لرئيس والزعيم
الرئيس والزعيم بقلم الأستاذ فهمى هويدى
التاريخ: 9-5-1429 هـ 13 / 05 / 2008 كما أنه ليس كل من ركب الحصان خيالاً ، ولا كل من لبس العمامة إماماً ، فليس كل رئيس زعيماً ، ولكننا فى العالم العربى درجنا على الخلط بين الاثنين ، واعتبرناهما شيئاً واحداً ، حتى أصبح إعلامنا يتحدث عن كل رئيس باعتباره زعيماً ، ويصف كل لقاء بين رئيسين أو أكثر بأنه مباحثات بين الزعماء ، وهذه مبالغة مسكونة بالتغليط ، أعتبرها من إفرازات زمن الادعاء وتآكل المعنى ، وتغطية خفة الأوزان بالنفخ فى الألقاب . وقبل أن أعرض ما عندى فى الموضوع ، فإننى أحذر من إساءة الفهم ، حتى خطر لى أن أستهل كلامى بعبارة " الخبثاء يمتنعون " ذلك أن أكثر ما يعنينى فى الأمر هو ضبط المصطلح والتدقيق فى مضمونه ، ولا أستبعد أن يكون ذلك الحرص متأثراً بالحاسة التى نمت عندى حين أمضيت أكثر من عشر سنوات سكرتيراً للتحرير ، كان من بين مهامه أن يدقق فى مضمون الخبر وسلامة صياغته ومفرداته ، وهو ما جعلنى أستشعر وخزاً واستنفاراً كلما وقعت على خطأ مهنى أو لغوى فيما تنشره الصحف ، وكان ذلك الخلط المستمر بين مصطلحى الرئيس والزعيم من بين ما يستوقفنى بصفة تكاد تكون يومية . فى كل مرة كنت أتذكر كلمات شيخنا محمد الغزالى حين قال لى إنه قرأ ذات مرة فى إحدى الصحف خبراً عن لقاء وزير خارجية إحدى الدول الخليجية مع وزير الخارجية الأمريكى ، وذكرت الصحيفة أن الوزير قابل " نظيره " الأمريكى ، وهو ما أضحكه ودفعه إلى التساؤل ، بأى معيار اعتبروه " نظيره " ووزن أحدهما ألف ضعف وزن الآخر ؟ هذا السؤال كنت أردده كلما طالعت خبراً عن تصريحات الزعيم أو لقاء الزعماء ، إذ كنت فى كل مرة أقول : بأى معيار اعتبروهم زعماء ؟ حكام ورؤساء على العين والراس ، لكن زعماء لا ! فى المعاجم : فإن الرئيس هو سيد القوم وصاحب الأمر فيهم ، أما الزعيم فهو القائد ، وهو أيضاً الكفيل ( فى النص القرآنى : وأنا به كفيل ) - وفى بلاد الشام فإن الرئيس اعتبر رتبة عسكرية تعادل النقيب ، والزعيم رتبة أيضاً تعادل العميد . الفرق بين الرئيس والزعيم كبير ، لذلك فليس كل زعيم رئيساً ولا كل رئيس زعيماً ، وقلة من الحكام هم الذين جمعوا بين الصفتين ، رغم أن رؤساء كثيرين تمسحوا فى الزعامة فى حين أن الزعيم يظل محتفظاً بثقفه وحضوره فى أى موقع . الرئيس وظيفة ، فى حين أن الزعيم رسالة ودور ، الأول يمشى على الأرض وغارق فى الواقع ، بينما الثانى يظل مشغولاً بالحلم ومشدوداً إليه ، والرئيس يملك سلطاناً يفرض به إرادته على الناس ، أما الزعيم فإنه يملك قوة معنوية يؤثر بها على الآخرين ، والأول مسنود بقوة القانون والدستور ، والثانى مسنود بقوة المجتمع وثقة الناس ومحبتهم ، والأول لحظة فى التاريخ ، أما الثانى فهو إن لم يصنع التاريخ ، فإنه يحفر اسمه على جدرانه ، والرئيس إذا ترك منصبه يتحول إلى فرد عادى كسائر الناس ، أما الثانى فهو يظل فى قلوبهم ومحمولاً على أكفهم طول الوقت . والأول يحتاج دائماً إلى كرسى الرئاسة لكى يجلس عليه ، أما الثانى فليس بحاجة إلى كرسى إذ تظل قامته كما هى ، بالكرسى أو بدونه . من الرؤساء من يشغلون مناصبهم ثم يغادرونها ، ولا يذكر الناس لهم إلا أنهم كانوا جزءاً من جغرافية المكان ، أما الزعماء فإنهم يظلون جزءاً من التاريخ أثناء شغلهم للمنصب أو بعد مغادرتهم له ، لذلك فإن الرؤساء يموتون بمضى الوقت ، فى حين أن الزعماء يظلون أحياء طول الوقت ، فالأولون لهم مدة للصلاحية ، طالت أم قصرت ، أما الآخرون فصلاحيتهم ممتدة بطول الزمن .. والله أعلم . |
السلام عليكم يا الله كم إستفدت من الموضوع أول مرة أعرف أنه يوجد فرق كبير بين الرئيس والزعيم . أختي الكريمة أحب أن أضيف وأقول أن الزعيم نادر في عصرنا هذا أما الرئيس ..... أكيد الكل يعرف الجواب |
السلام عليكم اختنا الغالية ياسمينة دمشق فعلا هناك خلط بين مفهوم الزعيم والرئيس بارك الله فيك موضوع مميز لتعريف الفرق بين الرئيس والزعيم جزاك الله خير الجزاء ودمت بحفظ الله ورعايته |
شكرا لكما أختاي الكريمتان إكرام وسناء
وأظن أنكما تتفقان معي أن لا زعماء في زماننا هذا للأسف الشديد |
اختي ياسمينة دمشق شكرا لك على هذا الايضاح مع اننا نسمع هذه الكلمات خاصة في بلاد الشام ولكن نجهل انه يوجد بينها فرق / وايضا هناك فرق بين /الملك/ و/ فرعون /هذه الالفاظ موجودة في القرآن
أما المصريين القدامى كانوا يفرقون بين الملوك الذين يحكمونهم فيها فالملك غير المصري الاصل كانوا يسمونه الملك والمصري الأصل كانو يسمونه فرعون وأن الذي كان يحكم مصر في زمن يوسف عليه السلام غير مصري وهو من الهكسوس فسماه القرآن الملك وان الذي كان يحكمها زمن موسى هو مصري فسماه القرآن فرعون |
كل الشكر على الإضافة أختي أم أحمد
أسعدني مرورك وتعقيبك |
صدقت و الله أختي إذ كل ما ذكرت فنحن نعايشه للأسف فالناس أصبحت تخلط بين العديد من المفاهيم و تظن أنها صحيحة جزاك الله خيرا على موضوعك القيم في أمان الله |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة الزعمااااااااااااااااااااااء ونحن فى امس الحاجة اليهم فى ايامنا تلك ....!!! نعم نحن لدينا رؤساء كثرا ... ولكن أين الزعماء فيهم ...................!!! للأسف لا يصلح احدهم ان يكون زعيما ً. اختى الحبيبة ....ياسمينة دمشق ... موضوع قيم يستحق القرأة جزاك الله كل الخير . |
الساعة الآن : 12:58 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour