الله يخلف على المنفق في سبيله ويعوضه
الله يخلف على المنفق في سبيله ويعوضه قال تعالى: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [سبأ: 39]. تفسير الآية: قوله: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ} [سبأ: 39] أي: مهما أنفقتم من شيء فيما أمركم به وأباحه لكم، فهو يخلفه عليكم في الدنيا بالبدل، وفي الآخرة بالجزاء والثواب، {وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [سبأ: 39] أي: هو خير من يُعطي، ويرزق[1]. في الصحيحين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «قَالَ اللَّهُ عز وجل: أَنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ، -وَقَالَ:- يَدُ اللَّهِ مَلْأَى لَا تَغِيضُهَا نَفَقَةٌ سَحَّاءُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ، وَقَالَ: أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْفَقَ مُنْذُ خَلَقَ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَغِضْ مَا فِي يَدِهِ، وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى المَاءِ، وَبِيَدِهِ المِيزَانُ يَخْفِضُ وَيَرْفَعُ» [2]. معاني المفردات: لَا تَغِيضُهَا نَفَقَةٌ: أي لا ينقصها شيء. سَحَّاءُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ: أي دائمة بالعطاء والجود، سحَّاء صفة لليد. فَإِنَّهُ لَمْ يَغِضْ مَا فِي يَدِهِ: أي لم ينقص ما في يمينه من الجود والإنفاق؛ وهذا تقريب لبيان سَعة إنفاقه جل وعلا. يَخْفِضُ:أي ينزل أرزاق العباد ومقاديرهم. وَيَرْفَعُ: أي يرفع أعمال العباد ويحصيها. ما يستفاد مما سبق: 1- ما نقص مال العبد من صدقة. 2- الله عز وجل هو خير من تكل إليه أمر رزقك وقوتك. 3- من أنفق في سبيل الله فإن الله يكفله. 4- رزق الله تعالى لا ينفد مهما كثر عطاؤه. 5- إثبات صفة اليد لله عز وجل، وإثبات العرش والميزان. [1] انظر: تفسير ابن كثير (6 /523). [2] متفق عليه: رواه البخاري (4684)، ومسلم (993). ______________________________________ الكاتب: د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني |
الساعة الآن : 02:55 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour