ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=81)
-   -   خطبة عيد الفطر ١٤٤٣ هـ (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=313003)

ابوالوليد المسلم 30-03-2025 12:21 AM

خطبة عيد الفطر ١٤٤٣ هـ
 
خطبة عيد الفطر ١٤٤٣هــ

الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل

الخطبة الأولى
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.

الله أكبر عدد من وحَّد وهلَّل وكبَّر، الله أكبر عدد من صلَّى وسجد وكبَّر، الله أكبر عدد من صام وأفطر، الله أكبر عدد من هلَّل ولبى وحج وكبَّر، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بُكرةً وأصيلًا.

أيها المؤمنون! صُمتم شهركم وأدَّيتم زكاة فطركم، فمن أدَّاها قبل الصلاة فهي زكاةٌ مقبولة، ومن أدَّاها بعد الصلاةِ فهي صدقةٌ كسائِر الصدقات، ومن فرَّط حتى صلى ولم يؤدِّها صلى صلاة العِيد ولم يؤدِّها فقد عصى الله عَزَّ وَجَلَّ وهي باقيةٌ في ذمته يؤديها قضاءً عمَّا فاته، وهي كما قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صدقةُ الفطر طُعمةٌ للمساكين، وطُهرةٌ للصائم عمَّا لحقه من اللغوِ والرفث»[1]، وأمر أن تؤدى عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ قبل الصلاة: "صاعًا من طعام عن الصغير والكبير، والذكر والأُنثى، والحُر والعبد من المُسلمين"، وأمر أن تؤدَّى إلى المساكين، أطعموهم ومونوهم عن السؤالِ ذلك اليوم.

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.

عباد الله! أيها المؤمنون! "يا ليت شِعري من الذي فاز فنُهنيه، ومن الذي خسر في رمضان فنُعزيه"، كذا قال علي بن أبي طالبٍ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْه في يوم عيد الفطر، يوم عيد الفطر يا عباد الله هو يوم الجوائز، يُعطى الصائمون والقائمون والقارئون، ويُعطى العابدون جوائزهم في هذا اليوم، على كل هذه السكك ملائكةٌ يكتبون من شهدوا هذه الصلاة، يكتبون شهودهم ويُبشرونهم بجوائزهم من ربهم، فاللهم اجعلنا في يوم فطرنا من الفائزين ولا تجعلنا فيه من الخاسرين يا ذا الجلالِ والإكرام.

الله أكبر، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.

يوم العيدِ يا عباد الله! يوم عيد الفطر يومٌ واحد، ولهذا يصحُّ صيامُ يوم غدٍ وما بعده، وإن من العمل الصالحِ أن يُتبعه المؤمن بجنسهِ، فقد شرع الله عَزَّ وَجَلَّ لكم من جنسِ صيام رمضان نافلةً بعده، ففي صحيح مُسلمٍ[2] عن أبي أيوب الأنصاري رَضِيَ اَللَّهُ عَنْه قال: قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «من صام رمضان ثم أتبعه ستًا من شوال كان كمن صام الدهر»، أما يوم الفطر ويوم النحر وثلاثة أيام التشريق بعده فلا يصح صومها لأنها أيام عيد وأكل وشربٍ وذكرٍ لله وأيام فرح، نفرح ونسعد ولكن لا نعصي ربنا جَلَّ وَعَلَا فيها.

الله أكبر، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ ‌وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ ﴾ [البقرة: 185].

نفعني الله وَإِيَّاكُمْ بالقرآن العظيم، وما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.

الحمد لله الذي أعاد مواسم الخيراتِ على عباده تترا، فلا ينقضي موسمٌ إلا ويعقبه آخر مرةً بعد أُخرى. أتدرون ما هذا اليوم يا عباد الله؟ إنه يوم الفطر الذي قال فيه نبينا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الصوم يوم يصوم الناس، والفطر يوم يُفطر الناس، والأضحى يوم يُضحي الناس»[3]، فصمتم على رؤيةِ هلال، وأفطرتم بإتمام شهركم مجتمعين في صيامكم وفي فطركم وفي أضاحيكم وحجكم، فيا هناكم ويا سعدكم على اجتماعكم على العبادة، وهذا من أعظم مقاصِد دينكم الاجتماع وترك التشرذم والتفرُّق والاختلاف.

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.

هذا اليوم الأول من شوال وهو عيد الفطر وهو بدءُ أشهر الحج التي قال الله جَلَّ وَعَلَا فيها: ﴿ الْحَجُّ أَشْهُرٌ ‌مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ﴾ [البقرة: 197]، هذا أول أيام أشهر الحج يا عباد الله، فمن لم يكن منكم حجَّ فرضه فلينوي وليعزم أنه يؤدي هذه الفريضة التي هي ركن الإسلامِ الخامس لمن استطاع إليه سبيلًا.

الله أكبر، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.

اشكروا الله على نعمه واحمدوه على آلائِه، أعانكم ووفقكم، وأمنَّكم وهداكم، وكان الصحابة رَضِيَ اَللَّهُ عَنْه إذا رجعوا من صلاةِ العيد هنَّأ بعضهم بعضًا قائلين: تقبَّل الله منا ومنكم، فتقبل الله منا ومنكم أيها المُسلمون، وتقبَّل الله منا ومنكم أيها المُصلون وأيها الصائمون، وجعلنا وإياكم من عُتقاءِ ربي من النار أجمعين.

اللهم يا حيُّ يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام، يا منان يا بديع السماوات والأرض، نشهد بأنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يُولد ولم يكن له كفوًا أحد، نسألك بأسمائِك الحُسنى وصِفاتك العُلا، وباسمك الأعظم وبوجهك الكريم فردوسك الأعلى من الجنة، اللهم اجعلنا من عبادك المقبولين، اللهم اجعلنا من عبادك المُعتقين من النارِ أجمعين، اللهم اجعلنا من عباد الفائزين، اللهم ارزقنا لذة النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائِك، في غير ضراء مُضرة ولا فتنةٍ مُضلة يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم أنزلنا فردوسك الأعلى من الجنةِ بغير حسابٍ ولا عذاب، اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى، ونسألك نعيمًا لا ينفذ وقرةَ عينٍ لا تنقطع، ونسألك برد العيش بعد الموت ولذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك في غير ضراء مُضلة ولا فتنةٍ مضلة، اللهم أمِّنا بأمانك، واحفظنا بحفظك الدائمَيْن في الدين والدنيا والآخرة، لنا ولكم ولوالدينا ووالديكم، ومشايخنا وولاتنا وجميع المُسلمين، إنك يا ربنا أكرم مسؤول.

﴿ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا ‌يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [الصافات: 180-182].

[1] أخرجه ابن ماجه (1827)، وأبو داود (1609).

[2] (1164).

[3] أخرجه الترمذي تامًا (697)، وأخرجه ابن ماجه (1660)، وأبو داود (2327) كلاهما بدون ذكر الجملة الأولى منه.








الساعة الآن : 09:10 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 10.66 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 10.57 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (0.88%)]