ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=91)
-   -   شرح حديث أَبي هريرة -رضي الله عنه- "حقُّ الْمُسْلمِِ عَلَى الْمُسْلِمِ خمسٌ.." (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=308675)

ابوالوليد المسلم 09-11-2024 08:53 PM

شرح حديث أَبي هريرة -رضي الله عنه- "حقُّ الْمُسْلمِِ عَلَى الْمُسْلِمِ خمسٌ.."
 
شرح حديث أَبي هريرة -رضي الله عنه- "حقُّ الْمُسْلمِِ عَلَى الْمُسْلِمِ خمسٌ.."
https://forum.ashefaa.com//upload.3d...d6a7b0ae91.gif
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله ﷺقال:
https://forum.ashefaa.com//upload.3d...df71a655f1.gif((حق المسلم على المسلم خمس: رد السلام، وعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الدعوة، وتشميت العاطس))([1])متفق عليه،

وفي رواية لمسلم https://forum.ashefaa.com//upload.3d...df71a655f1.gif((حق المسلم على المسلم ست قيل: ما هن يا رسول الله؟، قال: إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس فحمد الله فشمته، وإذا مرض فعده، وإذا مات فاتبعه))([2]).
وقول النبيﷺ في الرواية الأولى((حق المسلم على المسلم خمس))،
وفي الرواية الثانية ((حق المسلم على المسلم ست))
https://forum.ashefaa.com//upload.3d...df71a655f1.gifلا منافاة بينهما، وذلك أنّ ذكْر الخمس في مقام من المقامات -إن كان ذلك قد ضبطه الرواة- لا ينافي أن ثمّة حقوقاً أخرى زائدة على ذلك ذكرها النبي -صلى الله عليه وسلم

- في مقام آخر، تقول: حق فلان عليك كذا وكذا، ثم تقول في مقام آخر: حقه عليك كذا وكذا، فأنت لم تقصد الاستيعاب في كلامك الأول، وإنما ذكرت جملة من الحقوق، وهذا كثير في الأحاديث النبوية، تارة يذكر النبي ﷺ أموراً معدودة أربعة أو خمسة أشياء أو نحو ذلك، كقوله ﷺ مثلاً: ((فُضلت على الأنبياء بست))([3])، وفي بعضها:((أعطيت خمسًا لم يعطهن أحد قبلي))([4]).
فذكرُ الزيادة لا يتنافى مع الرواية التي ذكر فيها الأقل، وهذا التعبير وهو قوله
ﷺ: ((حق المسلم على المسلم)) عبر عنه بالحق، والحق هو الشيء الثابت، وكذلك التعبير بـ "على" يشعر بالوجوب، وكأنه قال: إذا سلم وجب عليه أن يرد السلام، وفي الرواية الأخرى ((إذا لقيته فسلم عليه))، ولا شك أن رد السلام آكد من ابتداء السلام.
https://forum.ashefaa.com//upload.3d...df71a655f1.gif((وعيادة المريض)) هي من الأمور التي يحبها الشارع، وورد فيها أحاديث تبين فضلها، من تلك الأحاديث قوله ﷺ:
((من عاد مريضًا لم يزل في خُرْفة الجنة حتى يرجع))([5]).
https://forum.ashefaa.com//upload.3d...df71a655f1.gifوقوله: ((واتباع الجنائز)) المقصود به منذ أن يصلى عليها حتى تدفن.
وقوله: ((وإجابة الدعوة)) وهي مؤكدة جداً، إلا وليمة العرس فهي واجبة لأنه جاء عن النبي أنه قال: ((ومن ترك الدعوة فقد عصى الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم))([6])،
وكذلك أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال:
((إذا دُعي أحدكم فليجب، فإن كان صائمًا فليُصلِّ، وإن كان مفطرًا، فليَطعَم))([7])،

فليصلِّ يعني: فليدعُ لهم بالبركة.
_ ولكنه يرخص له في ترك إجابة وليمة العرس إن علم أنها تشتمل على منكر، كالمعازف مثلاً، في غير ما يرخص فيه في النكاح في الدف للنساء خاصة.
_وحضور وليمة العرس لابد فيه من الإطعام إلا إذا أذنوا له، فإن ذلك من تمام الإجابة، والله تعالى أعلم،

https://forum.ashefaa.com//upload.3d...df71a655f1.gifوقوله: ((وتشميت العاطس)) هو أن يقول له إذا حمد الله: يرحمك الله، ثم يقول العاطس: يهديكم الله ويصلح بالكم.
_ ومن الناس من يقول: يهدينا ويهديكم الله، وهذا لم يرد، وهذه الأذكار والأدعية والأوراد التي جاءت عن الشارع يُلتزم لفظها فلا يزيد فيها الإنسان ولا ينقص، والنبي
ﷺ حينما كان يلقن أحد أصحابه هذا الدعاء ((اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت، قال: فردّدتها على النبي -صلى الله عليه وسلم-، فلما بلغت: اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت قلت: ورسولك، قال: لا، ونبيك الذي أرسلت))([8] مع أن لفظة رسول أبلغ من نبي، لأن الرسالة تتضمن النبوة، لا يكون رسولاً إلا وهو نبي، ومع ذلك النبي
ﷺ أنكر عليه حينما غير هذه اللفظة.
وإذا لم يسمعه يقول: الحمد لله لا يقول له: يرحمك الله، حتى لو عرف من عادته أنه يحمد الله، لكن نحن مأمورون إذا سمعنا ذلك أن نشمته.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
[1] - أخرجه البخاري، كتاب الجنائز، باب الأمر باتباع الجنائز، (2/ 71) برقم: (1240)، ومسلم، كتاب السلام، باب من حق المسلم للمسلم رد السلام، برقم: (2162)، بلفظ: ((خمس تجب للمسلم على أخيه: رد السلام، وتشميت العاطس، وإجابة الدعوة، وعيادة المريض، واتباع الجنائز)).
[2] - أخرجه مسلم، كتاب السلام، باب من حق المسلم للمسلم رد السلام، (4/ 1705)، برقم: (2162).
[3] - أخرجه مسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، (1/371)، برقم: (523).
[4] - أخرجه مسلم، كتاب السلام، باب من حق المسلم للمسلم رد السلام، (4/ 1705)، برقم: (2162).
[5] - أخرجه مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب فضل عيادة المريض، (4/ 1989)، برقم: (2568).
[6] - أخرجه البخاري، كتاب النكاح، باب من ترك الدعوة فقد عصى الله ورسوله، (7/ 25)، برقم: (5177) ومسلم، كتاب النكاح، باب الأمر بإجابة الداعي إلى دعوة، (2/ 1055)، برقم: (1432)
[7] - أخرجه البخاري، كتاب النكاح، باب من ترك الدعوة فقد عصى الله ورسوله، (7/ 25)، برقم: (5177) ومسلم، كتاب النكاح، باب الأمر بإجابة الداعي إلى دعوة، (2/ 1055)، برقم: (1432)
[8] - أخرجه البخاري كتاب الوضوء، باب فضل من بات على الوضوء، (1/ 58)، برقم (247).

المصدر:
الشيخ الدكتور خالد بن عثمان السبت



الساعة الآن : 10:29 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 10.35 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 10.26 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (0.91%)]