ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=81)
-   -   خطبة عيد الفطر المبارك 1446 هـ (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=312998)

ابوالوليد المسلم 30-03-2025 12:12 AM

خطبة عيد الفطر المبارك 1446 هـ
 
خطبة عيد الفطر المبارك 1446هـ

الشيخ فهيد بن محمد بن راضي الخالدي
الخطبة الأولى
الْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا، وَسُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، شَهَادَةَ حَقٍّ، قَامَ بِهَا الْقَلْبُ صِدْقًا، وَأَفْصَحَ بِهَا اللِّسَانُ نُطْقًا، وَاسْتَقَامَتْ لَهَا الْجَوَارِحُ وَخَضَعَتْ لَهَا الْأَرْكَانُ، ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ﴾ [الْبَقَرَةِ: 255]، مَنِ اتَّقَى اللَّهَ وَقَاهُ، وَمَنْ تَوَكَّلَ عَلَيْهِ كَفَاهُ، وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ النَّبِيُّ الْكَرِيمُ، أَرْسَلَهُ اللَّهُ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ، مَنِ اسْتَجَابَ لِدَعْوَتِهِ رُحِمَ، وَمَنِ اسْتَكْبَرَ عَنْهَا حُرِمَ، ﴿ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴾ [النُّورِ: 54]، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ الَّذِينَ جَاهَدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا؛ أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللَّهِ؛ ﴿ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ ﴾ [آلِ عِمْرَانَ:179].

اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ.

اللَّهُ أَكْبَرُ؛ يَوْمُ الْعِيدِ يَوْمُ فَرَحٍ وَسُرُورٍ، يَوْمٌ تَزْكُو فِيهِ النُّفُوسُ، يَوْمُ اجْتِمَاعِ الْإِخْوَةِ وَالْأَرْحَامِ وَالْأَصْحَابِ، يَوْمُ التَّنَازُلِ عَنِ الزَّلَّاتِ وَالْهَفَوَاتِ، يَوْمُ الْعَفْوِ وَالْإِصْلَاحِ وَالصَّفْحِ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ، فَهَنِيئًا لِمَنْ وَفَّقَهُ اللَّهُ لِصِفَةٍ مِنْ صِفَاتِ أَهْلِ الْجَنَّةِ؛ وَهِيَ نَزْعُ الْحِقْدِ مِنَ الصَّدْرِ؛ ﴿ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [الْأَعْرَافِ: 43].

يَوْمُ الْعِيدِ يَوْمُ مَحَبَّةٍ وَأُلْفَةٍ وَسَلَامٍ؛ فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لَا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحابُّوا، أَوَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ)) رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

فَانْشُرُوا السَّلَامَ فِي أَوْسَاطِ مُجْتَمَعِكُمْ، وَابْتَسِمُوا فِي وُجُوهِ النَّاسِ تَنَالُوا الْأَجْرَ وَالْمَثُوبَةَ، وَلَنْ تَسَعُوا النَّاسَ بِأَمْوَالِكُمْ، وَلَكِنْ تَسَعُوهُمْ بِطِيبَةِ قُلُوبِكُمْ وَابْتِسَامَتِكُمْ فِي وُجُوهِهِمْ، وَتَحْصُلُونَ عَلَى أَجْرٍ بِهَذِهِ الِابْتِسَامَةِ غَيْرِ الْمُكْلِفَةِ؛ فَعَنْ أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((تَبَسُّمُكَ فِي وَجْهِ أَخِيكَ لَكَ صَدَقَةٌ)) رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ.

اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ.

اللَّهُ أَكْبَرُ؛ إِنَّ مِنْ شُكْرِ اللَّهِ -تَعَالَى- الدَّيْمُومَةَ عَلَى الْعَمَلِ الصَّالِحِ بَعْدَ رَمَضَانَ، وَمِنْهَا إِتْبَاعُ رَمَضَانَ بِصِيَامِ سِتٍّ مِنْ شَوَّالٍ؛ فَعَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ، كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ)) رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ.

بَارَكَ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ، أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الْعَظِيمَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ، فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ؛ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

الخطبة الثانية
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ؛ أَكْمَلَ لَنَا دِينَهُ، وَأَتَمَّ عَلَيْنَا نِعْمَتَهُ، وَرَضِيَ لَنَا الْإِسْلَامَ دِينًا، الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا طَيِّبًا كَثِيرًا مُبَارَكًا فِيهِ كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى؛ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ.

اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ.

يَا نِسَاءَ الْمُسْلِمِينَ: عَلَيْكُنَّ بِتَقْوَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَتَذَكَّرْنَ قَوْلَ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِذَا صَلَّتِ الْمَرْأَةُ خُمْسَهَا، وَصَامَتْ شَهْرَهَا، وَحَصَّنَتْ فَرْجَهَا، وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا، قِيلَ لَهَا: ادْخُلِي الْجَنَّةَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شِئْتِ)). وَعَلَيْكُنَّ بِالصَّدَقَةِ، فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ النِّسَاءَ بِالصَّدَقَةِ.

اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ.

رَبَّنَا تَقْبَلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ، وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ.

اللَّهُمَّ احْفَظْنَا بِالْإِسْلَامِ قَائِمِينَ، وَاحْفَظْنَا بِالْإِسْلَامِ قَاعِدِينَ، وَاحْفَظْنَا بِالْإِسْلَامِ رَاقِدِينَ، وَلَا تُشْمِتْ بِنَا الْأَعْدَاءَ وَلَا الْحَاسِدِينَ.

اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَأَذِلَّ الشِّرْكَ وَالْمُشْرِكِينَ، وَاحْمِ حَوْزَةَ الدِّينِ، وَانْصُرْ عِبَادَكَ الْمُؤْمِنِينَ فِي كُلِّ مَكَانٍ.

اللَّهُمَّ أَصْلِحْ أَحْوَالَ الْمُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ اجْمَعْ كَلِمَةَ الْمُسْلِمِينَ عَلَى كِتَابِكَ وَسُنَّةِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَاجْعَلْهُمْ يَدًا وَاحِدَةً عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ، وَلَا تَجْعَلْ لِأَعْدَائِهِمْ مِنَّةً عَلَيْهِمْ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.

اللَّهُمَّ انْصُرْ جُنْدَنَا الْمُرَابِطِينَ، اللَّهُمَّ سَدِّدْ رَمْيَهُمْ وَارْبِطْ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَثَبِّتْ أَقْدَامَهُمْ، اللَّهُمَّ احْفَظْ لِبِلَادِنَا عَقِيدَتَهَا وَسِيَادَتَهَا وَاسْتِقْرَارَهَا وَأَمْنَهَا، وَاحْفَظْهَا مِمَّنْ يَكِيدُ لَهَا، وَيَتَرَبَّصُ بِهَا الدَّوَائِرَ يَا قَوِيُّ يَا عَزِيزُ.

اللَّهُمَّ وَفِّقْ وُلَاةَ أَمْرِنَا لِمَا يُرْضِيكَ، اللَّهُمَّ وَفِّقْهُمْ بِتَوْفِيقِكَ، وَأَيِّدْهُمْ بِتَأْيِيدِكَ، وَاجْعَلْهُمْ أَنْصَارًا لِدِينِكَ، وَارْزُقْهُمُ الْبِطَانَةَ الصَّالِحَةَ النَّاصِحَةَ، اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْهِمُ الْخَيْرَ وَأَهْلَهُ، وَبَغِّضْ إِلَيْهِمُ الشَّرَّ وَأَهْلَهُ يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ.

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِمَوْتَى الْمُسْلِمِينَ الَّذِينَ شَهِدُوا لَكَ بِالْوَحْدَانِيَّةِ، وَلِنَبِيِّكَ بِالرِّسَالَةِ وَمَاتُوا عَلَى ذَلِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُمْ وَارْحَمْهُمْ، وَعَافِهِمْ وَاعْفُ عَنْهُمْ، وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُمْ، وَأَكْرِمْ نُزَلَهُمْ، وَاغْسِلْهُمْ بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ، وَنَقِّهِمْ مِنَ الذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا كَمَا نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الْأَبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ، وَارْحَمْنَا إِذَا صِرْنَا إِلَى مَا صَارُوا إِلَيْهِ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ مُحَمَّدٍ.






الساعة الآن : 11:56 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 12.10 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 12.01 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (0.77%)]