ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى الشعر والخواطر (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=30)
-   -   سورية ومصر (شعر) (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=289464)

ابوالوليد المسلم 27-02-2023 04:28 AM

سورية ومصر (شعر)
 
سورية ومصر (شعر)
حافظ ابراهيم




لِمِصرَ أَم لِرُبوعِ الشامِ تَنتَسِبُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
هُنا العُلا وَهُناكَ المَجدُ وَالحَسَبُ[1] https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

رُكنانِ لِلشَرقِ لا زالَت رُبوعُهُما https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
قَلبُ الهِلالِ عَلَيها خافِقٌ يَجِبُ[2] https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

خِدرانِ لِلضادِ لَم تُهتَك سُتورُهُما https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وَلا تَحَوَّلَ عَن مَغناهُما الأَدَبُ[3] https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

أُمُّ اللُغاتِ غَداةَ الفَخرِ أُمُّهُما https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وَإِن سَأَلتَ عَنِ الآباءِ فَالعَرَبُ[4] https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

أَيَرغَبانِ عَنِ الحُسنى وَبَينَهُما https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
في رائِعاتِ المَعالي ذَلِكَ النَسَبُ[5] https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

وَلا يَمُتّانِ بِالقُربى وَبَينَهُما https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
تِلكَ القَرابَةُ لَم يُقطَع لَها سَبَبُ[6] https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

إِذا أَلَمَّت بِوادي النيلِ نازِلَةٌ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
باتَت لَها راسِياتُ الشامِ تَضطَرِبُ[7] https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

وَإِن دَعا في ثَرى الأَهرامِ ذو أَلَمٍ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
أَجابَهُ في ذُرا لُبنانَ مُنتَحِبُ[8] https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

لَو أَخلَصَ النيلُ وَالأُردُنُّ وُدَّهُما https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
تَصافَحَت مِنهُما الأَمواهُ وَالعُشُبُبِ[9] https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

الوادِيَينِ تَمَشّى الفَخرُ مِشيَتَهُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
يَحُفُّ ناحِيَتَيهِ الجودُ وَالدَأَبُ[10]






ابوالوليد المسلم 27-02-2023 04:31 AM

رد: سورية ومصر (شعر)
 
فَسالَ هَذا سَخاءً دونَهُ دِيَمٌ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وَسالَ هَذا مَضاءً دونَهُ القُضُبُ[11] https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

نَسيمَ لُبنانَ كَم جادَتكَ عاطِرَةٌ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
مِنَ الرِياضِ وَكَم حَيّاكَ مُنسَكِبُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

في الشَرقِ وَالغَربِ أَنفاسٌ مُسَعَّرَةٌ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
تَهفو إِلَيكَ وَأَكبادٌ بِها لَهَبُ[12] https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

لَولا طِلابُ العُلا لَم يَبتَغوا بَدَلاً https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
مِن طيبِ رَيّاكَ لَكِنَّ العُلا تَعَبُ[13] https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

كَم غادَةٍ بِرُبوعِ الشَأمِ باكِيَةٍ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
عَلى أَليفٍ لَها يَرمي بِهِ الطَلَبُ[14] https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

يَمضي وَلا حيلَةٌ إِلّا عَزيمَتُهُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وَيَنثَني وَحُلاهُ المَجدُ وَالذَهَبُ[15] https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

يَكُرُّ صَرفُ اللَيالي عَنهُ مُنقَلِباً https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وَعَزمُهُ لَيسَ يَدري كَيفَ يَنقَلِبُ[16] https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

بأَرضِ (كولُمبَ) أَبطالٌ غَطارِفَةٌ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
أُسدٌ جِياعٌ إِذا ما ووثِبوا وَثَبوا[17] https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

لَم يَحمِهِم عَلَمٌ فيها وَلا عَدَدٌ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
سِوى مَضاءٍ تَحامى وِردَهُ النُوَبُ[18] https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

أُسطولُهُم أَمَلٌ في البَحرِ مُرتَحِلٌ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وَجَيشُهُم عَمَلٌ في البَرِّ مُغتَرِبُ[19]

ابوالوليد المسلم 27-02-2023 04:34 AM

رد: سورية ومصر (شعر)
 
لَهُم بِكُلِّ خِضَمٍّ مَسرَبٌ نَهَجٌ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وَفي ذُرا كُلِّ طَودٍ مَسلَكٌ عَجَبُ[20] https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

لَم تَبدُ بارِقَةٌ في أُفقِ مُنتَجَعٍ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
إِلّا وَكانَ لَها بِالشامِ مُرتَقِبُ[21] https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

ما عابَهُم أَنَّهُم في الأَرضِ قَد نُثِروا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
فَالشُهبُ مَنثورَةٌ مُذ كانَتِ الشُهُبُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

وَلَم يَضِرهُم سُراءٌ في مَناكِبِها https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
فَكُلِّ حَيٍّ لَهُ في الكَونِ مُضطَرَبُ[22] https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

رادوا المَناهِلَ في الدُنيا وَلَو وَجَدوا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
إِلى المَجَرَّةِ رَكباً صاعِداً رَكِبوا[23] https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

أَو قيلَ في الشَمسِ لِلراجينَ مُنتَجَعٌ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
مَدّوا لَها سَبَباً في الجَوِّ وَاِنتَدَبوا[24] https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

سَعَوا إِلى الكَسبِ مَحموداً وَما فَتِئَت https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
أُمُّ اللُغاتِ بِذاكَ السَعيِ تَكتَسِبُ[25] https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

فَأَينَ كانَ الشَآمِيّونَ كانَ لَها https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
عَيشٌ جَديدٌ وَفَضلٌ لَيسَ يَحتَجِبُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

هَذي يَدي عَن بَني مِصرٍ تُصافِحُكُم https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
فَصافِحوها تُصافِح نَفسَها العَرَبُ


ابوالوليد المسلم 27-02-2023 04:36 AM

رد: سورية ومصر (شعر)
 
فَما الكِنانَةُ إِلّا الشامُ عاجَ عَلى https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
رُبوعِها مِن بَنيها سادَةٌ نُجُبُ[26] https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

لَولا رِجالٌ تَغالَوا في سِياسَتِهِم https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
مِنّا وَمِنهُم لَما لُمنا وَلا عَتَبوا[27] https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

إِن يَكتُبوا لِيَ ذَنباً في مَوَدَّتِهِم https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
فَإِنَّما الفَخرُ في الذَنبِ الَّذي كَتَبوا[28]



المصدر: «ديوان حافظ إبراهيم» (ص 268 - 271)

-------------------------------
[1] أي انتسب إلى أي الأمتين شئت، فكلتاهما في العلا والحسب سواء.

[2] وجب يجب ووجيبًا: اضطرب؛ وهو هنا كناية عن الإشفاق على كلتا الأمتين والرعاية لهما والحرص عليهما. والهلال: شعار الدولة العثمانية.

[3] الضاد: كناية عن اللغة العربية. والمعنى: المنزل الذي غنى به أهله، أي أقاموا.

[4] يريد أن الأمتين تجمع بينهما أمومة واحدة وهي اللغة، وأبوَّة واحدة، هم العرب.

[5] يرغبان عن الحسنى: ينصرفان عن حسن الجوار. ورائعات المعالي: ما ظهر منها ووضح.

[6] متَّ إليه بكذا: توسل إليه به.

[7] ألمت: نزلت. وراسيات الشام: جبالها.

[8] ذرا لبنان: مرتفعاته وأعاليه، الواحدة ذروة.

[9] الأردن: نهر بفلسطين معروف. والأمواه: جمع ماء.

[10] الدأب (بالتحريك): الجدُّ والاجتهاد.

[11] الديم من السحب: جمع ديمة، وهي الدائمة المطر. والقضب: السيوف القواطع، الواحد قضيب، فعيل بمعنى فاعل. يشير بالشطر الأول إلى وادي النيل؛ وبالشطر الثاني إلى وادي الأردن.

[12] مسعرة: ملتهبة من الشوق. وتهفو: تميل. ويشير إلى حنين رجال لبنان النائين عن وطنهم في أنحاء الأرض طلبًا للرزق.

[13] الريا: الرائحة الطيبة.

[14] الغادة: الفتاة المتثنية لينا ونعومة. «ويرمي» الخ، أي يقذف به طلب الرزق في أنحاء البلاد.

[15] يقول: إن هذا الطالب يذهب على وجهه غير مزوّّد إلا بعزيمة صادقة، ويعود متحليًّا بحلى المجد، موفور الثراء والغنى.

[16] «يكر صرف الليالي عنه» الخ، يقول: إن نوائب الأيام ترتد عنه منقلبة وعزمه ثابت ماض في سبيله لا يتغير ولا يتبدل.

[17] أرض كولمب: أمريكا، أضيفت إلى مكتشفها. والغطارفة: السادة الشرفاء والسراة من الناس، الواحد غطريف وغطراف. ويريد رجال لبنان المهاجرين إلى أمريكا. وإذا ما ووثبوا وثبوا، أي إذا ما اعتدى عليهم انتصفوا لأنفسهم. والمواثبة بين الخصمين: أن يثب كل منهما على صاحبه.

[18] تحامى: تتحامى، فحذف إحدى التاءين للتخفيف. ويريد بقوله: «لم يحمهم علم»: أنهم ليسوا أصحاب سفارة يحتمون بها وإنما يحتمون بمضائهم وعزمهم اللذين ترتيد عنهما نوائب الأباء كليلة مهزومة.

[19] يقول: إنهم لا أسطول لهم ولا جيش غير الأمل البعيد والعمل للرزق في كل مكان.

[20] الخضم: البحر. والمسرب: الطريق. والنهج من الطرق (بتسكين الهاء): الواضح المسلوك منها؛ وحرك الهاء بالفتح لضرورة الوزن. «وذرا كل طود»، أي أعالي كل جبل.

[21] المنتج: مكان الانتجاع، أي طلب الرزق. يقول: إنه قد بلغ من سعيهم على الرزق أنه لا تظهر علامة تنبئ بوجوده في مكان إلا وجدت من رجال الشام من يرقبها ويسبق الناس إليها.

[22] السرى (مقصورًا ومدَّ للشعر): السير بالليل. ومناكب الأرض: نواحيها. والمضطرب: المذهب يضطرب فيه الناس، أي يذهبون ويجيئون.

[23] رادوا: طلبوا. والمناهل: الموارد.

[24] انتدب فلان للأمر: خف إليه.

[25] يريد بقوله: «وما فتئت» الخ: أنَّهم ينشرون اللغة العربية حيثما حلوا؛ وفي ذلك كسب لها.

[26] عاج على المكان: ما إليه.

[27] يقول: لولا جماعة المفرقين بين القطرين وتغاليهم في ذلك، لما وقع بيننا ما يوجب اللوم منا ولا العتاب منهم.

[28] الضمير في «مودتهم» للسوريين.


منقول





الساعة الآن : 10:15 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 21.57 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 21.35 كيلو بايت... تم توفير 0.22 كيلو بايت...بمعدل (1.02%)]