بسم الله الرحمن الرحيم
هذه قصة رجل اصابه الشلل لكنه لم يتسلم
من هنا جزاكم الله خيرا

خلدون سنجاب .....بلسانه و شفته إرادة فولاذية و طموح لا تعيقه حركة
أصيب منذ عشر سنوات بشلل تام فتحول لأشهر مصمم برامج كومبيوتر







لم يدر في بال الشاب المتفوق خلدون سنجاب عندما انطلق في رحلة استجمام نحو البحر صوب طرطوس للاحتفال بنجاحه الباهر في امتحان الثانوية العامة و حصوله على مجموع يؤهله دخول كلية الطب البشرى منذ عشرة أعوام أنه سيعود لمنزله في دمشق مقعدا من دون حراك جراء تعرضه لكسر في فقرة الرقبة الثانية أدت لشلل حسي حركي تام دون مستوى الرقبة ترافق مع شلل تنفسي كامل .

http://www.sinjab.com/images/oldscreen.JPG

عاد خلدون من طرطوس محطما من جراء الحادث معتقدا أن أحلامه انهارت بالكامل , لقد بدأت العائلة مسلسل من المستحيلات علها تفلح في إعادة وحيدها يسير على قدميه . لقد بذل المهندس عبد الكريم والد خلدون المستحيل دون فائدة لم تفلح محاولات الأطباء الروس في فعل شيء و لا صلوات رجال الدين من كل الطوائف والدته اتجهت هذه المرة نحو الطب الشعبي عله ينقذ فلذة كبدها تبخرت أحلام العائلة و معها أمول كثيرة أستغلها مشعوذون و مدّعون , عامان من الألم كانا كافيين لموت و الدته مّدرسة مادة الرياضيات حزنا على ولدها .

تأقلم خلدون بشكل بطيء مع الوضع الجديد , لقد تحولت غرفته في المنزل لمشفى صغير هناك آلة التنفس الصناعي التي تمده بالأوكسجين من دونها لن يبقى على قيد الحياة .

كان لا بدّ من ملئ فراغ طويل ... الكومبيوتر هو الحلّ لقد بدأ الشاب رحلة في عالم التكنولوجيا الواسع , مستعينا بوسيط يقضي معه ساعات بدأت المحاولة ...

هبّ صديقه نسيم للمساعدة لقد تمّ ولادة اختراع جديد من رحم المعاناة صمم نسيم فأرة تحريك ( ماوس) خاصة لحالة الشلل الحركي تعمل بواسطة اللسان و الشفتين باللمس .

يستلقي خلدون و وجهه نحو الأعلى حيث وضعت الشاشة و هناك يغوص في عوالم تصميم برامج الكومبيوتر لشركة تزود فضائية مختصة بإنتاج أفلام الكرتون حيث توصل لحلول إبداعية تساعد في هذه التصميم كما أكد مدير مكتب دمشق .

خلدون الذي أصيب بشلل مشابه لذلك الذي أصاب بطل السوبر مان كريستوفر ريد اصبح شهيرا بطموحه و إبداعه بعدما سامه القدر هذا العذاب في حين خبت شهرة ريد و انطفأ نجمه مفارقة لافتة .
يقول خلدون بصوته المتهدج ( أنه قرر متابعة حياته فلا يوجد خيار أخر غير الاستكانة لليأس ) هذا غير وارد في قاموسه.

لخلدون شقيقتين تتذكر شقيقته ميسون مساعدته لها في امتحان الشهادة الإعدادية و الثانوية ( درّسها رغم ما أصابه و دون العودة للكتب إنه عبقري ) .

يقضي خلدون ساعات طويلة تصل لعشرين ساعة في اليوم في عمله , و اللافت أنه كتب مقالات عديدة في مجلات مختصة بعالم التكنولوجيا الرقمية , لم ينقطع خلدون عن العالم الخارجي ففي عالمه الصغير في المنزل شكل شبكة من الأصدقاء و أسس موقع على الانترنيت خاص به و لزيارته :
www.sinjab.com

إن قصة خلدون الشاب الطموح بإرادته الفولاذية تصلح لأن تكون قصة فيلم يروي شجاعة شاب قرر أن لا يأس مع الحياة .