ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   الملتقى الاسلامي العام (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=3)
-   -   رسالة من الأعماق (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=310995)

ابوالوليد المسلم 22-01-2025 04:03 PM

رسالة من الأعماق
 
رسالة من الأعماق

افتتان أحمد

رسالة كَتَبْتُهَا فِي أوائل التسعينيات في مَجَلَّة الْجَامِعَة، كُلِّيَّة الهَنْدَسَة، جامعة الْقَاهِرَة.

ربما لَن تتسلموا أَبَدًا رِسَالَتِي، وَلَكِنَّ هَذَا لَا يَعْنِي أَنَّهَا لَا تَسْتَحِقُّ الْقِرَاءَة، رُبَّمَا لَمْ تَجِدْ لَهَا مَكَانًا فِي خِضَمّ الأَحْزَان، وصرخات الْوِجْدَان، وَقَسْوَة الماديات، وَطُغْيَان الآهات، وَلَكِن حَتْمًا سَتَجِد لَهَا مَكَانًا فِي قَلْبِ الْإِنْسَانِ.


رسالتي هِي بَصِيص النُّور وَسَط غَابَة الأشجان، ️رسالتي هِي الْحُبُّ، الْحُبُّ بِمَعْنَاه الْمَفْقُود، الْحُبُّ لَيْس بِهَوى طَائِش يَتَخَبَّط فِي الطُّرُقَات، وَلَا بموج مَجْنُون يتلاطم بالأعماق.


الحُبُّ هُو تَلَاقِي الْأَرْوَاح وَائْتِلَاف الْقُلُوب، صَدَقْت يَا رَسُولَ اللَّهِ، ﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى [النجم: 3، 4].


"الْأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ، فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ، وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اختلف".


نَعَم، لَقَد الْتَقَيْنَا، الْتَقَيْنَا فِي عَالَمِ الذَّرِّ، وَائْتَلَفَت أَرْوَاحُنَا فِى صُفُوف الْمُؤْمِنِين، وَشَهِدْنَا أمَام اللَّه ألا نشرك بِهِ أَحَدًا، لَقَد الْتَقَيْنَا عَلَى طَاعَتِهِ، وَهَا نَحْنُ نلتقي فِي الدُّنْيَا، تَجْمَعُنَا دُرُوب الْخَيْر وَالْحُبِّ، وستلتقي أَرْوَاحُنَا بَعْدَ الْمَوْتِ فِي السَّمَوَاتِ الْعُلَى.


حتى فِي أَحْلَك الْمَوَاقِف وأَصْعَبِهَا عَلَى النَّفْسِ الْبَشَرِيَّة يَوْم الْحَشْرِ سنلتقي فِي ظِلِّ عَرْشِ الرَّحْمَنِ عِنْدَمَا يُظِلُّنَا اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إلَّا ظِلُّهُ، سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إلَّا لَهُ، مِنْهُمْ رَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللَّه، اجْتَمَعا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عليه.


سنلتقي فِي الْجَنَّةِ يَوْمَ يَحْشُرُنَا اللَّهُ فِي صُفُوف الْمُتَّقِين، ﴿ يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا [مريم: 85]، ولن يُطْفَأ شَوْقُنَا إلَّا عِنْدَمَا يُبَلِّغُنَا رَبُّنَا آمَالَنَا، ويأنس بعضنا ببعض فِي رِيَاض الْجَنَّات، كَمَا قَالَ الرَّحْمَنُ: ﴿ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ [الحجر: 47].


وسنلتقي ونلتقي وَذَلِكَ عِنْدَمَا نَنْزِع مَا فِي صُدُورِنا مِنْ غِلٍّ ﴿ الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ [الزخرف: 67].


إن كُنْتَ تُرِيدُ إلَّا تَفْتَرِق عَن أَحِبَّائِك فَاجْعَل حُبَّك خَالِصًا لِوَجْهِهِ الْكَرِيمِ، يَجْعَلك رَبُّك مَعَهُم فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ.



الساعة الآن : 06:58 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 6.90 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 6.81 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (1.36%)]