سيحالفك النجاح
سيحالفك النجاح أسامة طبش إنَّ للنجاح مكانةً في نفس كلِّ إنسان، فهو يفتح الآفاق، ويُنير الدُّروب، ويُشْعِر بالأمل، النجاح هو أنْ تصِلَ إلى ما تريد، وتُحقِّقَ الأهدافَ التي رسمْتَها على المدى القصير والمتوسط والطويل، وتبلغَ المُرتقى الذي حَلَمْتَ به. تسافر كل يوم وتستيقظ باكرًا، تضع هدفًا نصب عينيك، تُنهِك صحَّتَك أحيانًا، ولا تشعر بذلك؛ لأن الهدف الذي عَذَّبْتَ لأجله رُوحَك، هو الذي يدفعك دفعًا للمضي للأمام، والإصرار على النجاح، وبلوغ ما تأمله. تقرأُ كثيرًا وتنهض في جُنْح الليل لتسجيل معلومة، فَأَنْتَ طالب، والطالب مطالبٌ بالبحث والتنقيب عن المعارف، تبذلُ وقتًا غاليًا في سبيل شغفك، فالهدف الذي رسمته في مُخَيَّلَتِكَ لا يُفارِقك أبدًا، بأن تكون مثالًا يُحتَذَى ويُقتدَى به عِلْمًا وخُلُقًا. تُربِّي أبناءك وتُوصِلهم يوميًّا للمدرسة، لا تُفارِقهم البتَّة، فهم مُهجةُ عينيك، ولُبُّ فؤادِك، تَراهم الصورة المُستقبليَّة لك، فتبذل لأجلهم التَّعَب والوقت والجهد، وهي فطرة رائعة غُرِسَتْ فيك، مشاعرُ لا تملكُ السيطرة عليها؛ لأنها تُعبِّر عن رُقِيِّ الأخلاق. ستبلغُ حلمك، وسيُحالفك النجاح ما دُمْتَ تتعب وتسعى وتبذل العَرَق، ما دُمْتَ تسأل وتتواضع وتتبنَّى السِّيرة الطيِّبة، النجاح مثلُ الشمعة التي تُوقِدُها في ليلة مُظلمة فتَحميها ويَبقى ضَوْؤُها مُتَّقِدًا حتى طلوع النهار. يقول الشاعر "أحمد شوقي" عن النجاح: يا ناشِرَ العِلْمِ بِهَذي البِلاد https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وُفِّقْتَ نَشْرُ العِلْمِ مِثلُ الجِهاد https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif بانِي صَرْحِ المَجْدِ أَنْتَ الَّذي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif تَبْني بُيوتَ العِلْمِ في كُلِّ ناد https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif بِالعِلْمِ سادَ الناسُ في عَصْرِهِم https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وَاخْتَرَقوا السَّبعَ الطِّباقَ الشِّداد https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif أَيَطلُبُ المَجْدَ وَيَبْغي العُلا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif قَوْمٌ لِسوقِ العِلْمِ فيهِم كَساد https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif نَقَّادُ أَعمالِكَ مُغلٍ لَها https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif إِذا غَلا الدُّرُّ غَلا الانتِقاد https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ما أَصعَبَ الفِعْلَ لِمَنْ رامَهُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وَأَسْهَلَ القَوْلَ عَلى مَنْ أَراد https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif المصاعب التي تُواجِهك، تَصقلك وتُقوِّيك، تمنحُك متانةً لم تكن تتصوَّرها، تَرقى بها على المستوى الشخصي، دُون هذه التجارب، سيَبْقى حالك على حاله، ولن تُحْرِزَ التقدُّم الذي تَبتغيه، المصاعبُ هي الدَّاعِمُ الأساسيُّ لك، وهي لَيْسَتْ بالمُطلق عائقًا يَحْجِزُكَ عن السير قُدمًا في مسيرتك. الفُتور دَيْدَنٌ طبيعيٌّ لأي فرد، غير أن النشاط هو المَغْنَمُ الحقيقيُّ بالنسبة إليه، تلقَّف هذه الأبيات الشعرية "للشافعي": إِذا هَبَّتْ رِياحُكَ فَاغْتَنِمْها https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فَعُقْبَى كُلِّ خافِقَةٍ سُكُوْنُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ولا تغفل عن الإحسان فيها https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فلا تَدْري السُّكونُ متى يكونُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif حين تشعر بالحيوية والنشاط، استغِلَّ هذا الأمر لأبعد حدٍّ، فهذه الرِّيح هي التي تسيرُ بك للأمام، فتبلغ ما تطمحُ إليه. يقولُ تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ ﴾ [الرعد: 22]، فتذكَّر دائمًا أن خالقك عزَّ وجلَّ يُيسِّر لك سُبُل التوفيق، تسعى وتجتهد وتَأْخُذ بالأسباب، والخالق سبحانه وتعالى يُمهِّد لك الطريق سالكًا، ما دام الخير فيك، وما دُمْتَ تَسْعَى لهدفٍ سامٍ، فمَسْعاك للنجاح أو إنجاح الآخرين يُعبِّر عن نُبْل السريرة البشرية، وَاصِلْ على طريقك واجتهد وتسلَّح بالتفاؤل والأمل، وسيُحالفك النجاح. |
الساعة الآن : 02:01 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour