أسباب تليين القلوب

د. محمد أحمد صبري النبتيتي

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
فقد قست قلوبُ كثيرٍ من الناس، حتى أكل الناس بعضُهم بعضًا، وعقَّ الأبناء آباءهم، وجَمدت العيون فلا تبكي، ولا رحمة لا بالبشر ولا بالحيوان؛ قال تعالى: ﴿ ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ [البقرة: 74]، وقال تعالى: ﴿ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ * اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ [الحديد: 16، 17].

وقال تعالى: ﴿ أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [الزمر: 22].

لقسوة القلب أسباب؛ منها:
• هجْر القرآن.

• الغفلة والتعلق بالدنيا.

• نقض العهود.

هنالك أسبابٌ كثيرة لتليين القلوب؛ منها:
-الدعاء والاستعانة بالله؛ فقد كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: (اللهم إني أعوذ بك من قلبٍ لا يخشَع).

• ذكر الله وقراءة القرآن؛ قال تعالى:
﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28].

- مجاهدة النفس في فعل الأمور التي تتسم بالرحمة؛ كإطعام المسكين ومسح رأس اليتيم، وإماطة الأذى وسقي الحيوان، فقد دخلت امرأة النار في هِرة حبَستها، ودخلت بغيٌّ الجنة في كلب سقَته، ورأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلًا يتقلَّب في الجنة بسبب غُصن شوك نَحَّاه عن طريق المسلمين.
• زيارة المرضى.

• حضور وقت الاحتضار.

• زيارة القبور للاتِّعاظ، والشعور بانقطاع أعمال أصحاب هذه القبور.