هـمّ مدفـوع مسبـقاً
هـمّ مدفـوع مسبـقاً تتحدّث القصّة عن رجل يدعى الحاج عُقله أجرى ثلاث عمليات تجميل لاستئصال همّه.. وجميعها باءت بالفشل، ففي كل مرّة يكاد الرجل يموت والهمّ يبقى في صحة جيّدة. حتى استقرّ الأطبّاء أخيراً على أن هذا الهمّ عبارة عن وحمة قوية قد مزمزت والدته عليها مع سبق الإصرار والترصّد ولا يمكن استئصاله أبداً يقال أن الحاج عقله كان ينقلب مزاجه في عيد الفطر تحديداً، بينما صوت التكبير يرفرف فوق مسامعه، والأولاد يتقافزون مثل الأرانب على الأرصفة فرحين مبتهجين، و النساء يشعلن عود الندّ والبخور في المضايف الكبيرة، ويقّدمن النوجا والمعمول للجارات وذوات الأرحام، وكثيراً ما كان يمتعض عندما يرى رجال الحي يدخلون في بيت ويخرجون من بيت.. معيدين مهنئين والفرح والابتسام يعم وجوههملذا كان الحاج عقله يعتزل الناس و يجلس خلف سنسلة بيته الغربية ممتعضاً، عقاله يغطّي جبينه و حاجبيه، واضعاً فروته على أكتافه، ويهزّ رجله اليمنى يميناً ويساراً مثل سمكه عجوز حتى يسقط الشبشب منها، فيرتديه ثانية ويعود للاهتزاز من جديد حتى يسقط، وهكذا.. ثم يهمّ كل خمس دقائق بإشعال سيجارة جديدة من الهيشي الخالص على الريق.. .ويذرف غناءً حزيناً لا يتناسب مع المناسبة السعيدة..يتبعه تنفيخاً متقطّعاً وولولة تنمّ عن همّ كبير مدفوع مسبقاً ******* المهم، تجرأ أحد الجيران وسأله لمعرفة سبب ضيقه الشديد وهمّه الكبير، في هذا اليوم السعيد تحديداً خير يا حاج عقله مالك زعلان؟.. مش عارف انه اليوم عيد الفطر؟ نظر الحاج عقله الى جاره بطرف عينه، وقال: عارف انه عيد الفطر.. بس أنا هكلان همّ رمضان الجاي عدّة أحداث تفاعلت معها كما تفاعل الحج عقله مع عيد الفطرالناس فرحه لقدوم الربيع بينما أنا هكلان همّ الشتاء القادم وزراء الخارجية العرب يحضّرون بجدّية للقمة العربية القادمة وأنا هكلان هم التنديد القادم... ايران تحذّر بثقة زائدة أمريكا من مهاجمتها وأنا هكلان هم الاحتلال القادم النوّاب فرحون بالانتخابات النيابية وأنا هكلان همّ المجلس القادم الحكومة فرحة بالمساعدات الأوروبية وانا هكلان هم الموازنة القادمة الموظّفون فرحون بزيادة الرواتب وأنا هكلان همّ رفع الأسعار القادم وبتلوموا الحاج عُقله؟ ******* |
شكرا لك اخى الكريم على القصه الرائعه المعبره ... جزاك الله خيرا . |
أخي الطيب... أحمد هناك كثير من الهموم التي تعكر صفو الحياة وتمشي بنا في مسلك وعر تشوبه العراقيل نهايته مجهولة أو بتعبير أدق فلا نهاية له ولا بداية ولكن!!! لا يعني هذا أن نعيش الحزن المطبق كما هو الصمت من حولنا ويظل بصيص الأمل يسطع من هناك مبشراً بنور يغسل فينا الظلمة لك كل احترامي وتقديري أخي جزاك ربي فردوسه الأعلى |
اقتباس:
:pic26::pic26: شكراً لك أختي الفاضلة :eek: "بحر العطاء" :eek: :pic26::pic26: على هذه النصائح المفيدة ... والكلمات المعبرة ... فأنتي أعطيتنا على طبق من ذهب ثمرة هذه القصة وفائدتها... وجعلها الله في ميزان حسناتك |
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حفظكم الله ورعاكم شكر الله لكم هذا الموضوع القيم والعرض الطيب نفع الله به وأثابكم أجره غفر الله لنا ولكم رفع الله قدركم وأعلى نزلكم تمنياتي لكم بوافر الصحة والسلامة والرضى والقبول من الله عز وجل في أمان الله ورعايته |
الساعة الآن : 05:33 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour