ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   رمضانيات (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=23)
-   -   الشوق إلى لقاء رمضان (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=290389)

ابوالوليد المسلم 23-03-2023 04:17 PM

الشوق إلى لقاء رمضان
 
الشوق إلى لقاء رمضان
ﺳﻠﻤﻲ ﺑﻦ ﺷﻤﺲ ﺍﻟﻌﺎﺑﺪﻳﻦ


الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه، أما بعد:
فكلُّ إنسانٍ في هذه الحياة يشتاق إلى موسمٍ من المواسم؛ حتى يؤمِّن له حياة كريمة وعيشة راغدة، التاجر يشتاق إلى مواسم الأعياد والمناسبات التي تحتمي فيها الصفقات السوقية، والفلاح يشتاق إلى مواسم الأمطار لتخضرَّ أرضه وينمو زرعه، ويؤتي أُكلَه كلَّ حين بإذن ربه، وصياد الأسماك يشتاق إلى مواسم هدوء البحار وسكون الرياح؛ ليعود إلى شاطئه بملء القوارب من خيرات البحار، وهذا ليس حال الإنسان فحسب، بل الخليقة كلها على وجه اليابسة بأنواعها وأشكالها، عظائمها وصغائرها، لا غنى لها عن شوق وابتهاج إلى موسم من المواسم التي جعل الله لها فيه من الخيرات والبركات ما تنتعش به حياتُه وتستعيد به نشاطَه، وللمؤمن المتاجِر مع ربه أيضًا موسمٌ يشتاق إلى لقائه ويستبشر بقدومه، ويَطرَب لخيراته ونفحاته، ألا وهو موسم شهر رمضان، موسم القرآن والقيام والسباق إلى أبواب الجنان.

وكيف لا يشتاق المؤمن إلى هذا الموسم العظيم والمرتَع الكريم، وهو موسم فتحٍ لأبواب الجنان وغلقٍ لأبواب النيران، وتصفيدٍ لِمَرَدَةِ الشياطين! وكيف لا يبتهج المؤمن لموسم لو قام بحقِّه من صيامٍ وقيامٍ لَمُحِيت عنهما اقترفت يداه من السيئات.

وكيف لا يشتاق المؤمن إلى رمضان وهو موسم يؤهِّله لدخول الجنان من باب الريان! وهلَّا يستبشر المؤمن بموسم يحصد بليلة واحدة من لياليه حسناتٍ لا يحصدها في سائر الأيام إلا إذا عاش أكثر من ثمانين عامًا عامرًا كلَّ لحظاته في كسب تلك الحسنات! وأنَّى للمؤمن الصبر على شهر تكفَّل الله تبارك وتعالى بجزاء الصائمين فيه بنفسه، وهل لا يشتاق المؤمن لموسم تتفاوت منزلة من أدركه ووُفِّق لنفحاته ومنزلة من حال دونه الموت، فلم يدركه تفاوت السماء والأرض!

فهيَّا بنا أهلَ الإيمان نستبشر بضيف الرحمن، ونشتاق إلى نفحات رمضان، لعل الله أن يناديني وإياكم: *هلمُّوا إلى الجنان من باب الريان.


الساعة الآن : 01:05 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 5.19 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 5.09 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (1.81%)]