
20-09-2010, 08:55 PM
|
قلم مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Jan 2007
مكان الإقامة: مدينة الرياح
الجنس :
المشاركات: 1,680
الدولة :
|
|
1
القَولُ أنَّهَا خالفَت أمرَ ربِّهَا بعدمِ استقرارها ببيتِهَا وتبرُّجَهَا تبرُّجَ الجاهِلِيَّة الأولَى وخرجَت للقِتالِ ...
يُجابُ عَن هذِهِ النُّقطَةِ أنَّ هذَا ضربٌ مِن خَيالِ الرَّافِضَة وقبحِ سرِيرتِهِم تُجاهَ زوجَةِ رسُولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ...
فمِّن حيثُ الدَّلالَة فيُجابُ علَى أنَّ الإستقرَارَ غيرُ لازِمٍ إن كَانَت هُنَاك مصلحَةٌ خاصَّة عدَا أن تكُونَ هُناكَ مصلحَة عامَّةٌ ينتفِعُ بِهَا المُسلِمُون أو تذهِبَ فِتنَة أو يرجَى مِنهَا خيرًا ، ويقَالُ أنَّ درءَ المفاسِدِ مقدَّمٌ علَى جلبِ المصَالِحِ ، والقِتالُ بينَ المُسلمِين مفسدَة عظِيمَةٌ تلحِقُ الضَّرَر بالأمَّةِ خُصُوصًا وأنَّ درءهَا فِيهِ مصلحَةٌ وهِي التَّألِيفُ والجمعُ والصّلحُ بَين المُسلمِينَ ، وهذَا مِن بابِ تقدِيمِ الأولَى -بمفهُومِ عائشَة رضيَّ اللهُ عنهَا- اجتهدَت فِي الخُرُوجِ ...
والقَولُ بأنَّهَا خرجَت للقِتالِ لَم يقُل بِهِ أحدٌ مِن أصحابِ العُقُولِ إلَّا الرَّافِضَةُ وغيرُهُم مِمَّن تبعَ آراءَهُم ، بَل مَا وراءَ خُرُوجِهَا إلَّا الصّلحِ ولمكانَتِهَا واعتبَارِهَا أمَّا للمُؤمِنِينَ فكَانت عامِلَةً بمَا فِي كِتابِ اللهِ تعالَى : "وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين" ...
روى ابن حبان أن عائشة -رضي الله عنها- كتبت إلى أبي موسى الأشعري والي علي على الكوفة: (فإنه قد كان من قتل عثمان ما قد علمت، وقد خرجت مصلحة بين الناس، فمر من قبلك بالقرار في منازلهم، والرضا بالعافية حتى يأتيهم ما يحبون من صلاح أمر المسلمين )
ولما أرسل علي القعقاع بن عمرو لعائشة ومن كان معها يسألها عن سبب قدومها، دخل عليها القعقاع فسلم عليها، وقال: (أي أُمة ما أشخصك وما أقدمك هذه البلدة؟ قالت: أي بنيّ إصلاح بين الناس).
وبعد انتهاء الحرب يوم الجمل جاء علي إلى عائشة -رضي الله عنها- فقال لها: (غفر الله لك، قالت: ولك، ما أردت إلا الإصلاح).
فتقرر أنها ما خرجت إلا للإصلاح بين المسلمين، وهذا سفر طاعة لا ينافي ما أمرت به من عدم الخروج من بيتها، كغيره من الأسفار الأخرى التي فيها طاعة لله ورسوله كالحج والعمرة.
قول ابن العربي: «وأما خروجها إلى حرب الجمل فما خرجت لحرب، ولكن تعلق الناس بها وشكوا إليها ما صاروا إليه من عظيم الفتنة وتهارج الناس، ورجوا بركتها في الإصلاح وطمعوا في الإستحياء منها إذا وقفت للخلق، وظنت هي ذلك، فخرجت مقتدية بالله في قوله: {لاخير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس}.
يقول ابن كثير واصفاً الليلة التي اصطلح فيها الفريقان من الصحابة: «وبات الناس بخير ليلة، وبات قتلة عثمان بشر ليلة، وباتوا يتشاورون، وأجمعوا على أن يثيروا الحرب من الغلس».
ويقول ابن أبي العز الحنفي: «فجرت فتنة الجمل على غير اختيار من علي ولا من طلحة والزبير، وإنما أثارها المفسدون بغير اختيار السابقين".
فبِهذَا يتبيَّنُ أنَّ تِلك الشُّبهَة لَا أساسَ لِهَا مِن الصَّحَة ومَا لهَا مِن زِمام ولَا خِطامٍ ، إلَّا أنَّ قُلُوبَ أولئكَ الطَّاعنِين تحِبُّ الفِتنَة وتهوَى الفسَادَ وتمسُّ فِي ثوابِتِ الدِّينِ ومَن لَم تكُن عائشَة رضيَّ اللهُ عنهُ أمَّهُ فليسَ بمُؤمِنٍ ...
مُلاحَظَة : ستكُون الرُّدُودِ قصِيرَة تحمِيلُ المَعانِي والرُّدُودَ العامَّة حتَّى يكُون هُناك مجالٌ للرَّدِّ علَى الشُّبهِ الأخرَى لكثرَتِهَا ، وإن شاءَ اللهُ سنعمَل علَى الرَّدِّ بالرَّدُودِ المستوفِيَّة لجمِيع جوانِب الشُّبهَة فِي موضوعٍ مستقِلٍّ ...
__________________
كُن مَعَ اللهِ وَلَا تُبَالِي ،،، فَإِن شَغَلَكَ شَيءٌ عَنِ اللهِ فَذَرهُ ...
فإنَّ في ذرئِه بُلُوغ المَرَامِ وسيرٌ ،،، نحوَ الهَدفِِ إن أفلَحت تصلهُ ...
|