ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=91)
-   -   الحديث التاسع: الراحمون يرحمهم الرحمن (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=319411)

ابوالوليد المسلم 06-10-2025 01:18 PM

الحديث التاسع: الراحمون يرحمهم الرحمن
 
الحديث التاسع: الراحمون يرحمهم الرحمن

الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري

عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما يبلِّغ به النبي صلى الله عليه وسلم: «الرَّاحمون يرحَمُهمُ الرحمنُ، ارحموا أهلَ الأرضِ يرحمْكم مَن في السماءِ» [صحيح][1].



الشرح:

(الراحمون) الذين يرحمون مَن في الأرض من آدمي وحيوان محترم بشفقة وإحسان ومواساة، (يرحمهم الرحمن) من الرحمة وهي مفهومة، ومن ذلك أن يُحسن إليهم ويتفضَّل عليهم، والجزاء من جنس العمل، (ارحموا من في الأرض): أتى بصيغة العموم؛ ليشمل جميع أصناف الخلق، فيرحم البرَّ والفاجر والوحوش والطير.

(يرحمكم من في السماء)؛ أي: يرحمكم الله تعالى الذي في السماء، ولا يجوز تأويلُه بأن المراد من في السماء: ملكه وغير ذلك، فإن علو الله على خلقه ثابت في الكتاب والسنة وإجماع الأمة، وليس المراد بقولنا: "الله في السماء" أن السماء تحويه وأنه داخل فيها، تعالى الله عن ذلك، بل "في" بمعنى "على"؛ أي: فوق السماء عالٍ على جميع خلقه.

من فوائد الحديث:

الرحمة مقيَّدة باتباع الكتاب والسنة، فإقامة الحدود والانتقام لحرمة الله لا ينافي كل منهما الرحمة.
الله في السماء عالٍ على جميع خلقه.
إثبات صفة الرحمة لله تعالى.

[1] هذا هو حديث الرحمة المشهور المسلسل بالأولية، والذي رواه عَمْرو بن دِيْنَارٍ، عَنْ أبي قَابُوسٍ مَوْلى عبد الله بنِ عَمْرو بنِ العَاصِ، عَنْ عبد الله بنِ عَمْرو بن العاص رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا مَن في الأرض يرحمكم مَن في السماء»، والحديث رواه أحمد في مسنده (6494)، وأبو داود في جامعه (4941) وسكت عنه - وقد قال في رسالته لأهل مكة: كل ما سكت عنه فهو صالح - والترمذي في سننه (1924)، وقال: حسن صحيح، وقال ابن حجر في الإمتاع (1/ 62): حسن، وقال في الفتح (3/ 188): ثابت، وقال السخاوي في البلدانيات (47): حسن؛ بل صححه غير واحد، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (925) وقال: رجاله ثقات، وصححه شعيب الأرنؤوط في تخريج سير أعلام النبلاء (17/ 656) وقال: فيه أبو قابوس مقبول في المتابعات، وقد تُوبع عليه، وباقي رجاله ثقات، وصححه غير واحد من العلماء، وله شواهد، فهو حديث صحيح بلا شك، وهو مشهور، والحمد لله رب العالمين.








الساعة الآن : 08:53 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 6.49 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 6.40 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (1.44%)]