بسم الله الرحمن الرحيم

في نهار يوم جمعه كنت جالسة أشاهد محاضرة للشيخ ( أفضل ألا أذكر أسمه فهو شخصية معروفة ) على قناة الرسالة الفضائية ، وتطرق الأخير في حديثه الى جوانب عدة في العبادات حتى وصل إلى النقطة التي قادتني إلى كتابة هذا الموضوع .

قال ان على الإنسان أن يسعى لأن يحبه الله تعالى لا أن يحب هو الله فحسب ، وحتى يدلل على كلماته تلك أتى بمثال عن امرأة كانت تصلى الفجر حاضراً في بيتها وكان زوجها نائما في ذات الغرفة ، وبعد انتهائها من الصلاة أخذت في الدعاء ومن جملة ما قالته : اللهم كما أحببتي أرزقني كذا وكذا ، وهنا سألها زوجها ( والذي يبدو انه لم يكن نائماً ) سألها : كيف تعلمين بأن الله يحبك ؟
فأجابته لو لم يكن الله يحبني لما أعانني على قيام الليل وصلاة الفجر وتركك نائماً ( كالكلب)
وهنا وعند سماعي لكلماته الأخيرة والتي ذهبت بجمال موقف الزوجة صدمت .
اذ كيف لإمرأة مؤمنة أن تنعت زوجها بالكلب وتكون قدوة يحتذى بها ، وكيف للشيخ الفاضل ان يلقى بهذه الكلمة ليس فقط على مسمع جمع غفير بينهم فتية وفتيات مراهقين ، بل وينقل كلامه عبر الفضائيات ليعم أرجاء المعمورة .
لا أدري ان كانت تلك المرأة قد قالت ما قالته أم أن شيخنا وهو في ذروة انفعاله ( وقد كان يشتعل حماسة اثناء محاضرته ) قد أضاف هذا الوصف من عنده نتيجة تقززه من فعل الزوج .

وأيا كانت الأسباب كان الأجدى به أن يسقط تلك الجملة من سياق حديثه .
فنحن نعلم أن الدعوة ( للكفار) لا تكون الا بالكلمة الطيبة فما بالك برجل مسلم وان كان عاصٍ ، فالكلام من هذا النوع له آثار عكسية لما نعرفه من طبيعة الرجال .

وسأخبركم أنا هذه المرة عن مثال حي لحديثنا اعلاه ، امرأة من معارفنا كانت تصر على زوجها ان يصلي الفجر ويقيم الليل ولم تكن طريقة حديتها معه باللينة فقد رأت نفسها أنها أفضل منه لأنها تقوم الليل في معظم ايام الاسبوع ، مما أدى الى مشادات وشجار مستمر بينهما ، وكان الطلاق هو النهاية التي آل إليه زواجهما ، بعدها طلب الرجل من أهله أن يبحثو له عن زوجة غير متشددة في دينها متمسكة بالصلوات الخمس فقط .

متى سيعم الحب قلوبنا وتتفتح أبصارنا وتنضج عقولنا لتكون اعمالنا خالصة لله تعالى.

عفا الله عن شيخنا وأصلحنا واياه