أنفر من أهل زوجتي بسبب اختلاف العادات
أنفر من أهل زوجتي بسبب اختلاف العادات أ. لولوة السجا السؤال: ♦ الملخص: شابٌّ متزوج مِن فتاة ذات خُلُقٍ ودين، لكن المشكلة أنَّ أهلها يختلفون عنه في العادات والثقافات، ويُفكِّر في الطلاق. ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: أنا شابٌّ متزوج مِن بلد غير بلدي، والمشكلة أنَّ أهلَ الزوجة مُختلفون عنَّا ثقافيًّا مِن ناحية اللغة والتقاليد. زوجتي متدينة والحمد لله، وتُحبُّ العلمَ والقرآنَ، وتَحرص على طاعة الله جل وعلا في بيتِها، ومستواها الثقافي جامعي. قبل الزواجِ كنتُ مهتمًّا بالدين والخُلُق، ولم تكنْ تهمني العاداتُ أو التقاليد، وبعد زواجي صُدِمْتُ مِن هذا الاختلاف الثقافي، وللأسف كان ذلك سببًا في نفوري مِن عائلة زوجتي! الآن أصبحتُ أُفَضِّل البُعد عنهم، وعدم الرغبة في لقائهم، مع حرصي على عدم إظهار ذلك، لكن للأسف ظهَر في بعض المواقف، واضطررتُ أن أخبرَ زوجتي أنني لا أُحِبُّ كثرة الزيارات! فكَّرْتُ كثيرًا في الطلاق؛ لإحساسي على عدم قدرتي على الاستمرار، وأُفَكِّر دائمًا في مستقبل أولادي وأخوالهم، وأُحاول أن أقنعَ نفسي بأنني سأتغلَّب على هذا الشعور. عائلة زوجتي أناسٌ طيبون، لكن اختلافنا في العادات والتقاليد والثقافة يُؤرِّقني جدًّا، ويجعلني أندم كلما لَقيتهم وجلستُ معهم. أريد نصيحتكم بارك الله فيكم. https://forum.ashefaa.com/data:image...BJRU5ErkJggg== الجواب: الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ: فأخي الكريم، أنتَ اخترتَ زوجتك على أساسٍ شرعيٍّ ولله الحمدُ والمنة، وتَمَّ لك ذلك، ولكنك فوجئتَ باختلاف وتضاد العادات والثقافات، وذلك أمرٌ طبيعيٌّ يَحصُل في كثيرٍ مِن العلاقات الزوجية، ومِن كمال حكمةِ الله جل في علاه أنْ جَعَل الناسَ يَختلفون في ذلك ويَتَبايَنُون. وحقيقةً أنا لستُ أرى الاختلاف مِن هذا النوع شيئًا يَستحق الاهتمامَ، ما دام أنه لا يَتعارض مع تعاليم الدين، بل قد تَتَعَجَّب لو قلتُ لك: إنَّ الاختلافَ قد يكون سببًا في تهذيب بعض الطِّباع، وإحداث توازُن بين الزوجين، والناس عامة في علاقاتهم، حيث إنَّ الكمالَ عزيزٌ، ولا أحد يستطيع أنْ يدَّعي لنفسِه المثالية؛ وذلك لأنَّ ما قد تراه أنتَ في نفسك مَيزةً، قد يراه الآخرون عيبًا، والعكس بالعكس. فاختلافُ الثقافات والعادات قد يُستفاد منه كليًّا، أو جزئيًّا على الأقل، فلا تقلقْ مِن ذلك الأمر، ثم إنك كرَبِّ أسرةٍ تستطيع رَفْضَ ما يَحْسُن رفضُه، وقَبول ما يُمكن قَبولُه، مما ترى مِن حولك، خصوصًا ما يَتعلَّق بتربية الأبناء؛ فبإمكانك أن تُفهمَ زوجتَك بكلِّ هدوء مثلًا أنك تُحبُّ كذا، أو لا تُحبُّ كذا، وهي عليها الطاعةُ والمجاهَدة في التغيير إن كان الأمرُ يسيرًا؛ فمثلًا الزوجُ الذي يُحب النظامَ في كل شيء، بينما يجد أسرةَ زوجته ليستْ كذلك، فإن مِن حقِّه أن يحافظَ على ذلك، ويُطالِب به في بيته، لكن لا يَمنع ذلك مِن مُجامَلة الناس في الحدِّ المعقول، الذي لا يَضرُّ أحدًا، ولا يُؤذي مشاعرهم، كأن يَتَعَرَّض لنَقْدِهم أو السخرية منهم أو غير ذلك. وأخيرًا أُذَكِّرك بقول الله تعالى: ﴿ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: 19]، فكم مِن الأمور التي ساءَتْنا في أولها، وأفرحتنا في نهايتها! فلا تَتَعَجَّلْ في الحكم على الأمور، وخُذ ما تَعرف، ودَعْ ما تُنكر، ولا تجعل الأمرَ عقبةً تُكدِّر عليك علاقتك بزوجتك وأهلها، ما دامتْ لا تَتعارض مع الدين والأخلاق. وفقك الله لهُداه |
الساعة الآن : 09:33 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour