استحكمت حلقاتها.... فهل تفرج؟!
اليوم هو أول أيام عيد الفطر السعيد في مفهوم معظم أطفال العالم الأسلامي ، غنيهم وفقيرهم، على أختلاف مذاهبهم ومشاربهم وألوانهم وميولهم ، الآ أنه في منظور أطفال غزة ليس كذلك بالتأكيد، وذلك لأنهم يدركون جيدا أن مايتعرض له قطاعهم الضيق من حصار محكم ، حرمهم حتى من الشعور بفرحة العيد ، ناهيك عن دقات قلوب آبائهم التي بدأت تتزايد منذ دخول شهر رمضان الكريم والتي بلغت ذروتها مع اقتراب يوم العيد ، فالكل في غزة أصبح خائفا خوفا حقيقيا من هذا اليوم بدلا من أن يشعر فيه بطعم الفرح كبقية خلق الله... فخوف الأطفال من أن لايجد الواحد منهم قميصا جديدا أو بنطال يلبسه في العيد، أو أن لايجد قطعة من الحلوى ليتذوق من خلالها طعم ذلك العيد والتي هي من أبسط حقوقهم ... بينما يتجلى خوف اللآباء في أن لايجد الواحد منهم من الدراهم البسيطة التي تمكنه من شراء مايلزم لأبنائة .. حتى وأن توفرت تلك الدراهم فنراه خائفا أن لا يجد من السلع والحاجيات مايشتريه لأبنائه نتيجة مايعاني منه قطاع غزة من حصار استحكمت حلقاته وطال انتظار فرجه.. فالبحر من خلفهم والعدو من أمامهم وعن شمائلهم ، وابن جلدتهم المحكم عليهم الحصار من النافذة الضيقة عن أيمانهم .. ولا حول لهم ولا قوة .. فقدوا الأمل من كل مساعد الا الله.. وباتوا في سجن ليس بالكبير كما يدعي البعض فلربما تجاوزت مساحة السجون في بعض الدول العربية مساحة قطاع غزة..فليس لآبائنا في غزة الا أن يمنوا أطفالهم بالفرج القريب ويعدوهم أنها ربما قد تفرج في العيد القادم ، لأنها فعلا استحكمت حلقاتها!!
|
الساعة الآن : 07:50 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour