غربة الإسلام
غربة الإسلام الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله الحمد لله رب العالمين حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى وكما ينبغي لكرم وجهه وعز جلاله، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً. خرج مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء» وخرجه الإمام أحمد وابن ماجه من حديث ابن مسعود بزيادة في آخره وهي قيل يا رسول الله: ومن الغرباء؟ قال: «النزاع من القبائل» وخرجه أبو بكر الآجري وعنده قيل ومن هم يا رسول الله؟ قال: «الذين يصلحون إذا فسد الناس» وخرجه غيره وعنده قال: «الذين يفرون بدينهم من الفتن» وخرجه الترمذي من حديث كثير بن عبد الله المزني عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم «إن الدين بدأ غريبا وسيرجع غريبا فطوبى للغرباء الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنتي» وأخرجه الطبراني من حديث جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم وفي حديثه قيل ومن هم يا رسول الله؟ قال: «الذين يصلحون حين فساد الناس» وخرجه أيضًا من حديث شريك بن سعد بنحوه، وخرجه الإمام أحمد من حديث سعد بن أبي وقاص عن النبي صلى الله عليه وسلم وفي حديثه: «فطوبى يومئذ للغرباء إذا فسد الناس» وخرج الإمام أحمد والطبراني من حديث عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «طوبى للغرباء» قلنا: ومن الغرباء؟ قال: «قوم قليل في ناس سوء كثير من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم» وروي عن عبد الله بن عمر مرفوعًا، وموقوفًا في هذا الحديث قيل ومن الغرباء؟ قال: «الفرارون بدينهم يبعثهم الله تعالى مع عيسى بن مريم عليه السلام» . شرح قوله: «بدأ الإسلام غريبًا» يريد به أن الناس كانوا قبل مبعثه على ضلالة عامة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث عياش بن حمار الذي خرجه مسلم: «إن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم ودعا إلى الإسلام لم يستجب له في أول الأمر » إلا الواحد بعد الواحد من كل قبيلة وكان المستجيب له خائفا من عشيرته وقبيلته يؤذى غاية الأذى وينال منه وهو صابر على ذلك في الله عز وجل. وكان المسلمون إذ ذاك مستضعفين يشردون كل مشرد ويهربون بدينهم إلى البلاد النائية كما هاجروا إلى الحبشة مرتين ثم هاجروا إلى المدينة وكان منهم من يعذب في الله ومنهم من يقتل، فكان الداخلون في الإسلام حينئذ غرباء، ثم ظهر الإسلام بعد الهجرة إلى المدينة وعز،وصار أهله ظاهرين كل الظهور، ودخل الناس بعد ذلك في دين الله أفواجا، وأكمل الله لهم الدين وأتم عليهم النعمة، وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم والأمر على ذلك، وأهل الإسلام على غاية من الاستقامة في دينهم، وهم متعاضدون متناصرون وكانوا على ذلك في زمن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما. ثم عمل الشيطان مكائده على المسلمين وألقى بأسهم بينهم وأفشى فيهم فتنة الشبهات والشهوات ولم تزل هاتان الفتنتان تتزايدان شيئا فشيئا حتى استحكمت مكيدة الشيطان، وأطاعه أكثر الخلق فمنهم من دخل في طاعته في فتنة الشبهات، ومنهم من دخل في فتنة الشهوات، ومنهم من جمع بينهما وكل ذلك مما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بوقوعه فأما فتنة الشبهات فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير وجه أن أمته ستفترق على أزيد من سبعين فرقة على اختلاف الروايات في عدد الزيادات على السبعين وأن جميع تلك الفرق في النار إلا فرقة واحدة، وهي ما كانت على ما هو عليه وأصحابه صلى الله عليه وسلم وأما فتنة الشهوات ففي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كيف أنت إذا فتحت عليكم خزائن فارس والروم أي قوم أنتم؟» قال عبد الرحمن بن عوف نقول كما أمرنا الله قال: «أو غير ذلك تتنافسون ثم تتحاسدون ثم تتدابرون». وفي صحيح البخاري عن عمرو بن عوف عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «والله ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم» وفي الصحيحين من حديث عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم معناه أيضًا ولما فتحت كنوز كسرى على عمر بن الخطاب رضي الله عنه بكى فقال: إن هذا لم يفتح على قوم قط إلا جعل الله بأسهم بينهم أو كما قال،و كان النبي صلى الله عليه وسلم يخشى على أمته هاتين الفتنتين كما في مسند الإمام أحمد عن أبي برزة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنما أخشى عليكم الشهوات التي في بطونكم وفروجكم ومضلات الفتن». وفي رواية «ومضلات الهوى» فلما دخل أكثر الناس في هاتين الفتنتين أو إحداهما أصبحوا متقاطعين متباغضين بعد أن كانوا إخوانا متحابين متواصلين، فإن فتنة الشهوات عمت غالب الخلق ففتنوا بالدنيا وزهوتها وصارت غاية قصدهم، لها يطلبون وبها يرضون ولها يغضبون ولها يوالون وعليها يعادون فقطعوا لذلك أرحامهم وسفكوا دماءهم وارتكبوا معاصي الله بسبب ذلك، وأما فتنة الشبهات والأهواء المضلة فبسببها تفرق أهل القبلة وصاروا شيعا وكفر بعضهم بعضا، وأصبحوا أعداء وفرقا وأحزابا بعد أن كانوا إخوانا قلوبهم على قلب رجل واحد فلم ينج من هذه الفرق كلها إلا الفرقة الواحدة الناجية وهم المذكورون في قوله صلى الله عليه وسلم: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك» رواه البخاري ومسلم. وهم في آخر الزمان الغرباء المذكورون في هذه الأحاديث الذين يصلحون إذا فسد الناس، وهم الذين يصلحون ما أفسد الناس من السنة، وهم الذين يفرون بدينهم من الفتن، وهم النزاع من القبائل لأنهم قلوا فلا يوجد في كل قبيلة منهم إلا الواحد والاثنان وقد لا يوجد في بعض القبائل منهم أحد كما كان الداخلون في الإسلام في أول الأمر كذلك. وبهذا فسر الأئمة هذا الحديث، ولهذا جاء في أحاديث متعددة مدح المتمسك بدينه في آخر الزمان وأنه كالقابض على الجمر وأن للعامل منهم أجر خمسين ممن قبلهم لأنهم لا يجدون أعوانا في الخير. وهؤلاء الغرباء قسمان: أحدهما من يصلح نفسه عند فساد الناس والثاني من يصلح ما أفسد الناس من السنة وهو أعلى القسمين وهو أفضلهما. والله الهادي إلى سواء السبيل وصلى الله على محمد[1]. ــــــــــــــــــــــــ [1] المصدر بهجة الناظرين فيما يصلح الدنيا والدين للشيخ عبد الله ن جار الله آل جار الله ـ رحمه الله ـ ص 448. |
رد: غربة الإسلام
غربة الإسلام الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله لا إشكالَ في أنَّ الإسلام اليوم غريبٌ في أكثر الأقطار التي تنتسب للإسلام، ويكاد أن يكون غريبًا في البقية الباقية من بلاد المسلمين، وليس مِن قِلَّةٍ في عدد المنتسبين للإسلام، ولكن ذلك من قِلَّة الذين يَصْدُق عليهم أن يُسمُّوا مسلمين حقيقةً. ويوضِّح ذلك: أنَّ كثيرًا ممَّن ينتسبون للإسلام يُشرِكون بالله في كثيرٍ من أنواع العبادة، مثل: الدعاء والذبْح والنذر؛ فهم يَدْعُون الأموات، ويطلبون منهم حوائجَهم، أو ردَّ غائبِهم، أو شفاءَ مرضاهم، ويجعلونهم وسائطَ بينهم وبين الله، ويذبحون لغير الله، كذَبْحِهم للقبور وللجِنّ، ويَنْذِرون لغير الله، إلى غير ذلك من أنواع الشِّرْك الأكبر، وقد قال الله - تعالى -: ﴿ إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ﴾ [سورة النساء: 48 و116]. ومِن المنتسبين للإسلام مَن استهزؤوا بكثير ممَّا جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وأمر به، وسَخِروا بمن يتأسَّى به، ويُطيع أمْرَه والله - سبحانه وتعالى - يقول في حق المستهزئين: ﴿ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لاَ تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ﴾ [التوبة: 65 – 66]. ومن ذلك: استهزاؤهم بالدُّعاة إلى الله، وبالمتمسِّكين بدِينه، واحتقارُهم لهم، ووصفهم إيَّاهم بالرجعية والتخلُّف، ومنه: استهزاؤهم بعمود الدين (الصلاة) وبالمصلِّين - عِياذًا بالله - ومنه: استهزاؤهم باللِّحَى وبمن يُعفيها من المؤمنين، وبالحجاب والمتحجِّبات... إلى غير ذلك، بل ربَّما تجرَّأ البعضُ فسَبَّ الدِّين - نعوذ بالله من ذلك كله. ومنهم مَن أعرض عن دِين الله، فلم يتعلَّمْه، ولم يعمل به، ولم يُعَلِمْه أهلَه وأبناءَه، ولم يُرِد لهم العمل به، وقد قال الله - تعالى - في حقِّ المعرضين عن دينه: ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ ﴾ [السجدة: آية 22]، وقال - تعالى -: ﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى ﴾ [طه: 124 – 126]. وتَحاكَم بعضُهم إلى القوانين الوضعية، المخالِفة للكتاب والسُّنة، واعتقدوا أنَّها أكمل من هَدي محمد صلى الله عليه وسلم والله - سبحانه وتعالى - يقول: ﴿ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ﴾ [المائدة: 44]، ويقول - عزَّ وجلَّ -: ﴿ أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴾ [المائدة: 50]، وقال - تعالى -: ﴿ فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [النساء: 65]. والكراهة والغضب يَظْهران على وجوه كثير من أولئك المنتسبين للإسلام، عندما يُدْعَوْن إلى الله، وعندما تُتْلَى عليهم آياتُه، والله - سبحانه وتعالى - يقول: ﴿ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴾ [الحج: 72]. وتَرَك كثيرون - عمدًا - العملَ بما دلَّتْ عليه آياتُ الله وأحاديثُ رسوله صلى الله عليه وسلم بل جادلوا في ذلك، وقد قال الله - تعالى -: ﴿ مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللهِ إِلا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلادِ ﴾ [غافر: 4]. وكَرِه كثيرٌ من أولئك المنتسبين للإسلام إقامةَ الدِّين، والاجتماعَ عليه، وأبغضوا أهلَه العاملين به الداعين إليه وآذوهم، ومن المعلوم: أنَّه لا يَكره إقامةَ الدِّين والاجتماع عليه إلا مشركٌ كافر، كما قال الله - تعالى -: ﴿ شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ﴾ [الشورى: 13]. ورَكَن كثيرٌ من أولئك المنتسبين للإسلام إلى الكفَّار وتولَّوْهم، وتشبَّهوا بهم في كثير من أفعالهم وأقوالهم، وقد قال الله - تعالى -: ﴿ وَمَنْ يَتَوَلهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ﴾ [المائدة: 51]، وقال - سبحانه -: ﴿ وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ ﴾ [هود: 113]، وقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((مَن تشبَّه بقوْم فهو منهم))[1]. وتَرَك كثيرٌ من أولئك المنتسبين للإسلام الصلاةَ وضيَّعوها عمدًا وعنادًا، وقد قال الله - تعالى -: ﴿ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ﴾ [مريم: 59]، وأخبر - سبحانه - عن المجرمين حينما يقول لهم المؤمنون: ﴿ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ ﴾؟ بأنهم يقولون: ﴿ لَمْ نَكُ مِنَ المُصَلِّينَ ﴾، وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم وغيرُه: ((بيْن الرجل وبيْن الكُفْر تَرْكُ الصلاة)). وفي الحديث الذي رواه الإمام أحمد وأهلُ السُّنن: ((العهْدُ الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمَن ترَكها، فقد كَفَر)). هذه بعضٌ من نواقض الإسلام التي ارتكبَها كثيرٌ من أولئك المنتسبين للإسلام، ومع هذا: فقد تفشَّت بينهم الفواحش، وأمعن الكثيرون في الشِّرِّ والانحلال من دِين الله باسم الحريَّة والتقدُّم، ووَصَفوا بالرجعيَّة والجمود كلَّ مؤمن يناديهم إلى ما فيه نجاتُهم من عذاب الله. هذه مِن فِعال تلك الكثرة التي تدَّعي الإسلام، وتُظهِر الغضب لو وُصِفتْ بالكفر، أما مَن جاهروا بالكفر، وانسلخوا من الإسلام علنًا - والعياذ بالله - كمَنِ اعتنق المبادئَ الإلحادية الهدَّامة، كالشيوعية وغيرها من مذاهب الإلحاد والكفر - هؤلاء المنحرِفون الضالُّون، وكل مَن ظهرت رِدَّتُه عن دين الله، جزاؤهم في الدنيا: ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم: ((مَن بَدَّل دِينَه فاقتلوه))[2]. أما في الآخرة: فقد أعدَّ الله لهم من العذاب المهين ما تَقْشِعرُّ لذِكْره جلودُ الذين يخشَوْن ربهم، فإنْ تابوا ورجعوا إلى ربِّهم، وندموا على ردَّتهم، واستغفروا الله، وأدَّوا فرائضه، واجتنبوا محارمَه، ورضوا بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًّا رسولاً، وآمنوا بجميع الرسل والكتب السماوية، وكفروا بمذاهب الكُفْر كلِّها، فعسى الله أن يقبل توبتَهم، ويغفر لهم، وإلا فسيجدون عاقبةَ مكرِهم وتكبُّرهم وجحودهم. نسأل الله مقلِّبَ القلوب أن يُثبِّت قلوبنا على دِينه، وصلَّى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا، ا.هـ من كتاب "الإرشاد إلى طريق النجاة"؛ للشيخ عبدالرحمن بن حماد العمر. [1] رواه أحمد وأبو داود، وصحَّحه ابن حبان. [2] رواه أحمد والبخاري، وأهل السنن. |
الساعة الآن : 06:48 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour