ملتقى الشفاء الإسلامي - تفضل 125 بليون دولار اختلاسات العسكريين الاميركيين في عقود اعمار العراق

بسـم الله الرحمـن الرحيـم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

http://www.alquds.com/files/imagecac...0595798800.jpg
الاحتلال الاميركي في العراق: فظائع وفساد

الاثنين فبراير 16 2009
واشنطن، بغداد – http://www.alquds.com/files/alqudslogo2.gif – قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الاميركية اليوم الاثنين ان التحقيقات التي تقوم بها السلطات الاميركية بشأن التجاوزات والاختلاسات المالية التي شهدتها ايام الفوضى الاولى في ما يتعلق بتطبيق برنامج اعادة اعمار العراق والتي قدرت المبالغ المختفية فيها بـ 125 بليون دولار قد اتسع اطار الاتهامات فيها لتشمل ضباطا رفعي المستوى ممن اشرفوا على البرنامج، وذلك حسب ما تبين من لقاءات مع كبار المسؤولين الحكوميين ومستندات المحكمة. ودلت سجلات المحكمة على ان المحققين طالبوا رسميا الشهر الماضي بتوفير القيود المصرفية الشخصية للكولونيل انتوني بيل، وهو الان متقاعد من الخدمة في الجيش وكان مسؤولا عن عقود اعادة البناء في العراق عامي 2003 و2004 عندما تحولت عملية ثانوية من قرار احتلال العراق الى محاولة محمومة لاعادة تصليح البنية التحتية المحطمة في البلاد.
اضافة الى ذلك فان المحققين يدققون في انشطة الكولونيل رونالد دبليو هيرتل من سلاح الجو، الذي كان كبير مسؤولي التعاقد في بغداد في العام 2004، وذلك حسب ما ورد على لسان اثنين من المسؤولين الحكوميين الاميركيين المشمولين في التحقيق.
ولم تتضح ماهية الادلة ضد الرجلين، اللذين قالا انه ليس لديهما ما يخفيانه عن المحققين. الا ان المسؤولين يقولون ان هناك حالات جنائية عديدة تمتد على مدى عدة سنوات تشير الى فساد واسع في العملية التي ساعد الرجلان على مسيرتها. وينظر المحققون بعين الاهتمام الى المعلومات التي ادلى بها لهم احد تجار الاسلحة والمقاولين الاميركيين ويدعى ديل سي ستوفل الذي قتل في العراق اواخر العام 2004. وقبل مقتله بالرصاص شمال بغداد قام بخزن عشرات الالاف من الدولارات في علب بيتزا وسلمها خلسة الى مكاتب التعاقد الاميركية في بغداد، فيما جرى دفع العمولات في اكياس ورقية في المنطقة الخضراء، حسب ما ذكره اثنان من كبار المسؤولين الحكوميين العراقيين.
وكان ينظر الى ستوفل الذي قدم معلومات للمحققين حول المكتب الذي كان يعمل فيه بيل وهيرتل بانه موثوق بعد ان منح حصانة محدودة من الاتهام مقابل ما لديه من معلومات، وذلك حسب ما جاء في المستندات التي حصلت عليها صحيفة "نيويورك تايمز" والتي اوردها محامي ستوفل جون كوين. وليس هناك اي دليل على ان لمقتله علاقة باقواله المتعلقة بالفساد.
وبلغ عدد الادانات اتي قررتها المحكمة 35 قضية، ضمن اخريات متعلقة باعادة اعمار العراق، وان معظمها يتعلق بمقاولين خاصين او مسؤولين من المستوى المتوسط، اما التحقيق الحالي فانه يستهدف مسؤولين على مستوى اعلى حسب قول المحققين المعنيين في القضية، وانها تحاول تحديد ما اذا كانت هناك علاقة بين هؤلاء المسؤولين وشخصيات في قضايا اخرى. ورغم ان بيل وهيرتل كانا ضابطين عسكريين، فقد كانا يعملان في مكتب تعاقد مدني.
وقال محقق حكومي اميركي ان "هذه التحقيقات الطويلة المدى تواصل النضوج والاتساع وتضم في حلقاتها نطاقا اوسع من المشتبهين المحتملين".
ويحاول المحققون التحقق مما اذا كانت اعمال الفساد الاميركي عاملا اساسيا في الحاق الضرر بجهود فاشلة قيل ان السبب هو سوء التخطيط والعنف غير المتوقع.
وتتولى التحقيق دوائر المحقق العام الخاص لاعادة اعمار العراق ووزارة العدل الاميركية وقيادة التحقيق الجنائي في الجيش ووكالات حكومية اميركية وتتناول فترة جرى فيها الاستيلاء على ملايين الدولارات نقدا، وفي احيان كثيرة في لفائف تضم اوراقا مالية من فئة الـ 100 دولار من احدى الخزانات التي اتسمت بحراسة ضعيفة في الطابق السفلي تحت الارض لاحد قصور صدام حسين السابقة.
وفي احدى حالات الاختلاس خلال تلك الفترة اعترف الميجر جون كوكرهام من الجيش الاميركي بقبول رشوة تقارب الـ 10 ملايين دولار بصفته ضابط التعاقد للحرب العراقية من 2004 الى 2007، بعد القاء القبض عليه. كما اعترفت زوجته بالجرم واضافة الى عدد من ضباط التعاقد الاخرين الذين كشفوا عن تورطهم بالاختلاس.
وقد انتحر احد ضباط التعاقد في العام 2006 بعد يوم من اقراره لمحققين انه استلم 225 ألف دولار كرشوة للتلاعب بعطاءات لصالح احدى الشركات. واعترف اثنان من ضباط التعاقد السابقين في العراق بانهم استلموا رشاوى في القضية ويتعاونون الان مع المحققين.
ويظل هناك عنصر غير عادي في التحقيقات الجارية الا وهو صوت من القبر: انه صوت ستوفل الذي قتل وزميله البريطاني جوزيف وبمبل بالرصاص في احد شوارع بغداد في كانون الاول (ديسمبر) 2004 اثناء عودته من اجتماع عمل في قاعدة عسكرية قريبة من ذلك المكان.
وقال احد الاستشاريين في تجارة الاسلحة ممن تعامل ستوفل معهم في دول الكتلة الشرقية ان "العملية تشبه الى حد كبير احداث نيويورك. حيث يتم دفع خمسين الف دولار في صناديق بيتزا لتأمين العقد. وطبعا يبدو انها عملية بيتزا حقيقية".
وكانت خبرة ستوفل في الكتلة الشرقية واسلحتها قد ساعدت في حصوله على عقد لاعادة تصليح دبابات العراق التي تعود الى فترة الحكم السوفياتي كجزء من برنامج اعادة بناء القوات المسلحة العراقية.
وظلت شركته في خلاف مع الحكومة العراقية حول السداد. اما مشاكله مع المسؤولين الاميركيين فهي التي قادته الى توجيه الاتهام بالفساد. وقال احد شركائه ان ستوفل "كان يحاول ان يقوم بذلك من دون ضوضاء ما امكن". واضافوا انه "كان يدرك جيدا ما الذي يجري حوله، وقد أصيب باحباط شديد".
المصدر جريده القدس