زوجي وتعاطي المخدرات
زوجي وتعاطي المخدرات الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل السؤال: ♦ الملخص: امرأة زوجها يتعاطى المخدرات، ذات مرة ضرَبها فذهبتْ إلى بيت أبيها غاضبةً، لكنها متعلِّقة به، وتسأل: هل يُعد الطلاق حلًّا؟ ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: أنا امرأة متزوجة وعندي طفلان، كان زوجي محترمًا وطيبًا معي، لكنه فجأة تغير وأصبح أكثر عصبية وشكًّا، ثم إنني اكتشفت أنه يتعاطى "الحشيش" مع أصحابه، وقد كان زوجي فيما مضى يشرب الخمر، ولم أكتشف ذلك إلا عندما كنت حبلى، لكنه أحبني كثيرًا وقد ظننت أنه تغير، لكنه عاد للشرب مرة أخرى. ثم إنه دار نقاش حاد بيني وبينه، وضربني ضربة غير مؤلمة، فذهبت على إثر ذلك إلى بيت أهلي، وقد أخبرني أن هذا الحال - يعني: الانفصال - كان يجب أن يكون حالنا من البداية، أتألم كثيرًا لأنني متعلقة به، سؤالي: كيف أتخلص من تعلقي به؟ وهل المخدرات يمكن أن تجعله بهذه العصبية والشكوك؟ وهل الانفصال - ولو مؤقتًا - سيكون حلًّا كي يثوب إلى رشده؟ وهل من الصواب أن أخبر أهلي بأنه يشرب؟ أرجو توجيهكم وجزاكم الله خيرًا. الجواب: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد: فقد اشتكيتِ من تغير أخلاق زوجكِ معكِ، بينما لم تهتمي كثيرًا بتعاطيه لكبيرة من الكبائر؛ وهي: تعاطي المخدرات. ولم تذكري شيئًا عن تساهله بالصلاة، والغالب أن من يتعاطى المخدرات والمسكرات متساهلٌ بالصلاة؛ إما تركًا، أو تفريطًا وضعفًا، لذا فأقول مستعينًا بالله سبحانه: أولًا: تعاطيه للمخدرات كبيرة من الكبائر تُغضب الرب سبحانه؛ والله عز وجل قال عن الخمر وهي أقل من المخدرات: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [المائدة: 90]. ثانيًا: يُنصح بالتوبة فورًا من تعاطي المخدرات ومن مجالسة أصحابها، فكل ذلك لا يجوز له وهو آثم بأفعاله هذه. ثالثًا: في الغالب أن من يتساهل بالأمور المحرمة تحريمًا صريحًا يكون عنده ضعف إيمان، وقد يكون متساهلًا بالأعظم من هذه المحرمات وهو المحافظة على الصلاة، لذا يُنصح أولًا بمحافظته على أداء الصلاة في وقتها في المساجد؛ لأن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، ومن ضعفت صلاته ضعف إيمانه وخوفه من الله، ومن ثَمَّ ضعف تعظيمه لحرمات الله وتساهل بالمعاصي. ولِما سبق؛ فينبغي البحث عن الأسباب الحقيقية الكبيرة لتساهله بالمعاصي ومعالجتها. وهنا مفارقة عجيبة لحظتُها كثيرًا وهي أن بعض الزوجات تهتم كثيرًا لما تجده من سوء أخلاق زوجها أو علاقاته بنساء أخريات وتعظِّمه، بينما قد يكون واقعًا في سبب عظيم لسوء أخلاقه وهو أخطر من العلاقات المحرمة ومن سوء الأخلاق؛ مثل: ترك الصلاة وتعاطي المسكرات والمخدرات، ولا تكترث لذلك؛ فترك الصلاة وتعاطي المسكرات والمخدرات هي بوابة الشرور الأخرى؛ مثل: سوء الأخلاق والعلاقات المحرمة؛ قال سبحانه: ﴿ اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 45]. فمن ضعُفت أو عدمت صلاته، ضعف إيمانه وساءت أخلاقه وكَثُرَتْ معاصيه. أما سؤالكِ: هل المخدرات تؤثر في تغير الأخلاق؟ فنعم، تؤثر وبقوة. وسألتِ أيضًا: كيف تنتزعين محبته القوية من قلبكِ؟ فأقول: لا تستعجلي في هذا الأمر، فابدئي أولًا بنصحه والدعاء الكثير له، وكثرة الاستغفار، والاسترجاع، وطلب مَن يُناصحه من عقلاء عائلته؛ لعله أن يهتديَ وتستمر العلاقة بينكما. وتسألين أيضًا: هل تخبرين أهلكِ بتعاطيه للمخدر؟ فأقول أيضًا: لا تستعجلي لعله تتحسَّن أحواله، فتكوني قد سترتِ عليه، ولأن بعض العامة أحيانًا يتدخلون بطريقة ضارة. حفظكما الله، ووفَّق زوجكِ لترك المخدرات والمحافظة على الصلاة، وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه. |
الساعة الآن : 05:45 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour