ملتقى الشفاء الإسلامي - بشرى لمرضى “الامفيزيما” أو انتفاخ حويصلات الرئة

فيتامين "أ" قد يعالج انتفاخ حويصلات الرئة

أظهر بحث طبي جديد أن الفيتامين الموجود في الحليب والبيض يحمل السر في معالجة مرض رئوي خطير وقاتل يعرف بانتفاخ حويصلات الرئة. ووجد العلماء البريطانيون أن حمض الريتينويك، وهو أحد مشتقات فيتامين “أ”، قد يعكس التلف المتسبب في الرئتين بسبب هذه الحالة التي يصعب علاجها.
أظهرت الاختبارات التي اجريت على الفئران أن الرئتين المصابتين استعادتا وظائفهما الطبيعية باستخدام هذا المركب الذي يستخدم أصلا لمعالجة حب الشباب، لذا تجرى التجارب الآن للكشف عما إذا كان يحقق نفس النجاح عند استخدامه على البشر.
وأوضح الباحثون في مركز البحث الطبي وبيولوجيا الأعصاب التطوري التابع لكلية كنج بلندن، أن “الامفيزيما” أو انتفاخ الرئة هي أكثر الأمراض التنفسية شيوعا وتسبب دماراً وتلفاً كبيرين للرئتين، ولا يتوافر له علاج شاف حتى الآن، وتنتج عنه عدة أعراض كضيق النفس الذي يجعل المريض منهكا ويحتاج إلى الأوكسجين باستمرار.
وقال هؤلاء: إن هذا المرض يؤثر في كبار السن وغالبا ما ينجم عن تلف تراكمي طويل الأمد للرئتين بسبب التدخين أو التعرض لمواد سامة، مشيرين إلى أن الاكتشاف الجديد قد يفتح باب الأمل أمام تطوير علاجات جديدة لانتفاخ الرئة في البشر.
وفسّر الباحثون أن حمض الريتينويك يعمل على الخلايا النسيجية في الرئة، فيساعد على ترميمها وإصلاحها وتجددها، لا سيما أن “الامفيزيما” تبدأ بتلف الجيوب الهوائية الصغيرة ما يسبب ثقوبا دائمة في جدران الرئتين، وبالتالي لا تتمكن من نقل كميات كافية من الأكسجين إلى الدورة الدموية.
وبينت التجارب لاختبار حمض الريتينويك على الفئران، أنه ساعد في تجدد ونمو القصيبات الهوائية والجيوب الصغيرة حتى استعادت وظائفها الطبيعية، وهو ما قد يساعد في علاج المصابين بانتفاخ الرئة من مسنين وأطفال خدج.
وقال الباحثون في دراستهم التي نشرت بدورية التنفس الأوروبية: إن هذا الحمض يعكس الضرر الذي يصيب حويصلات الهواء الدقيقة في الرئة.
ويبدأ المرض بشعور المريض بالإرهاق اثناء تأديته لاعمال كانت يسيرة عليه في الماضي، وبمرور الوقت يجد المصابون بالمرض صعوبة بالغة في التنفس فيعتمدون على الأوكسجين.
وينشأ مرض انتفاخ حويصلات الرئة عندما تفقد حويصلات الهواء الدقيقة في الرئة مرونتها الطبيعية، وهو ما يعني اندفاع الهواء المرتد إلى الرئة. وعندئذ تشعر الرئة بالامتلاء ومن ثم يجد المصابون صعوبة في إدخال وإخراج الهواء من وإلى الرئة. وينتج عن كل ذلك عدم حصول الجسم على كمية كافية من الأوكسجين وهو ما يؤدي إلى الإعياء وفقدان الوزن.
ويعتقد العلماء أن بإمكانهم معالجة المرض في حالة تمكنهم من إعادة حويصلات الهواء الصغيرة في الرئة إلى حالتها الصحية الطبيعية.
وتزيد الدراسة، التي أشرف عليها البروفيسور مالكولم مادين ورفاقه بمركز مجلس الأبحاث الطبية لعلم الأعصاب التنموي بجامعة كينج في لندن، من آمال التوصل إلى علاج للمرض يوما ما.
وقد قام العلماء بتربية فئران تحمل جميع علامات انتفاخ حويصلات الرئة، حيث حقنوا هذه الفئران عقب ولادتها بمادة كيماوية تمنع حويصلات الهواء الدقيقة من النمو بشكل طبيعي.
ومع نمو هذه الفئران ازدادت مشكلات التنفس لديها. وبإعطائها حمض رتيونيك المشتق من فيتامين إيه، بدأ عدد حويصلات الرئة وحجمها يعود إلى طبيعته.
ويعتقد الباحثون أن حمض رتيونيك يحفز جينات رئيسية على العمل ويساعد حويصلات الهواء الدقيقة على التعافي.
وعلى الرغم من الحاجة لإجراء مزيد من الأبحاث في هذا المجال إلا أن هذا البحث يزيد من الآمال بأن يكون حمض الرتيونيك أساساً لعلاج مرض انتفاخ حويصلات الرئة.
ويقول البروفيسور مادين: إن هذا الحمض قد يكون أيضا أساساً لعلاج مرض الانسداد الرئوي المزمن.
وأضاف البروفيسور مادين قائلا: “سيكون ذلك أمراً مهماً، حيث ترتفع بحدة معدلات الإصابة بمرض التهاب حويصلات الرئة والانسداد الرئوي المزمن في العالم أجمع. ويستخدم هذا الحمض بالفعل في علاج حب الشباب”.