غابة الأسواق بين فريسة الاغترار وحكمة الاغتناء
غابة الأسواق بين فريسة الاغترار وحكمة الاغتناء عبدالله بن إبراهيم الحضريتي في غابة الأسواق، لا تعبر كأنك تائهٌ، ولا تدخلها إلا مُسلَّحًا بعلم الاغتناء، فليس كل نداء يُتبع، ولا كل بريقٍ يُؤتمن. السوق ليست مجرد مكان تبادل، بل مسرح تنازع، وحيَل تُدار في ثياب المصلحة. إن لم تكن على وعي، اغتالتك الرغبات، واستدرجتك الفخاخ حتى تُسلب لا مالك فحسب، بل روحك وعقلك وتقديرك لذاتك. في هذا المعترك، آمِن بليث البيع، ذاك الذي يملك المعنى لا مجرد السلعة، ذاك الذي لا يُقايض القيم بالعروض، ولا يُفرِّط بالمبادئ لأجل كسر سعر أو اجتذاب مُشْتَرٍ. فإنَّ ليُوث التجارة قِلة، بينما فرائسها كثيرة. سدَّ منافذ الطمع بكل ما يعليك من وعي، ويُغْنيك من حكمة، ولا تفتح قلبك لكل صوت عالٍ أو لافتة مزركشة. فليكن لك ميزان، به تزن القيمة لا الثمن، وتعرف الكنز لا القشرة. ولْتَكُن تَقديرًا، لا انبهارًا. فثمة بضاعة تسلبك قبل أن تشتريها، وثمة بائع يشتريك قبل أن تعرض عليه شيئًا. وكل ما في السوق لا يُغني من كان خالي الوفاض من وعيٍ وبصيرة. في غابة الأسواق... إمَّا أن تدخل بعلمك، أو تخرج بندمك. |
الساعة الآن : 03:32 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour