله الحمد تركت حتّى مشاهدة المسللات وسماع الأغاني ،
وأعيش أجمل أيّام حياتي وعرفت لذّة الإيمان ،
وكتبت قصّتي للعظة والعبرة ولكي أحذّر الجميع من خطورة العادة السرّية التي ذكر عنها ابن تيميّة بأنّها قد تؤدّي إلى المسّ .
حفظكم الله ووفقكم في دروب الخير وجمعنا في مستقرّ رحمته .