التفكر الورد المهجور
التفكر الورد المهجور - التفكر مفتاح يفتح للقلوب أبواب الإيمان، وسُلَّم يرتقي به العبد إلى مقامات اليقين. - فمن تأمل في الكون المنظور؛ في بديع خلقه، وانتظام سننه، وامتداد سماواته وأرضه، أورثه ذلك تعظيم الخالق سبحانه، إذ يرى آثار قدرته في كل ذرة وكوكب. - ومن تدبر في الكتاب المسطور؛ في آيات القرآن وهداياته، أورثه ذلك تعظيم الآمر الشارع سبحانه، الذي جمع في كلماته بين هداية العقول وطمأنينة القلوب، وكمال التشريع، وتيسيره على المكلفين. - ومن أعمل فكره في أسمائه وصفاته، وما دلت عليه من كمال وجلال، أورثه ذلك تقديساً وإجلالاً لا يليق إلا بالله جل جلاله. - ومن تفكر في أفعال الله وأقداره وأوامره ونواهيه، رأى الحكمة البالغة والرحمة الواسعة، فيزداد يقينه أنه الحكيم الخبير. - فالتفكر له مجالات واسعة، في الخلق والشرع، وفي النعمة والابتلاء، وفي النفس والآفاق. -وأدواته يسيرة لمن يسره الله عليه؛ عقل حاضر، وقلب خاشع، وعين ناظرة، وأذن واعية، وخلوة متكررة. -وثمراته عظيمة؛ فهو يورث إيماناً راسخاً، وطمأنينة قلب، وسمو روح، وقوة يقين. -فطوبى لمن جعل التفكر عادةً لقلبه، وورداً لعقله، فإنه لا يزال يرتقي به في مراتب المعرفة بالله، حتى يصبح قلبه عامراً باليقين والسكينة. منقول |
الساعة الآن : 11:25 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour