ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى الشباب المسلم (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=94)
-   -   عزّة المؤمن في العوائق (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=321359)

ابوالوليد المسلم 21-11-2025 02:25 PM

عزّة المؤمن في العوائق
 


عزّة المؤمن في العوائق


إنه إذا تعذّر على المرء أمرٌ، أو اعترضه من العوائق ما يحول بينه وبين مراده، فليس له أن يشكو إلى مخلوقٍ مثله، لا يملك لنفسه نفعًا ولا ضرًّا، بل الأجدر به أن يثوب إلى ربه، ويضرع إليه في دُجى الليل وسكونه، متوسلًا بأي لسانٍ يحسنه، وبأي لفظٍ يطيقه، فليس بين العبد وربه ترجمان.
ثم لا يركن بعد ذلك إلى التمني، ولا ينام على وسادة الدعاء، متكئًا على الرجاء دون عمل، بل يسعى، ويجتهد، ويأخذ بالأسباب كما أمره ربه، مستعينًا به، مستأنسًا بعونه، غير مستغنٍ عن رحمته، ولا متكلاً على حوله وقوّته.
وليُوقن في قرارة نفسه، أن ما نزل به من همّ، وما حال بينه وبين غايته من عائق، لم يكن إلا بأمر من الله، وخلق من خلقه، فلا يشكو مخلوقًا إلى مخلوق، ولا أن يبثّ نجواه إلى من لا يملك لنفسه ضرًّا ولا نفعًا.
وقد قال ابن القيم – رحمه الله – في ذلك:
"وإذا شكوتَ إلى بني آدمَ، فإنما
تشتكي الرحيمَ إلى الذي لا يَرحمُ"

فما أعجب أمر من نسي أن للداء خالقًا خلق له دواء، ثم زعم أنه دعا، وهو لم يُبارح موضعه، ولم يُحرّك ساكنًا، ولا خطا خطوة في سبيل ما يرجو!
ذاك الذي يدعو، ثم لا يعمل، كمن يستغيث وهو مُستلقٍ في فراشه، ويتمنى المطر وهو لم يبذر في أرضه حبة، ولم يهيّئ لها سُقيا ولا حرثًا.
منقول





الساعة الآن : 03:07 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 4.71 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 4.62 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (1.99%)]