ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=81)
-   -   موعظة قصيرة (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=310124)

ابوالوليد المسلم 27-12-2024 08:54 PM

موعظة قصيرة
 
مَوْعِظَةٌ قَصِيرَةٌ

محمد بن إبراهيم السبر


إِنَّ الْوَصِيَّةَ الْمَبْذُولَةَ لِي وَلَكُمْ -عِبَادَ اللهِ- هِيَ التَّقْوَى، فَالْزَمُوهَا سِرَّاً وَنَجْوَى؛ يَكُنْ اللهُ لَكُمْ فِي كُلِّ حَالٍ، وَيُعْقِبُكُمُ دَوْمَاً خَيْرُ مَآلٍ. {وَالعَاقِبَةُ لِلتَّقوَى}. وَمِنْ كَانَ مُؤْمِنَاً تَقِيَّاً كَانَ للهِ وَلِيَاً: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ* الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ}، {وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ}.
المُتقونَ خُلَصُ أَوْلِيَاءِ اللهِ، كَانوا مَعَ اللهِ بِطَاعَتِهِ وَخَشْيَتِهِ؛ فَكَانَ مَعَهُمْ بِنَصْرِهِ وَتَأْيِيدِهِ وَحِفْظِهِ؛ وَمَنْ يَكُنْ اللهَ مَعَهُ، فَمَعَهُ الْفِئَةُ الَّتِي لَا تَغْلَبْ، وَالْحَارِسُ الَّذِي لَا يَنَامُ، وَالْهَادِي الَّذِي لَا يَضِلُّ: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ}.
فَاتَّقَوْا اللهَ- رَحِمَكُمِ اللهُ-، وَاجْعَلُوا مُرَاقِبَتَكُمْ لِمَنْ لَا يَغِيبُ عَنْكُمْ نَظَرُهُ، وَشَكَرَكُمْ لِمَنْ تَتَرَادَفُ عَلَيْكُمْ نِعَمُهُ، وَخُضُوعَكُمْ لِمَنْ لَا تُخْرِجُونَ عَنْ مَلِكِهِ، مَا شَغْلَ عَنِ اللهِ فَهُوَ شُؤْمٌ، والتُّؤَدَةُ خَيْرٌ إِلَّا فِي أَمْرِ الْآخِرَةِ، {وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى}.
وَإِنَّ فِي قَوارِعِ الدَّهْرِ لعِبَرَاً، وَمُرُورُ اللَّيَالِي وَالْأَيَّامِ يُخَرِّبُ عَامِرًا وَيَعْمُرُ القَفْرَا، فَاحْذَرُوا الزَّخَارِفَ الْمُضِلَّةَ، فَالْفُرَصُ تَفُوتُ، وَالْأَجَلُ مَوْقُوتٌ، وَالْإقَامَةُ مَحْدُودَةٌ، وَالْأَيَّامُ مَعْدُودَةٌ، {وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}.
اتَّقَوْا اللهَ -عِبَادِ اللهِ- وَتُوبُوا مِنَ الْمَعَاصِي، وَاسْتَعِدُّوا لِيَوْمٍ يُؤْخَذُ فِيهِ بِالْأَقْدَامِ وَالنَّوَاصِي، وَخُذُوا مِنْ صِحَّتِكُمْ لِمَرَضِكُمْ، وَمِنْ حَيَاتِكُمْ لِمَوَّتِكُمْ، وَمِنْ غِنَاِكُمْ لِفَقَّرِكُمْ، وَمِنْ قُوَّتِكُمْ لِضَعفِكُمْ، {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ}.



الساعة الآن : 12:34 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 5.31 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 5.22 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (1.77%)]