[عبدالله المشهداني]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

[[[ عندما تبكى الصور ... تتشابه الدموع ولكن المشاعر تختلف ]]]
**********************************************

ربما يبكى الإنسان من خشية الله..
أعظم دمعة وأعظم بكاء

البكاء من خشية الله...

ربما يبكى الإنسان لخسارة فريقه ...

.

ربما لأنه خرج من أمان بطن أمه ... إلى شراسة الدنيا وبداية الشقاء والمتاعب فبكى...لو لم تكن الحياة قاسية لما ولدنا ونحن نبكى...

وربما حين تحمل أعز شخص لك لتودعه فى أوحش الأماكن ... فتبكى..
.

وقد يبكى الرجال لقهرهم أو لغضبهم أو لإحتقان مشارعهم وإنكباحها ...

ربما لأنهم خرجوا من دارهم ظلما وعدوانا فبكوا ...

.

البكاء هنا مختلف فربما بكى لأن الجوع قد أضناه ...
ولم يجد ما يسد جوعه سوى البكاء ...
حتى ولو كان سبب البكاء مختلف

يبقى البكاء بكاء فهو ذرف دموع تنهمر على وجناتنا...فهى وإن إنهمرت دمعة لا أقل ولا أكثر ...

على ما تقرره أنفسنا نمسحها بطرف كمنا ثم نتابع مشوار الحياة ...

.
البكاء بحد ذاته علاج للذات ولكن يا حصرتاه على من باغته الموت فلم يستطع البكاء فلا عين تبكي ولا فلب يتألم فقط القلب يقف والعين تغمض والجسد المتحرك يسكن ولو للحظات قبل إنتشاله صريعا من بين الأنقاض ...

.

ربما يودع أمه وهى تحتضر يرجو ألا تموت فيبكى ...!!!
للبكاء فلسفة خاصة:
****************

فهـو بقـدر ما يكـون عـلاج للنفـس .. بقـد رما يسبـب لهـا الألـم ..

فهـو أحيانـا يعبـر عـن ألـم .. وحيـن آخـر عـن وجـع .. وكثيـرا عـن حـرمـان ..
وغالبـا عـن حـزن .. وهنـاك دمـوع فقـر .. ودمـوع فـراق ..

ولكنـى أجـد أعظـم الدمـوع هـى دمـوع الفـرح ودمـوع الإنتصـار ..

ولكـن ما يحزننـى أن يكـون البكـاء لأتفـه الأسبـاب .. وهـذا " دلــع "

وقـد تكـون الدمـوع حقيـرة كاذبـة .. يكـون غرضهـا لفـت الإنتبـاه .. " دمـوع التماسيــح " وذلـك للحصـول علـى هـدف مـا ...

أكثـر الدمـوع تجعلنـى أفقـد إتزانـى ...

دمـــوع طفــل محـروم ... والده غيـر قـادر علـى تـوفيـر لـه مـا يريـد .. أسـوه بأبنـاء جيلـه ...
وفى النهاية عيوننا من تبكى وهى فى النهاية قلوبنا من تتألم وهى فى النهاية مشاعر مختلفة ولكنها دموع متشابهة ..
إختلفت الصور وإختلفت الآلام وإختلفت المواقف ولكنها تشابهت فى شيئ واحد فقط ...
تشابهت فى الدموع ... فعندما تبكى الصور تتشابه الدموع ولكن تختلف المشاعر ... فشتان بين بكاء وبكاء ...

الفِكرُ لا يُحدُ واللِسانُ لا يصمُت والجوارِحُ لا تسكُن
فإن لم تُشغلها بِالعظائم شغلتك بِالصغائر
وإن لم تُعملها فى الخيرِ عملت فى الشر
فعلمها التحليق تكرهُ الإسفاف
وعرِفها العز تنفُر مِن الذُل ...
*************