ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى الاحاديث الضعيفة والموضوعة (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=82)
-   -   الحديث السادس: صلة الرحم لوجه الله ليست مبادلة ومعاوضة (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=318574)

ابوالوليد المسلم 16-09-2025 12:26 PM

الحديث السادس: صلة الرحم لوجه الله ليست مبادلة ومعاوضة
 
الحديث السادس:
صلة الرحم لوجه الله ليست مبادلة ومعاوضة


الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري

عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ليس الواصل بالمُكَافِئ، ولكنَّ الواصل الذي إذا قُطعت رحِمُه وصَلَها»؛[صحيح][1].


الشرح:

معنى قوله صلى الله عليه وسلم: (ليس الواصل بالمكافئ)؛ أي: ليس الإنسان الكامل في صلة الرحم والإحسان إلى الأقارب، هو الشخص الذي يقابل الإحسان بالإحسان، بل الواصل حقيقةً الكامل في صلة الرحم، هو الذي إذا قُطعت رحمُه وصلها، حتى لو أساؤوا إليه، ثم قابل الإساءة بالإحسان إليهم، فهذا هو الواصل حقًّا.

فعلى الإنسان أن يصبِر ويَحتسب على أذية أقاربه وجيرانه وأصحابه وغيرهم، فلا يزال له من الله ظهيرٌ عليهم، وهو الرابح وهم الخاسرون.

وصلة الرحم تكون بالمال، والعون على الحاجة، ورفع الضرر، وطلاقة الوجه، والدعاء لهم، والمعنى الجامع إيصال ما أمكَن من الخير، ودفْع ما أمكن من الشر بحسب الطاقة، وقد أكد الإسلام كثيرًا صلةَ الرحم، إلا أنه لا يعدُّ من القطيعة مَن ترك صلة الرحم من باب الهجر الوقائي أو الرَّدعي؛ كمن رأى المصلحة في ترك الصلة رجاء أن يعود رحمُه إلى جادة الصواب وترك المخالفات الدينية، أو خاف على نفسه وأهله أنه متى وصل رحمُه وهم على تلك المخالفات الشرعية، لرُبما انتقلت العدوى إليه وإلى مَن تحت يده.

معاني الكلمات:

الواصل: كامل الصلة لأقاربه.
المكافئ: الذي يكافئهم على صلتهم له.
رحمه: قرابته، وصَلَها: برَّها وأحسَن إليها.

من فوائد الحديث:

الحث على صلة الأرحام.

وجوب إخلاص الأعمال لله، ولو لم يأتِ منها خيرٌ عاجل في الدنيا، فهي خيرٌ دائم في الآخرة.

الإساءة للمسلم لا تجعله يقطع الخير عن المسيء.

صلة الرحم المعتبرة شرعًا أن تصل مَن قطعك، وتعفو عمن ظلَمك، وتعطي مَن حرَمك، وليست صلة المقابلة والمجازاة.

في الحديث بيان أن الصلة إذا كانت نظيرَ مكافأةٍ من الطرف الآخر لا تكون صلة كاملة؛ لأنها من باب تبادُل المنافع، وهذا مما يستوي فيه الأقارب والأباعد.

يُستحب في معاملة الأقارب مقابلة الإساءة بالإحسان.

[1] أخرجه البخاري، كتاب الأدب، باب: ليس الواصل بالمكافئ، (8/ 6)، برقم (5991).








الساعة الآن : 10:21 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 6.65 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 6.56 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (1.41%)]