منهج التنافس والتدافع
منهج التنافس والتدافع أ. د. علي بن إبراهيم النملة والأصل في هذا التسابق أن يصحبه تنافسٌ وتدافع إلى الخيرات؛ للتغلب على الإفساد في الأرض، "فلو لم يكنْ هناك تدافع بين الناس، لفسَدَت الأرض، ولهدمت عمارتها، بما في ذلك أماكن العبادة، وهي أخص ما يذودُ عنه الإنسان"[1]، ﴿ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾ [الحج: 40]. من المؤكد أن هذا التدافع والتنافس إنما هو في مِضمار الصلاح والإصلاح، واستغلال اختلاف المشارب والمناهج، على أنها وسيلة إلى الاستباق في مجال الخيرات، "والاستباق والتسابق يقتضي التدافع بين المتسابقين، قد يسقط في الحلبة الضعيفُ، كما قد يسقط مَن يحاول مجابهة الإصلاح ومقاومته، لكن هدف التسابق والتدافع في النهاية هو حماية الإنجازات الإنسانية الحضارية على وجه الأرض"[2]؛ أي: عمارة الأرض والاستخلاف فيها. [1] انظر: محمد جلاء إدريس: العلاقات الحضارية، مرجع سابق، ص 106. [2] انظر: محمد جلاء إدريس: العلاقات الحضارية، المرجع السابق، ص 107. |
الساعة الآن : 04:23 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour