ملتقى الشفاء الإسلامي - السمنة المفرطة وجراحة التنظير

السمنة المفرطة وجراحة التنظير
http://neatorama.cachefly.net/images...-man-world.jpg
لعل اكثر انواع عمليات السمنة شيوعاً في هذه الحقبة النوع الذي يعتمد على الحد من قدرة المعدة على استيعاب كميات كبيرة من الطعام بحيث يتم استخدام جزء صغير جداً من الجزء العلوي من المعدة لا يتعدى حجمه 20 سم3 وتعتبر هذه الفكرة حجر الأساس لاستخدام ما يعرف بحزام المعدة Castric Banding، وبالرغم من إن هذا الإجراء معروف منذ عام 1983 ولكن كان بالجراحة التقليدية إلا انه ومع بداية التسعينيات بدأ عمل هذا الإجراء بواسطة جراحة المنظار مما سهل جداً الأمر على الجراح وعلى المريض بكل ما لجراحة التنظير من ميزات كثيرة كاستخدام الثقوب الصغيرة في جدار البطن بدلاً من الجروح الطويلة لما يصاحب ذلك من ألم واحتمال حدوث مضاعفات وكذلك قصر فترة الاستطباب حيث يغادر المريض المستشفى بعد 24 ساعة من إجراء العملية.
وفي هذه العملية يتم تحزيم المعدة بواسطة حزام خاص مصنوع من مادة السيليكون على شكل بالون يمكن التحكم بحجمه بواسطة خزان صغير يوضع تحت الجلد ومتصل بهذا الحزام.
وفي الواقع إن النوعية الصعبة من هذه العمليات التي يتم فيها استثناء جزء كبير من الأمعاء من عملية الهضم والامتصاص يتم حالياً بواسطة جراحة التنظير وخاصة للمرضى الذين يتجاوز نسبة وزنهم إلى مربع طولهم على 55-60 إلا أن مثل هذه العمليات يستدعي وجود مهارات عالية في هذا النوع من العمليات وكذلك وجود أدوات جراحية خاصة ومكلفة إلى حد ما أضف إلى ذلك أن احتمالية المضاعفات والوفيات في هذا النوع اعلى منه في عملية تحزيم المعدة.
عودة الى عملية تخريم المعدة الاكثر شيوعاً في منطقتنا وفي اوروبا فالعملية بحد ذاتها عملية سهلة حتى ان الوصف التقليدي لها انها العملية السهلة للمريض الصعب.
من اسرار النجاح لهذه العملية ان يتم انتقاء وتحضير المريض بصورة دقيقة وجيدة بل ان ذلك هو الفيصل في انجاح او افشال العملية.
فلا بد من التأكد ان المريض لا يعاني من اعتلالات الغدد الصماء ويفضل ان يتم تقييم الحالة من قبل اخصائي التغذية ولا بد من معرفة مدى استعداد المريض وجديته بالالتزام بتعليمات الجراح بعد العملية ويجب التأكد من ان المريض على علم تام بكيفية عمل الحزام وما سيترتب على وضعه على الجزء العلوي من المعدة وهنا يجب ان يبدي المريض استعداداً كبيراً للتعاون لتجنب كثير من العادات الصحية السيئة بل الامتناع عنها حيث انه من السهل التحايل على عمل هذا الحزام بعادات غذائية سيئة ويستحب بل من الواجب تعريف المريض بالآثار الجانبية المتوقعة بعد وضع مثل هذا الحزام وما يمكن ان يترتب عليها الى الحد ان هناك امكانية استئصال الحزام في بعض الحالات القليلة، كل هذا يسهم في انجاح العلاج وتقبله وبالتالي الحصول على نتائج جيدة وحبذا لو تم تقييم الحالة النفسية لهؤلاء المرضى حيث يجب استثناء المرضى الذين يعانون من اضطرابات نفسية مزمنة ومستعصية ولا بد للمريض ان يكون قد حاول بوسائل غير جراحية تخفيض وزنه.
وقد يسأل سائل ماذا يميز هذه العملية عن غيرها من عمليات السمنة الاخرى ما يميزها ما يلي:
1- القدرة على التحكم بحجم الجزء المستخدم من المعدة، زيادة او نقصاناً.
2- لا يوجد تداخل في التركيب التشريحي للمعدة.
3- امكانية اعادة كل شيء الى ما كان عليه قبل العملية.
4- سهولة تعلم واتقان هذا النوع من العمليات.
5- الوصول الى وزن مقبول او فقدان وزن كبير خلال 12 - 18 شهراً.
6- قصر مدة الاستطباب في المستشفى.
7- كون الاجراء يتم بواسطة جراحة المنظار فان الألم المصاحب لهذه العملية قليل جداً مقارنة بالعملية التقليدية بواسطة فتح البطن.
8- كجراحات التنظير كالاخرى قلة حدوث مضاعفات الجروح.
من هم المرشحون لعمل مثل هذه العمليات:
- الفئة العمرية 18 - 60 سنة.
- مدة المعاناة من السمنة تزيد على خمس سنوات.
- عدم جدوى المحاولات الاخرى لانقاص الوزن.
- المرضى الذين تزيد نسبة وزنهم / مربع طولهم على 40 او عن 35 بوجود اعتلالات مصاحبة للسمنة كارتفاع ضغط الدم والتأكد من عدم وجود سبب هرموني للسمنة.
موانع اجراء العملية:
- المرضى الغير متوقع استفادتهم من العملية كمدمنيالكحول والادوية المخدرة.
- مرضى الاعتلالات النفسية المتقدمة كانفصام الشخصية.
- عدم ابداء المريض الحماس الكافي لاجراء العلمية.
- الالتهابات المزمنة والالتهابات الرئوية.
- الاصابة الحديثة بالاورام.
يبقى السؤال التقليدي المهم هل هناك مضاعفات لهذه العملية، الجواب نعم كأي اجراء جراحي هناك احتمالات حدوث مضاعفات ناتجة عن التخدير العام لأي عملية وخاصة ان مثل هؤلاء المرضى كما اسلفنا في بداية هذه المقالة معرضون لاعتلالات ارتفاع الضغط والجهاز التنفسي وامراض القلب وغيرها مما يعرضهم لاحتمالية مضاعفات لها علاقة بهذه الاجهزة بما فيها الاحتمالية العالية لحدوث خثرات في الساقين والرئتين اما المضاعفات المتعلقة بالحزام نفسه فقد يرتحل هذا الحزام من مكانه صعوداً او نزولاً وفي حالات نادرة قد يرتحل الى داخل المعدة او يلتهب وفي كثير من هذه المضاعفات قد يستدعي الامر اعادة العملية او استئصال الحزام سواء كان ذلك بواسطة المنظار مرة اخرى او حتى بالجراحة التقليدية.