الأسوة الحسنة ذو المكارم صلى الله عليه وسلم (كان أحسن الناس خلقا)
الأسوة الحسنة ذو المكارم صلى الله عليه وسلم كان أحسن الناس خُلقًا الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري قال تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾ [الأحزاب: 21]. وقال تعالى مادحًا نبيَّه صلى الله عليه وسلم: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ [القلم: 4]. وعن قتادة قال لعائشة رضي الله عنها: يا أم المؤمنين، أنبئيني عن خُلق رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: ألستَ تقرأ القرآن؟ قلت: بلى، قالت: «فإن خلق نبي الله كان القرآنَ»[1]. وعن أنس رضي الله عنه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقًا» [2]. وقالت خديجة بنت خويلد رضي الله عنها: «كلَّا، والله ما يخزيك الله أبدًا؛ إنك لتصل الرحم، وتحمِل الكلَّ، وتُكسب المعدوم، وتَقري الضيف، وتُعين على نوائب الحقِّ»[3]. من قائل هذا الكلام؟! هذا الكلام قالته خديجة بنت خويلد رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم، لَما عاد إليها من غار حراء، بعدما نزل عليه الوحي، وسُمع من جبريل عليه السلام كلام ربِّ العالمين، فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم ترجف بوادره حتى دخل على خديجة، فقال: «زمِّلوني زملوني»، فزملوه حتى ذهب عنه الرَّوع، ثم قال لخديجة: «أي خديجة ما لي»، وأخبرها الخبر، قال: «لقد خشيت على نفسي»، قالت له خديجة: كلَّا، أبشِر فوالله لا يُخزيك الله أبدًا، والله إنك لتصل الرحم.. الحديث [4]. من أين لأم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنه هذا التقرير العظيم، وهذا التثبيت والحكم الواضح الراسخ، وما زال الإسلام في بداية أمره؟ لا شك أنها الأخلاق التي تلقَّتها كلُّ أمة مِن سلفها من بقايا النبوات والرسالات، واقتضتها الفطرة السليمة. [1]رواه مسلم (1/ 513). [2] رواه البخاري (8/ 45) ومسلم (3/ 1692). [3] "رواه البخاري (1/ 7) ومسلم (1/ 141). [4] رواه البخاري (1/ 7) ومسلم (1/ 141).. |
الساعة الآن : 10:05 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour