في وداع شهر رمضان المبارك
في وداع شهر رمضان المبارك محمد الحمود النجدي ها نحن نودع شهر رمضان المبارك ، وقد إنقضت أيامه بأسرع ما يكون ، وتصرمت لياليه الشريفة المباركة بلمح البصر ، وكم كنا نفرح فيه بالطاعة ، ونسعد به بالعبادة , ونهنأ بالجو الإيماني ، ونستلذ بالخشوع والطمأنينة في صلواته وتلاواته. ها هو ” رمضان ” تركنا وغادرنا ومعه أعمالنا التي أودعناه إياها ، من خير أو شر ، ذهب رمضان عنا وتركنا شاهداً لنا أو علينا ، فيا ليت شعري ، من منا المقبول فنبارك له ونهنيه ، ومن منا المردود الخاسر فنعزيه ؟؟ فنسأل الله الكريم الغفور الرحيم أن يتقبل منا أحسن العمل ، ويتجاوز عن سيئاتنا بعفوه . وها نحن نستقبل يوم بعيد الفطر ، يوم الفرح والسرور ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ” للصائم فرحتان : فرحة عند فطره ، وفرحة عند لقاء ربه ” رواه مسلم . { وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها } هود : 108 . ليس السعيدُ الذي دنياه تُسعدُه إن السعيدَ الذي ينجو من الناروإذا كان العمل في رمضان قد انتهى ، فإن عمل المؤمن لا ينتهي ، ورب رمضان أبوابه مفتوحة ، ليلا ونهارا ، لن توصد طول العام . فيا من أعتقه مولاه من النار ، إياك أن تعود إلى الرق بعد أن صرت حرا ؟! ويا من أبعده الله من النار ، فإياك أن تتقرب منها ، وتوقع نفسك فيها ؟! { فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز } آل عمران : 185 . فلنحرص أيها الأحبة على تقوى الله عز وجل في يوم العيد وبعده ، ولنبتعد عن كل ما يغضب الله عز وجل في الأوقات كلها . قيل : إن أحد الصالحين رأى قوماً يعبثون في يوم عيدٍ بما لا يُرضي الله ، فقال : إن كان هؤلاء تُقُبل منهم صيامهم ، فما هذا فعل الشاكرين ؟ وإن كانوا لم يُتقبل منهم صيامُهم ، فما هذا فعل الخائفين ؟! فالنفوس المؤمنة الصادقة ، خائفة وجلة ، تخشى أن لا يتقبل عملها ، وأن يرد عليها ، فإن الله تعالى يقول { إنما يتقبل الله من المتقين } المائدة : 27. وهم من أخلص لله تعالى في عمله ، واتبع الرسول صلى الله عليه وسلم . فنسأل الله العظيم أن يتقبل منا رمضان ، ونسأله سبحانه أن يعيده علينا أعواماً عديدة ، وأزمنة مديدة ، ونحن في ثوب الصحة والعافية على الطاعة غير منفكين ولا مفارقين . ونسأله عز وجل أن يجعلنا ممن صام وقام رمضان إيماناً واحتساباً ، وأن يوفقنا إلى كل خير ، إنه ولي ذلك والقادر عليه . ونسأله تعالى أن لا يجعل رمضان آخر العهد بالصيام والقيام ، وتلاوة القرآن ، وأعمال البر والإحسان . قلوب المتقين إلى هذا الشهر تحن ، ومن ألم فراقه تئن . |
الساعة الآن : 11:55 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour